أخلاق الإنسانية الكونية

لسان المتعلمين

تأسست الحركة الإنسانية الكونية علي عقيدة ” وحدة الوجود” و علي الفلسفة ” الإلحادية” إذا كان كل شخص هو الله عندئذ تستقر كل السلطة نهائيا داخله، ويجب علي الأفراد أن يبحثوا عن الحرية للعمل في انسجام مع الحق الداخلي . تقول شيرلي ” الإرادة الحرة ببساطة –هي القيام بدور التحقق من أنك إله حقيقي ، التحقق من أن إرادتك إلهية وتعمل كل شئ مرضي لداخلك”

 

الذاتية الفردية هي محل سلطان الحكم العادل داخل النفس عند كل كائن بشري. تكتب مارلين فيرجسون ” من الأمور المهمة أنه عندما يصبح الناس ذاتيين تصير قيمتهم “داخلية” القيم الداخلية هي أمور واجبة في كل شخص يسعي إلي الإدراك الأسمى في أي حدود خارجة أو معوقات السلطان الخارجي. قدرته علي التلامس مع حقه الداخلي لهذا يقول فيرا ادلر ” لنفحص نفوسنا بدقة شديدة لنرى إذا كانت لدينا أي أفكار ثابتة أو خجل شديد أو وعي ذاتي إن كنا نبحث عن التحرر”

تزودنا شاكتي جويان بالتطبيق العملي في النداء للحرية الكاملة عندما تنادي بالحرية الجنسية المطلقة ” إذا كنت تضع حدودا علي طاقتك الجنسية فإنك تشوه هذه الطاقة وإذا كنت تعتقد فى شئ تخفيه أو تتجاهله و تسيطر عليه ، فأنت تتراجع تماما أو تعمل جنسيا فقط في لحظات آمنة” بحسب وجهة النظر الكونية المحدودة يسلب تحديدنا قوتنا الشخصية وينكر تأليهنا . لا يجب أن نعترف بقيودنا الخارجية وخصوصا قيود الوصايا العشر . الوصايا هي سلطة خارجة و هي بدورها تعيق نمونا التطوري.

 

النسبية الأخلاقية

بالطبع عندما نهمل في شئ خارج السلطة وحدود العقل ينتج عن ذلك النسبية الأخلاقية التي لا حدود لها. يعترف فيرجسون بالقول ” يمكن للسلوك البشري الذاتي أن يخلق و يبتكر ، يمكن أن يغير العقول ويتخلي عن القيم التي كان البشر يتمسكون بها فيما سبق”

تعني هذه النسبية أنه لا يستطيع أحد أن يقرر إذا ما كانت أعمال الآخرين صواب أم خطأ . يسأل فيرجسون إذا كنا قد حققنا الإدراك الأسمى في العصر الجديد” يوجد تأكيد قليل إذا ما كان الأمر صائب أو خطأ مع الآخرين مع إدراك حقائق متكاثرة ، نفقد ارتباطنا بالعقيدة في وجهة نظر وحيدة”

 

بمعني آخر ، لا ينبغي أن نحكم عل معتقدات الناس أو أعمالهم . كلمة ” احتمال” هي التعبير الذي ينشره أتباع الحركة الكونية ، يجب أن يحتمل اتباع الحركة كل وجهات النظر الأخرى التي تتعلق بالأخلاق لأن الأخلاق نسبية للحق داخل كل فرد . تقول مادلين وليمسون ” كان أدم وحواء سعيدين حتى أكلا من شجرة معرفة الخير والشر ” معني هذا أن كل شئ كان كاملا حتى بدأ كل منهما يعرف الإدانة –أن يجعلا قلبيهما مفتوحين أحيانا لكنهما مغلقين علي الآخرين. ” إغلاق قلوبنا يحطم سلامنا هذا أمر غريب عن طبيعتنا الحقيقية ”

ترجم راندل باير عضو الحركة سابقا و الذي اعتنق المسيحية

” يوجد معتقد أساسي يقول اخلق الحقيقة بحسب ما تشعر أنه صواب لك، سواء إذا كان الشخص يرغب أن يكون شاذا جنسيا أو مخنثا أو متعدد الزواج ، أحادى الزواج أو أي أمر يراه نافعا له طالما أنه صائب في “نظري” أو ” احب أن أعمله ولا أسبب أي أذى لشخص أخر” هذه أنواع من النسبية وضعها الشخص التابع للحركة . يختار أشخاص الحركة العديد من الاختيارات في كل مجالات الحياة بحسب تفضيلهم الشخصى الخاص ”

وحدة الخير والشر

بحسب الحركة الكونية يجب أن نفترض ببساطة أن كل شخص يسلك في أخلاقياته باتباع الحق الداخلي ، في الحقيقة ، يعتبر هتلر وأي كائن بشري أنه ذو أخلاق مسئولة لأن كل واحد يتبع الطريق المختصر إلي الارادة الاسمى و لهذا فهو يسلك أخلاقيا ” أعتقد أن كل شخص يختار طريق الحياة والعلاقات التي تساعده ان ينمو سريعا

قادت النسبية الأخلاقية ، كما نري ، الحركة الكونية إلي حد أن التمييز بين الخير والشر يصير لا أمل فيه. لا يوجد حق مطلق أو خطأ مطلق ، يوجد فقط ما هو صائب وما هو خطا بحسب كل فرد . إذا كان يضعب التمييز بين الخير والشر في الحياة فيمكن أن يتحول هذا إلي تناسخ الوجود.

يتضمن مثل هذا المفهوم ما تشير إليه حركة العصر الجديد “الكرما” وتقول ماكلين أن أي عمل يقوم به الشخص سيعود بالكامل إلي ذلك الشخص خيرا كان أو شرا . ربما ليس في هذه الحياة ، لكن في وقت ما في المستقبل لا يستثني أحد …. لأن كل عمل ، من عدم مبالاة ، كل سوء استخدام في الحياة . نحن في النهاية مسئولون عنه و يعود الأمر إلينا لكي نفهم مدي هذه المسئولية ”  

لسوء الحظ، حيث أنه لا يوجد مستوي علي أساسه نحكم ما معني” عدم المبالاة” أو” استخدام سيئ للحياة” من الصعب أن نعرف الفرق بين هذا الأمر وذاك، أو إذا كان هناك أي فرق بين القسوة و عدم القسوة. هذه نتيجة خطيرة لكن تابع الحركةهو أكثر من أن يقبلها . تنتج هذه الرغبة من مفهوم العصر الجديد عن الوحدة . إذا كان الكل واحدا ، عندئذ يكون الشر و الخير واحدا وكذلك الصواب و الخطأ

قرر فيرجسون ” هذا الكل يوجد المضادات … في هذا التقليد الروحي الذي يشكل وجهة نظر العهد الجديد، يوجد خير أو شر. يوجد فقط النور و غياب النور كمال وانكسار، توافق وصراع ” 12 يردد دافيد هذه العبارة بلغة أكثر إثارة ” المسيح له نفس القوة التي للوسيفر … يعد لوسيفر الإنسان ليختبر المسيح… يعمل لوسيفر داخل كل منا لكي يحضرنا إلي الكمال و نحن نتحرك إلي العصر الجديد” وما يعتبره العالم شرا ، حربا، قتلا … إلخ هو جزء من التدفق التطوري و الصراع من أجل الحق كما يصارع الإدراك الأعلى لكي يولد في مستوي أعلي.

 

الأخلاقيات بالنسبة للحركة الكونية أمرا ضبابيا . يجب علي كل شخص أن يستمع إلي إلهه الداخلي ليقرر نظامه الأخلاقي الخاص ، لكن لا يجعل هذا ينطبق علي الآخرين. لا يوجد شئ يعتبر “خطأ حقيقي” فيما عدا إدانة المعتقدات أو الأعمال الأخلاقية لدي الآخرين.

بالطبع ، لا يمكن أن تعتبر إدانة الآخرين أمرا رديئا تماما ، حيث أنها تعتبر جزء من وحدة الحقيقة. وليس أن الكل واحد فإن الأخطاء المخفية مثل أعمال الإدانة هي : إظهار الله. تزداد الصعوبات أمام الحركة الكونية فمثلا القتل لا نحكم عليه خطأ وفي الحقيقة يجب أن نؤمن أن أحداث القتل هي من تنفيذ الله.

تؤدي وجهة النظر المنحرفة هذه إلي تفكير منحرف جدا ، ربما يكون المثل الدقيق لهذا فيما يتعلق بالأخلاق هو الذي قدمه كيفن ريون وهو يناقش ” الكرما ” التناسخ:

يعود المجرمون أو القتلة ليقتلوا أنفسهم او ريما يصيروا قديسين ، فمثلا كان موسى قاتلا…… قتل شخصا نتيجة غضبه. لم يكن هذه الأمر هو أهم قرار أخلاقي . لكنه صار في نظر الناس ذكيا ومقدما للشريعة وقديسا . أساس عقيدة الكرما هو أنك تستطيع الحصول علي فرص كثيرة خاصة في نظام حكمك . وهل هناك عدالة؟

 

لا تتساءل . لا تهتم إذا كنت تتخذ قرارات أخلاقية ” صائبة ” ما يمضي يجئ و لا يمكنك أن تعمل غير ذلك كما لم يستطع هتلر أن يعمله.

Comments are closed.