أخلاق الماركسية اللينينية

لسان المتعلمين

هل يوجد شئ مثل ” الأخلاق الشيوعية” طبعا يوجد . من المقترح غالبا أنه ليس لنا أخلاقيات في ذواتنا: و غالبا ما يتهمنا البورجوازيون نحن الشيوعيين أننا نرفض كل الأخلاقيات . هذه طريقة تعيق القضية وتلقي الغبار في عيون العمال و الفلاحين” ف. ي. لينين

 

تسبق الأخلاق الماركسية العقيدة الماركسية ، الفلسفة ، الأحياء ، الاقتصاد ،

و التاريخ. بينما تواجه الحركة الإنسانية وقتا صعبا في الوصول إلي إجماع في الرأي فيما يتعلق بالمعتقدات الأخلاقية ، لا تواجه الماركسية هذه المشكلة – أساسا لسبب اتجاهها الموحد الهدف نحو الأنظمة الخمسة سالفة الذكر. يتأصل اتجاههم نحو المادية الجدلية و الصراع الطبقي بينما يوجد أساس مطلق بالنسبة للمبادئ الأخلاقية الماركسية ، يعتقد معظم الماركسيين أن وجهة النظر الجدلية في الصراع الطبقي كافية.

 

بحسب الجدل الماركسي ، كل شئ في الكون –بما في ذلك المجتمع – هو في حالة جريان أو تغير مستمر. التغير في المجتمع يتحرك إلي أعلي نحو إلغاء الفوارق الاجتماعية والاقتصادية الطبقية . التقدم الاجتماعي التالي في التاريخ سيكون التحرك من الرأسمالية إلي الاشتراكية. سوف ينتج عن هذا حتما تغيير في أفكار المجتمع بخصوص الأخلاق .

تملي وجهة النظر الجدلية التاريخية صراع الدعاوي و الدعاوي المضادة- هذا المجال التاريخي هو الصراع الدائم بين الطبقة العمالية و الطبقة البورجوازية.

 

يعتقد الماركسيون– اللينينون أن الأخلاقيات في هاتين الطبقتين مختلفة بالكامل، وعندما تهدم العمالية الطبقة البورجوازية ستسود أخلاقيات جديدة – أخلاقيات الإنسان الجديد.

 

يعتقد الماركسيون أن “الأخلاق القديمة” أخلاق الطبقة الرأسمالية الحاكمة تفسد العمال. و بحسب هذه النظرة يجب علينا التخلي عن كل سجلات الأخلاق الدينية القديمة . يرى كارل ماركس و فردريك انجليز أن الوصية ” لا تسرق” تؤسس مجتمعا ، البعض فيه لديه ممتلكات والبعض الأخر ليس له. وإن مثل هذا النظام هو أساس المشكلة.

 

ويقول هيوارد سلسام ” يجب علينا أن نتذكر أن ماركس وانجليز أنكرا أن الأفكار

و الاعتبارات الأخلاقية تتركز في الحياة البشرية و التطور الاجتماعى” 2 لكن التطور البيولوجي و الاجتماعي هو الذي يصمم الأخلاق . ما هو أخلاقي ، ما هو صواب أو خطأ يصممه ما هو أفضل للتطور . إذا كانت البورجوازية تعيق التطور البيولوجي أو الاجتماعي فإن الطبيعية تملي علينا إزالة هذه الطبقة.

تطور الأخلاقحتمية التغيير هي مجرد الأساس للقانون الأخلاقي الماركسي. كتب ماركس في “بيان الحزب الشيوعي” هل يتطلب الأمر التفكير العميق لكي نفهم أن أفكار الإنسان

و مفاهيمه ، تغير إدراك الإنسان. مع كل تغيير في طبيعة وجوده المادي ، وفي العلاقات الاجتماعية ” 3 لأن المكانة الاجتماعية و الاقتصادية يعرفهما ماركس – أنهما

 

في تغيير دائم بحسب أفكار البشر الجدلية الأخلاقية وهي أيضا في حالة تغيير.

 

هذا التغيير المحتوم ، في التاريخ و الأخلاق يدفع البعض إلي السؤال حول وجود لائحة أخلاقية في الفلسفة الماركسية. يجيب ف. ل. لينين قائلا:

هل يوجد شيء ما نظير الأخلاق الشيوعية ؟ طبعا يوجد . كثير ما يقترح أنه ليس لنا أخلاق في ذواتنا ، كثيرا ما يتهمنا البورجوازيون نحن الشيوعيين بأننا نرفض كل الأخلاق بمعني أنها مقدمة من طبقة البورجوازيين الذين ارسوا أخلاقهم علي الوصايا الإلهية . في هذه النقطة ، نحن طبعا نقول ، أننا لا نؤمن بالله . ونحن نعلم تمام العلم أن رجال الدين هم ملاك الأرض وأن البورجوازيين منخرطون في اسم الله لكي يوسعوا اهتمامهم و استغلالهم “4

 

تطورت الأخلاق بالنسبة للشيوعي كثيرا بواسطة(الاستغلال الطبقي ) ينظر الشيوعيون إلي الوصايا العشر علي أنها خرافة قديمة استخدمتها الطبقة الحاكمة لتخضع الطبقة الفقيرة

 

عندما تذوب كل الفوارق الطبقية ، لابد أن تتغير الأخلاق الماركسية مرة أخري . لأنه لم يعد يوجد صراع طبقي

و ضرورة أخلاقية ملحة سريعة. ونستخدم عبارة سريعة لأن الجدل عملية أخلاقية تستخدم صراع التأليه . تملى الطبيعة التاريخية المتغيرة وجهة نظر أخلاق جديدة علي الماركسي. عندما يقول الماركسيون أنه لا يوجد نظام أخلاقي مناسب لكل وقت ، فإنهم يضمنون المستقبل في فلسفتهم متحققين أن التاريخ سوف يغير مفاهيم الناس عن حياتهم مرة ثانية بعد تحقيق أهدافهم. يوجد شئ واحد يعتبر حقا أخلاقيا في مضمون التاريخ . اليوم- الحق الأخلاقي التاريخي – هو نصرة الطبقة العمالية علي البورجوازية.

كيف يمكن تصميم الأخلاق الجديدة في المستقبل ؟ سوف يصمم مجتمع الطبقات الجديد م الأخلاق الجديدة لأنه يتحرك نحو مجتمع لا طبقي يملي الأخلاق العصرية . بالنسبة للماركسي الأخلاق هي السلوك الذي ينسجم مع التاريخ وهي تتدفق في اتجاه مجتمع لا طبقي ونحوما خلفه.

الأخلاق القديمة

يرفض الماركسيون اللينينون للشريعة الأخلاقية من كل القلب كما يرفضون أسس المعتقدات الدينية و المثل الأخلاقية العالمية التقليدية . أنهم يرفضون المثل ( لأنها أخلاق قديمة) وهي من نتاج الطبقة البورجوازية، وهذه عبارة عن قائمة اخترعتها

و استخدمتها الطبقة الحاكمة لقمع الطبقة العمالية الفقيرة . يقول ج. ل. اندريف في كتاب ( ما هو نوع الأخلاق التي تمليها الديانة) ” في السيادة الأخلاقية للنظام الرأسمالي هي أخلاق تحافظ على نظام الاستغلال و تقوي الأرباح المنشودة فالدين يبرر الظلم ، القمع ، سفك الدماء و النظم اللاإنسانية تحت ستار اسم الله”5

 

من المهم أن نفهم أن الماركسية تتمسك بما يسمي أخلاق المجتمع لتجعله في تعارض مباشر مع هدف ماركس في مجتمع لا طبقي – قال نيكيتا خر وشوف ” طالما توجد طبقات علي الأرض لن يوجد شئ صالح إطلاقا – ما هو نافع للبورجوازية هو استغلال ودمار للطبقة العمالية و علي العكس ما هو لصالح الشعب لا يعترف به البورجوازيون المستغلون “6

 

هذه هي المشكلة الكاملة في الأخلاق القديمة ، كما فسرها الماركسي . كانت الأخلاق القديمة ببساطة وسيلة قمع الطبقات للوصول إلي درجات عالية في المجتمع. وينظر الماركسي إلي الأخلاق المسيحية علي أنها أداة لسيطرة الأغنياء علي فقراء الطبقة العاملة.

 

يقول ماركس أنه بالنسبة للعامل يعتبر ” القانون ، الأخلاق، الدين ….. تعصب بورجوازي يكمن خلفه الطمع و الاهتمام الطبقي “7

و يتفق لينين مع ماركس و يقول ” تأسس المجتمع القديم علي مبدأ إما أن تسرق أو يسرقك الآخرون : اعمل للأخريين أو دع الأخريين يعملون لك ، كن عبدا لمالك أو مالكا لمستعبد” 8

الأخلاق الطبقية

 

في الفترة التاريخية الحالية يري الماركسي أن الأخلاق الصحيحة هي اتباع أخلاق طبقية بالتحديد البروليتاريا – الكتل التي ليس لها ممتلكات.

 

وبحسب القاموس الشيوعي، بحسب الاتجاه العلمي : عبارات ” الولاء للقضية العمالية ، مجتمع المنفعة المتبادلة ، الفردية الودية، الكراهية للبورجوازية الخائنة القضية العامة، القومية الدولية و التقشف في الصراع . كلها اتجاهات لا تحدد فقط الأخلاق العمالية لكنها أيضا تخلق الصورة الأدبية لمن يمثل الطبقة العمالية” 9 هذه هي باختصار اللائحة الأخلاقية التي يؤمن بها كل الماركسيين و التي يجب اتباعها من المهم أن نلاحظ أن القائمة تشمل النداء لكراهية للبورجوازية . يقول روبرت في صراع حصاد الآلام عن عدم إنسانية النظرية الماركسية أنها تحتوي علي صورة تلو الأخرى من “كراهية الطبقة” أو أخلاق الطبقة الشيوعية التي يمكن أن تعتبر الكراهية أخلاقا ، بحسب ماركس   طالما أنها موجهة إلي مسارها الصحيح ، لطبقة العدو .

 

تصير الكراهية هي المسار الصحيح في الصراع بين البروليتاريا و البورجوازية و عندئذ تصير مبادئ أخلاقية يقبلها المجتمع بصفة عامة . التي يدعي فيها الماركسيون أنها أدوات بورجوازية وهي مقاومة للمبادئ الأخلاقية البروليتاريا . وإذا كانت هذه هي النظرة فهل يمكن أن يعمل البورجوازي أي شئ صائب حسب المفهوم الماركسي؟ الجواب بالنفي . يبدوا أنه ما لم يصر عضو الطبقة المالكة بطريقة ما ضمن الطبقة العمالية فإن كل شئ يقوم به يقابل بالاحتقار من الماركسي.

 

تبرير الوسائل

 

بحسب الماركسي السلوك المقبول في أخلاق الطبقة هو كل ما يستخدم لتحقيق الهدف الكامل – أي المجتمع الشيوعي اللا طبقي.   بكلمات أخري فإن الغاية تبرر الوسيلة . بصرف النظر عن السلوك فإنه أخلاقي إذا كان يهدف إلي إزالة الطبقية الاجتماعية . فالأخلاق هي الإطاحة بالنظام البورجوازي .

 

يمكن نوال الحرية عندما تزول الحواجز الطبقية ، لهذا كل شئ يدعم هذا الهدف يمكن أن يحكم عليه أخلاق. يقول سيل سام ” الأخلاق، باختصار صالحة فقط كأي شئ صالح ، بالنسبة لما يمكن أن تعمله في الاتجاه الذي تتخذه نحو البشر” 10

 

المشكلة—طبعا–هي أن الإنسان يمكن أن يبرر سوء معاملته لرفيقه الإنسان بالادعاء بأن هذا سوف يؤدي إلي ” الصالح العام الأكبر.” كتب ايفان بهريان من أوكرانيا تعليقا علي مقتل 10 مليون شخص ما بين 1927 –1939 ” يتخذ الحزب الشيوعي شعارا – وهو الغاية تبرر الوسيلة – و معناه هو الاستعداد الدائم لاستخدام أي وسيلة ” 11 . ونري   الوسيلة في أوكرانيا هي القتل والعمل الاستعبادى في سيبريا .   يشير ستالين إلي هذا علي أنه تصفية للطبقة الغنية . اعترف لينين أن البروليتاريا ترغب في التعامل مع الممتلكات البورجوازية طالما أن هذا يخدم القضية الشيوعية. ” لكن علينا أن ننخرط في معركة بلا هوادة ضدهم

الأخلاق والثورة

ما هي أفضل وسيلة لخلق مجتمع بدون تمييز طبقي؟ بحسب الماركسية هي أنه لا يمكن تجنب الثورة فهي الطريق الوحيد للإطاحة بالبورجوازية و تكريم العمالية.

 

الثورة الشيوعية هي أخلاقية ، بدون شك .يقول اندريف ” من وجهة النظر الشيوعية الأخلاق هي صراع ضد كل ما يعيق القضية الشيوعية و بنائها ، لهذا نحن نعتبر أن الصراع ضد أعداء الشيوعية له طابع أخلاقي”13

 

هذا الصراع الطبقي ليس بالتحديد آمنا ، و الصراع من أجل الحياة في الطبيعة ليس آمنا أيضا . بحسب الماركسي أولئك الذين ينتقدون القضاء علي البورجوازية لأسباب الثورة الاجتماعية، يفشلون في أن يتذكروا المعاناة و الموت الذي قاساه العمال.

 

و كذلك يري في التطور البيولوجي مثالا فالطبيعة تجمع الخير والشر و لابد أن يحيا الصالح و الملائم جسديا و ما هوغير ملائم بكل مؤسساته الاجتماعية لا بد أن يدمر .

يقر ماركس ” يكره الشيوعيون أن يخفوا وجهة نظرهم وأهدافهم و هم يعلنون جهرا أنه يمكن أن يحصلوا علي غايتهم بالقوة والإطاحة بالأحوال الاجتماعية الموجودة” 14 هذه القوة ينظر إليها كحق أخلاقي وأنها حق لأنها تعيق طريق المجتمع الشيوعي. وبتعبير أخر فإسقاط النظام الرأسمالي هو واجب أخلاقي لكل شيوعي و هو يقترف خطأ كبيرا إذا لم يؤد هذا الواجب.

 

ويجيب خروشوف علي السؤال هل يتضمن التزام الإطاحة بالبورجوازية القتل ؟

” قضيتنا مقدسة و الذي تخور ركبتاه ، ترتعش يداه أو يقف في مفترق الطريق قبل أن يحطم عشرات المئات من الأعداء يعرض حياة الثورة للخطر . والذي يتقاعس عن قتل الأعداء سوف يدفع الثمن في حياه أبناء ووالدين أفاضل ” 15

 

كيف يعرف الشخص دائما إذا كانت أعماله صحيحة لمساندة الهدف الشيوعي؟ لن يعرف و سوف يرتكب خطأ فيقول لينين ” إذا كنا من أجل مئات الأشياء الصائبة تركنا عشرات الآلاف خطأ ، ستظل ثورتنا قائمة و سوف يحكم عليها التاريخ ثورة عظيمة وقوية” 16

 

الثورة الشيوعية صائبة أخلاقيا حتى لو كان بها أخطاء و حتى إذا تضاعف عدد قتلاها ونفذ ستالين فلسفته من كل قلب و هو يقرر:

 

” بالاختصار ، دكتاتورية البروليتاريا هي سيطرتهم علي البورجوازية ، و لا يعيقها القانون ، وهي مؤسسة علي العنف وتحظى بتأييد الجماهير الكادحة” 17   لهذا الغرض أعلن ستالين في 27 ديسمبر 1929 ” تصفية الملاك كطبقة” 18 ، قرر الصحفي د. ج. ستيورات سميث أن الشيوعية الدولية مسئولة عن وفاة حوالي 68 مليون شخص ما بين 1917 – 1964. فمن وجهة نظر الماركسية /اللينينة، إذا كان قد مات حوالي 83 مليون شخص لإزالة الطبقية والملكيات الخاصة – فان المهمة عظيمة و تستحق الثمن و عادلة.

فالماركسيون يحكمون علي النتائج وليس الأساليب أو العمل.

فقد كان ستالين يعمل دائما في نطاق اللائحة الأخلاقية الماركسية اللينينة .

و يستخدم أي وسائل تخدم الغرض في تحطيم طبقة العدو . و لكي ينجز هذا الهدف لآبد أن تصفق لستالين كفرد صاحب المثل والأخلاق الصحيحة.

 

تحيط بالأخلاق الماركسية الشكوك الكثيرة . بينما يوافق الماركسيون علي أسس المادية الجدلية و علي حتمية التغير في المفاهيم الأخلاقية فإنهم يجدون صعوبة في تطبيق الممارسات الأخلاقية. وفي نفس الوقت يطلقون علي الأخلاق المسيحية لقب “لا أخلاقية” لأنها تتضمن سيطرة الطبقة البورجوازية علي العمالية ولا يمكنهم وضع خطة أخلاقية من ذاتهم غير تلك الخطة الغامضة ” خلق إنسان له أخلاقيات جديدة”

لكن هذا النوع من الأيدلوجية الأخلاقية ، بما في ذلك الاعتقاد “بحتمية التغيير، وتطور الطبيعة الأخلاقية ، يترك الماركسيون المستويات الأخلاقية المقبولة بصفة عامة لاقتفاء أثار الصالح العام – لخلق مجتمع شيوعي. و تتطلب هذه المتابعة أن يكرس الماركسي حياته للقضية وينهج أي وسيلة يعتقد فيها أن تنتج مجتمعا لا طبقي. لذلك يكون برنامج العمل لا أخلاقي لعالم يؤمن علي الأقل بمستوي أخلاقي عالمي وليس النظام الماركسي– اللينيني الأخلاقي

 

 

Comments are closed.