رسالة يوحنا الأولي:
أفضل شركة
“وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ.” (1 يو 1: 7).
ولكن إذا سلكنا في النور كما هو في النور، فلدينا شركة مع بعضنا البعض، ودم يسوع، ابنه، يطهرنا من كل خطيئة.
ردًا على الأشكال المبكرة من الغنوسية، كتب يوحنا هذه الرسالة لإعطاء المؤمنين لمحة عامة عن رسالة الخلاص. يقارن أفكارًا مهمة: النور مقابل الظلام، حب الآب مقابل حب العالم، البر مقابل الخطيئة.
العلاقة التي يُدعى المؤمنون إليها تتوقف على انفتاحهم وصدقهم مع بعضهم البعض. إذا كانوا يخفون الخطيئة ومناطق التمرد، فهم لا يسيرون في النور. كلما زاد انفتاحنا مع بعضنا البعض، وكلما سعينا إلى الإرشاد والصلاة، زاد احتمال تطهيرنا من الخطيئة التي أربكتنا.
أنواع الشَرِكَةَ:
لا يوجد مكان في العهد الجديد. عن أي من الكلمات اليونانية المترجمة “شركة” تدل على أوقات ممتعة. بل هي “شركة خدمة القديسين” (كورنثوس الثانية 8: 4) كخدمة العطاء والمساعدة المالية.. في أوقات أخرى، كان بولس ممتنًا لـ “شركة الإنجيل” للمؤمنين في فيلبي، لأنه كان يعلم أنه “كَمَا يَحِقُّ لِي أَنْ أَفْتَكِرَ هذَا مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، لأَنِّي حَافِظُكُمْ فِي قَلْبِي، فِي وُثُقِي، وَفِي الْمُحَامَاةِ عَنِ الإِنْجِيلِ وَتَثْبِيتِهِ، أَنْتُمُ الَّذِينَ جَمِيعُكُمْ شُرَكَائِي فِي النِّعْمَةِ. “(فيلبي 1: 7). قد يؤدي هذا النوع من الشركة إلى الاضطهاد. علينا أن نقتدي بتواضع المسيح ومحبته الذاتية، من خلال شركة الروح ” إِنْ كَانَتْ شَرِكَةٌ مَا فِي الرُّوحِ” (فيلبي 2: 1). لدينا امتياز معرفة شركة آلامه، ” لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ،” (فيلبي 3: 10) ، وشركة دم وجسد المسيح، ” كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا، أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ، أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ “(كورنثوس الأولى 10: 16).
