أناس لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى

بكل يقين

أناس لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى Having a form of Godliness

” أناس لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا “.  (2تي 3: 5)

هذه الصفة تسبب في اضمحلال العام، وستجعل الأوقات محفوفًة بالمخاطر. التحلي بشكل من أشكال التقوى، ولكن إنكار قوتها، يغرق العالم في فوضى عارمة، جسد الكنيسة يكون من غير المؤمنين الذين يعلنون أن لديهم إيمانًا؛ رجال يتحدون مع القديسين؛ رجال لهم صورة التقوى، لكنهم ينكرون القوة.

ما هي صورة التقوى؟ هي الاهتمام بالشرائع والتقاليد دون الجوهر. فهم مثل القبور المبيضة التي تبدو من الخارج جميلة، لكن من الداخل تحلل وعفن. هذا الشكل مقبول عند البعض، ومثير للإعجاب للشخص نفسه. لكن لا توجد فيه حياة روحية، ممارسة التقاليد ليس قداسة ولا تقوى. يتضمن صورة التقوى حضور الاجتماعات والمشاركة في التسبيح. يُدعى شعب المسيح خرافًا لسبب واحد، أنهم يذهبون كقطعان. لكن تعمل الكلاب بشكل منفصل، فالأغنام تعمل بشكل أفضل في الشركة. تحب خراف المسيح أن تكون معًا في نفس المرعى، وأن تتبع خطى الراعي الصالح. البعض يرتبطون بالمؤمنين، ويتحدون في الشركة، ويعملون معًا، لديهم صورة التقوى، وهو شكل مفيد ومناسب للغاية. لكن لا قيمة لها بدون القوة الحقيقة.

يذهب البعض إلى أبعد من حضور اجتماعات العبادة، البعض لديه شكل من أشكال التقوى في المشاركة في النشاط الديني. من الممكن أن يكون نشيطًا بشكل مكثف في العمل الكنسي، ومع ذلك لم يختبر القوة الروحية. قد يكون المرء مدرسًا ممتازًا في مدرسة الأحد، ومع ذلك لم يختبر الولادة من فوق. قد يكون المرء متحدثا فصيحًا، أو عاملا مجتهدًا في الكنيسة، ومع ذلك لا يعرف شيئًا عن القوة الروحية. من الجيد أن نكون مثل مرثا في الخدمة؛ ولكن هناك حاجة إلى شيء واحد، وهو الجلوس عند قدمي السيد والتعلم، كما فعلت مريم. قد نكون أظهرنا فقط صورة التقوى؛ ما لم نسمع ونستمد من حضوره القوة، نصير مثل نحاس يطن وصنج يرن. إذا كان الكثير من الكلام والعطاء السخي يربح السماء، ولكن هناك حاجة إلى أكثر من هذه. إذ كان اعمالنا نابعة من إيمان حقيقي، فلن نعترض على أن نوزن في الميزان. إذا كانت اعمالنا من الذهب الخالص ، فلا نقلق عند رؤية الفرن ، عندئذ تكون صلاتنا ، “”اخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا.” (مز 139: 23-24)

لكنهم ينكروا قوتها. ما هذه القوة؟ القوة هي الله نفسه. الروح القدس هو الحياة. التقوى هي القوة التي تدخل الإنسان إلى الله. والتقوى هي التي تقود المرء حياة التوبة. التقوى هي ناتجة تغيير حقيقي في القلب. التقوى تتجه إلى الله ولا تستقر حتى تكون في محضر الله. التقوى تقود الإنسان إلى محبة الله وخدمة الله. والتقوى تؤدي إلى التكريس وإلى التقديس. يطلب الإنسان التقي ملكوت الله وبره أولاً، ويتوقع أن تُضاف إليه أشياء أخرى. التقوى تجعل الإنسان يتواصل مع الله، ويمنحه شراكة مع الله في مشيئته. ولذا فهي تعده للسكن مع الله إلى الأبد. أما الذين لهم صورة التقوى هم غرباء عن هذه القوة. هم يخدعون أنفسهم ويؤمنون أنهم على ما يرام ويتوهمون؛ وهم يطوون أذرعهم في أمان. ” لهم صورة التقوى، لكنهم ينكرون قوتها”. إنها خطيئة العصر – الخطيئة التي تدمر الكنائس. تعال وخذ كل شيء من يديه المثقوبتين. ستنال قوة وتختبر التقوى.

 

Comments are closed.