أهمية التسبيح

صلاة العابدين




 سَبِّحُوا الرَّبَّ، لأَنَّ التَّرَنُّمَ لإِلَهِنَا صَالِحٌ. لأَنَّهُ مُلِذٌّ. التَّسْبِيحُ لاَئِقٌ هذه الآية تعني أن ترنيمنا وتسبيحنا للرب شيء عظيم ورائع، لأن التسبيح ملذ ولائق. مز 147: 1

انظر أيضاً (مز 135: 3)

  • التسبيح لائق : أي يليق بإلهنا أن نسبحه لأنه هو مستحق: «لَكَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ يَا اللهُ» (مز 65: 1)
    وهذا ما يقوله المرنم أيضاً في (مز 148: 12، 13): «الأَحْدَاثُ وَالْعَذَارَى، أَيْضاً الشُّيُوخُ مَعَ الْفِتْيَانِ، لِيُسَبِّحُوا اسْمَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ قَدْ تَعَالَى اسْمُهُ وَحْدَهُ. مَجْدُهُ فَوْقَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ»، (مز 150: 1، 2) «هَلِّلُويَا! سَبِّحُوا اللهَ فِي قُدْسِهِ. سَبِّحُوهُ فِي فَلَكِ قُوَّتِهِ. سَبِّحُوهُ عَلَى قُوَّاتِهِ. سَبِّحُوهُ حَسَبَ كَثْرَةِ عَظَمَتِهِ.
    وفي (سفر الرؤيا 4: 11): «أَنْتَ مُسْتَحِقٌّ أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْ تَأْخُذَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْقُدْرَةَ، لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِإِرَادَتِكَ كَائِنَةٌ وَخُلِقَتْ.
    نعم، لا يمكنك أن تقف أمام الله في مجده ولا تسجد بقلبك وتسبحه بشفتيك، فلنهتف «قَائِلِينَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: مُسْتَحِقٌّ هُوَ الْحَمَلُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ» (رؤ 5: 12  هكذا يعلمنا الكتاب: «ادْخُلُوا أَبْوَابَهُ بِحَمْدٍ، دِيَارَهُ بِالتَّسْبِيحِ»، لأنه «إِنْ سَكَتَ هَؤُلاَءِ، فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!» (لو 19: 40).

  • التسبيح مُلذ هذا ما يقوله المرنم في (مز 104: 33، 34): «أُغَنِّي لِلرَّبِّ فِي حَيَاتِي. أُرَنِّمُ لإِلَهِي مَا دُمْتُ مَوْجُوداً، فَيَلَذُّ لَهُ نَشِيدِي وَأَنَا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ». وكذلك في (مز 105: 2): «غَنُّوا لَهُ. رَنِّمُوا لَهُ. أَنْشِدُوا بِكُلِّ عَجَائِبِهِ».
    ونحن نسبح الرب نستمتع به ونتلذذ بشخصه بغنى محبته وحنانه وطول أناته. ندما نسبحه نراه بوضوح فتفرح قلوبنا ولا ينزع أحد فرحنا منا (يو 16: 23) 

يقول المرنم في (مز 89: 15، 16) «طُوبَى لِلشَّعْبِ الْعَارِفِينَ الْهُتَافَ. يَا رَبُّ، بِنُورِ وَجْهِكَ يَسْلُكُونَ. بِاسْمِكَ يَبْتَهِجُونَ الْيَوْمَ كُلَّهُ، وَبِعَدْلِكَ يَرْتَفِعُونَ».أي يالسعادة العارفين الهتاف. والهتاف هو صوت الفرح المرتفع، فهؤلاء المسبحون الهاتفيون لله يسيرون بنور حضوره وسطهم ويبتهجون به اليوم كله. وأخيراً «سَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ» رؤ 21: 4.

  • التسبيح يسر قلب الله: «يَلَذُّ لَهُ نَشِيدِي» مز 104: 34
     
    الله يسر بنا ويلذ له تسبيحنا، فهو الجالس بين تسبيحات شعبه، (مز 22: 3). لأن التسبيح بالروح والحق تعبير صادق عن محبتنا للرب، وعن إعطائه مكانته الحقيقة في عيوننا وقلوبنا وفي وسطنا. «الرَّبُّ إِلَهُكِ فِي وَسَطِكِ جَبَّارٌ يُخَلِّصُ. يَبْتَهِجُ بِكِ فَرَحاً. يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. يَبْتَهِجُ بِكِ بِتَرَنُّمٍ» صفنيا 3: 17.

  • التسبيح يقودنا بالروح إلى محضر الله    لندخل أبوابه بالحمد ودياره بالتسبيح (مز 100) أي ندخل إلى محضر الله بالتسبيح والحمد، فالتسبيح مفتاح عظيم  للدخول إلى محضر الله واللقاء الحي به، لأننا في التسبيح:
    أ نحوِّل عيوننا من على أنفسنا لنرفعها إلى الله فنشخص إليه.
    ب نعطي للرب مكانته الحقيقية كسيد ورب وإله عظيم مرتفع فوق كل ما في السماء وعلى الأرض: «عَلُّوا الرَّبَّ إِلَهَنَا، وَاسْجُدُوا عِنْدَ مَوْطِئِ قَدَمَيْهِ. قُدُّوسٌ هُوَ» (مز 99: 5).
    ج – أمامه تصغر كل الاهتمامات لأخرى، فننشغل به وحده، ويملأ كل المشهد أمام عيوننا قال داود «إِنِّي أَتَصَاغَرُ دُونَ ذَلِكَ وَأَكُونُ وَضِيعاً فِي عَيْنَيْ نَفْسِي» (2صم 6: 22). وفي محضر الرب نجد كل ما نحتاج  
    دهناك الإعلان
    الله يعلن لنا عن نفسه عن مجده .. عن غنى محبته، لندرك عظمة شخصه.. تنفتح عيوننا لنراه علي حقيقته كما حدث لأشعياء: «فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَ» (إش 6: 1)

هوالإعلان يقودنا لنتغير نحن إلى تلك الصورة عينها
 
كما كتب بولس في (2كو 3: 18) «وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ»، وفي أف 3: 19 وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ.

Comments are closed.