تقدم لنا الحركة العلمانية الماركسية وحركة العصر الجديد فروض الدمار الذي عمله التطور. تعتنق هذه الحركات نظرة منحرفة عن أصل الإنسان وطبيعته الإنسان.
يضع سفر التكوين أساس الطبيعة البشرية. كان آدم وحواء يعيشان في جنة عدن حتى عصيا علي الله. عندئذ بدأ الجنس البشري يعاني من نتائج هذا العصيان لأن الطبيعة الخاطئة شملت الجميع. يشرح ساجان عدة أمور من التكوين تشمل حقيقة ” مولد الطفل مؤلم عامة كواحد من ملايين الأنواع على الأرض”. لكن خلفيته التطورية لا تسمح له بقبول الكتاب المقدس كوثيقة معترف بها لذلك فهو يدعي ” مولد الطفل مؤلم لأن تطور الجمجمة البشرية تم سريعا وحديثا” لكننا نعتقد أن الله يقدم تفسيرا أفضل لحقيقة البشر أكثر مما تفعل الحركات الإنسانية (العلمانية أو الكونية) أو الماركسية. ونحن نركز على هذا التمييز أن الاعتقاد الشخصي عن الطبيعة البشرية يشكل اتجاه الشخص نحو كل الأنظمة. تجدد جواد من الإلحاد إلى المسيحية من إدراكه “أن التفسير المسيحي للطبيعة البشرية يتلاءم جيدا مع حقائق التجربة ويسمح بوجهة نظر أكثر تفهم للعالم. يقول إن نظرته التي تغيرت عن طبيعة الإنسان قادته غلي تغيير نظرته إلي العالم” 31. أي أنه عندما يفهم الإنسان أنه خاطئ، يفهم حاجته إلي موت المسيح النيابي وإلى قيامته المعجزية. يجب على الإنسان ان يفهم نفسه أولا وأنه ميت في آدم قبل أن تكون لديه الرغبة في الحياة في المسيح. لكن نظرية التطور، وهي تستغني عن آدم وحواء، لا تقبل هذا الجزء الأساسي من الإنجيل.
ترتجف العلمانية، الماركسية والعصر الجديد من وصف الإنسان وشعوره الغامر بالذنب. ينظرون إلي الإنسان من وجهة نظر تطورية و يعتقدون أنه في تطوره الطويل الشاق المتدرج أنه يسير نحو الكمال ويؤمنون أن الطبيعة البشرية كاملة أخلاقيا في حالتها البدائية. لسوء الحظ لا يستطيع هؤلاء التطوريون ان ينكروا أن الإنسان فاسد أخلاقيا في عمله الحقيقي في العالم. لهذا يبحثون عن مهرب لأعمال الإنسان الشريرة. كبش الفداء هو المجتمع ومؤسساته. يعلنون ان البيئة تشجع البشر علي عمل الشر وأن البشر في إمكانهم التوقف عن عمل الشر عندما يخلق لهم المجتمع الصحيح.
هذه الطريقة في تحويل المسئولية إلي البيئة والمجتمع هي إنكار المسئولية الفردية عن الأعمال الفردية، وهي تتخلل كل مجالات علم النفس غير المسيحي. يقدم ك. بلاتنوف عالم النفس الماركسي مثلا بارعا في كيف ان هذا الاتجاه لا ينسجم مع الإنسان، بل يحول الفرد إلى ماكينة يجب إدارتها نحو مجموعة ظروف معينه باقية في المجتمع. يجب أن نضع في فكرنا باستمرار في إدارة علم النفس أنه علينا: أن ننظر إلى خواص الإنسان الفردية التي تنبع من تعقيدات ضخمة في حالات معقدة اجتماعيا وروابط متكيفة وقتيا وبناء قوي في اختبار حياته. باستخدام أساليب علم النفس لاسترجاع الحالة الطبيعية لأعلي اختبار عصبي بواسطة الدواء. يجب علي الطبيب أن يضع في اعتباره الخواص الأساسية للبيئة الاجتماعية الصلبة التي وجد الإنسان نفسه أمامها قبل العلاج وكيف سيجد نفسه بعد العلاج”. ليس الإنسان مسئولا عن أخطائه – هو مجرد متحرك ذاتي يتجاوب مع الدافع الموضوع عليه بالقوة من المجتمع. لهذا السبب يعتقد الإنسان العلماني والإنسان الكوني والماركسي بشدة أن أكثر الأمور إنسانية، الأعمال النبيلة التي يمكنهم عملها هي من دافع المجتمع الصحيح. أعظم هدف تسعي إليه هذه الحركات هو خلق المجتمع المثالي ” اليوطوبي” الذي فيه يمكن أن تعمل طبيعة الإنسان الكاملة. لتحقيق هذا الهدف ينادون بعمل مراجعة أساسية لوحدة الأسرة التقليدية. يصف الإعلان الشيوعي الأب، الأم والطفل التقليدين كأعضاء في المجتمع البورجوازي، وعملت روسيا الشيوعية بهذا الافتراض زمنا طويلا، تؤسس مجتمعات الحب الخالص وتقدس قوانين الطلاق والإجهاض لتحطيم الوحدات الأسرية المبنية على المبادئ المسيحية المثالية. تحركت كل من الحركة العلمانية والكونية بنفس الطريقة، هاجمت الأسر التقليدية وشجعت على التجريب في الشذوذ الجنسي المثلي، الزواج الجنسي، الزواج المفتوح، الإجهاض كوسائل تحديد النسل.
يري المسيحي … أن مثل هذا الهجوم على الأسرة التقليدية كأساس للعديد من الأمراض الاجتماعية مثل الإيدز، إدمان المخدرات، والجريمة. الأسرة هي الرباط الذي يربط المجتمع معا. إذا ذهبت الأسرة يذهب المجتمع. أمثلة من دور ” العلة والأثر” الذي تلعبه الأسرة في المجتمع في كل مكان. الفقر وبأ بين الأسر التي ترأسها المرأة وحدها، الشباب، والنساء من 17 إلى 54 سنة وكذلك إدمان المخدرات وارتكاب الجرائم إذا جاءوا من بيوت ليس فيها آباء، السماح بالإجهاض جعل الحياة رخيصة للدرجة التي فيها لم يعد يصدم منها الأمريكيون من معدل قتل المرضي والاعتداء علي الأطفال ارتفع، مثل معدل الإجهاض، ينادي الكتاب المقدس بوضع الأسس في البيت أولا. لهذا ينادي المسيحيون بالعودة إلي وحدة الأسرة التقليدية للأب والأم (اللذين يرتبطان بالزواج معا مدي الحياة) والأولاد . تمارس الأسرة التقليدية القيم الأخلاقية- المحبة، المودة والاحترام.
يتعلق غير المسيحيين بالرجاء أنه سوف يتطور المجتمع يوما ما إلى النقطة حيث يتحرر فيها الرجال والنساء من قيود التقاليد. لكن هناك سؤال. كيف يعرف الإنسان الشخص الذي يثق فيه كمهندس لهذا المجتمع الكامل، حيث أن كل البشر تدربوا نظريا عن طريق حافز البيئة؟ هل يثق في نتائج الماركسية حيث أن حياته تأثرت من المجتمع الطبقي البورجوازي؟ هل إيمان كورليس لامونت في تنمية المجتمع الكامل بواسطة صلاحه الموروث، أم انعكاس التأثير السلبي الذي كان المجتمع الأمريكي عليه؟ لا يمكننا أن نعرف؟ . من المستحيل أن نجد رجلا كاملا ليشكل المجتمع الكامل.
لماذا؟ لأنه- عندما يكون الشخص أمينا مع نفسه عندما يسأل نفسه إذا ما كانت ميوله تتجه بصدق نحو الخير أو الشر، وهل من العدل أن يعمل المجتمع علي دفعه لسرقه قطعة حلوي أو الكذب، هذا الفرد- كل واحد منا- عليه أن يواجه الحقيقة أن لديه ميل مورث نحو الخطية. قال جواد
ألا نلاحظ أن الفرد البشري ومحبة السلطة، أن الوحشية البشرية والقسوة، في كلمة، وحشية الإنسان نحو الإنسان – مسئولة عن ( الأحداث المأسوية مثل الذبائح الدموية) واضحة أيضا وأنها هي الصفات التي كتبت سجل حياتهم المحزن في كل صفحة التاريخ البشري؟”
نحن ندرك هذا في العمق، ونحن جميعا نفهم الآية “صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل أعمال برنا.. ” (أش 64: 6 ) . لدينا التحريض البسيط ” اعرف نفسك” وهو يكشف حماقة وجهة النظر غير المسيحية بخصوص الطبيعة البشرية.
وتقدم الماركسية / اللينينية طبعا بعض الأمثلة القوية عن طبيعة البشر الخاطئة في هذا القرن. يتميز السجل علي عدم أمانة ماركس الدائمة، وتقديم تزييف للحقائق في كتاباته في قتل الملايين بواسطة الددكتاتورية الماركسية/ اللينينية. تتحدث أخبار موسكو عن الرعب الستاليني وتعترف أن جوزيف ستالين كان مسئولا عن القتل الجماعي لعدد 15.000 ضابط بولندي في غابة كاتن عن وثائق روبرت كونكويست بأن ستالين سجن 145 مليون أوكرانى، ويذكر رونالد ناسين أن شيوعي رومانيا نيقولا كاو سيكو أمر بقتل 60.000 شخص خلال حكمة الإرهابي.
تعلن المسيحية أن الإنسان مسئول عن أعمال الوحشية. لا يصبغ الكتاب المقدس في مقارنته مع العالم الطبيعة البشرية بالرومانسية لكنه يصورها بالطبيعة الساقطة كلية ( أر 17: 9، رو 3: 10- 23) . الثمار التاريخية للماركسية/ اللينينية (مثل السفاحين السوفييت والصينيين- مجازر القتل الكمبودي) والحركات العلمانية والكونية (مثل قتل 15 مليون طفل في مدن أمريكا كل سنة)، كل هذه تؤكد تعاليم الكتاب المقدس. الكتاب المقدس صائب أن قلب الإنسان خادع وفاسد تماما.