26 فبراير

كونوا مطمئنين


“عِنْدَ احْتِضَارِهَا قَالَتْ لَهَا الْوَاقِفَاتُ عِنْدَهَا: لاَ تَخَافِي لأَنَّكِ قَدْ وَلَدْتِ ابْنًا”.1 صم 4: 20

زال المجد

إِنْحَرَفَ أبناء عَالِي الكاهن، و أزاغوا الشعب ورائهم. سَمِعَ عَالِي بِكُلِّ فظائع أبنائه و حاول نصحهم: يا أبنائي، أنتم تجعلون شعب الرب يخطئ. فإن أخطأ الشعب إلى الرب فمن يصلي من أجله؟ ولم يسمعوا لصوت أبيهم وتمادوا في فجورهم. لقد فشل عالي في ردع أبنيه وتأديبهما، وحلت اللعنة علي بيته و علي الشعب. انْكَسَرَت إِسْرَائِيلُ في حربها مع الفلسطينيين وَهَرَبُ الجنود كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ. وذاق الشعب هزيمةُ مؤلمة جدا. سَقَطَ في ذلك اليوم، ثَلاَثُونَ أَلْفَ محارب، وَأُخِذَ تَابُوتُ اللهِ، وقتلا حُفْنِي وَفِينَحَاسُ ومات عالي عند سماع الأخبار.

كَانَ لفِينَحَاسَ زوجة حُبْلَى تَكَادُ تَلِدُ. فَلَمَّا سَمِعَتْ خَبَرَ أَخْذِ تَابُوتِ اللهِ وَمَوْتَ حَمِيهَا وَرَجُلِهَا، رَكَعَتْ، لأَنَّ آلام المخاض جاءت عليها وَوَلَدَتْ أبنا، حاولت مجموعة من النسوة مساعدتها وطمأنتها بعد الولادة: لقد انجبت طفل جميل، يتمتع بصحة جيدة. لكنها لم تشعر بالراحة. إنها تعلم أنها تحتضر وأن كل مجد قد زال. مع آخر ما لديها من قوة ، منحت ابنها اسمًا تخليدا لهذا الحدث المأساوي . فَدَعَتِ الصَّبِيَّ «إِيخَابُودَ» قَائِلَةً: «قَدْ زَالَ الْمَجْدُ مِنْ إِسْرَائِيلَ». لأَنَّ تَابُوتَ اللهِ قَدْ أُخِذَ وَلأَجْلِ موت حَمِيهَا وَرَجُلِهَا.  فَقَالَتْ: «زَالَ الْمَجْدُ مِنْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّ تَابُوتَ اللهِ قَدْ أُخِذَ»، ثم أسلمت الروح.

لقد كانت نكبتها فادحة. أنها أدركت أن هزيمة الشعب و فقدان التابوت، علامة أن الله ترك شعبه. هذا المولود البائس ( ايخابود ) ولد بلا أم أو أب أو جد أو عم أو حتى جيش يحميه ..أو تابوت عهد يقدسه …لقد زال المجد ..يالها من تجسيد لحالة الفزع والمرارة التي تصيب الإنسان عندما يبتعد عن الله و يكتوي بنيران الخطية و الانحراف.

صلاة :

يا من صلب وقام من الأموات لمغفرة الخطايا، البار عن الأثمة، نأتي إليك، هذا الصباح، لنحتمي في الدم الذكي. نعلن توبتنا، و نقر بأخطائنا وذنوبنا، نترجاك إن تعييدنا إلى أحضانك الأبوية. لا شيء أسوأ من البعد عنك.. فأنت النور والخلاص لطالبيك، أمين

Comments are closed.