حكم الله- الحكومة الثيوقراطية

إله المبدعين

” فاطلب أول كل شيء أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس لأجل الملوك وجميع الذين هم في منصب لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى ووقار” (.1تي 2: 1-2 )

“لم يكن هناك ملوك في زمن القضاة، لذلك كان كل واحد يفعل ما يحسن في عينيه (قض17: 6) (قض18: 1)

بين الفاشية والثيوقراطية

الفاشيّة “fascism” مشتقة من الكلمة الإيطالية fascia، وهي تعني حزمة من الصولجانات كانت تُحمَل أمام الحكام في روما القديمة دليلًا على سلطاتهم. وفي تسعينيات القرن التاسع عشر بدأت كلمة فاشيا “fascia” تستخدم في إيطاليا لتشير إلى جماعة سياسية وعلى سبيل المثال أصبح “الفاشي” و”الديكتاتور” لفظين يطلقان بشكل متبادل على كل مَن يتبنى أو يعبر عن آراء منافية أو مخالفة للمنظومة القيمية للأيدلوجية الليبرالية أو مؤسساتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية .

 نشأة الفاشية

 كان نشوء المذهب في إيطاليا عام 1920 م، على إثر اضطرابات عمالية حاول فيها العمال الاستيلاء على عناصر الإنتاج. وقاموا بالاستيلاء على بعض المصانع ومنها مصانع شركة (فيات) للسيارات مما أدى إلى شل حركة السوق الاقتصادية، وأوشكت البلاد أن تنهار، أعاد موسوليني النظام إلى نصابه وتولى الحكم عن طريق القوة، ومنذ ذلك الحين اقترنت الفاشية باسمه.

ويلخص موسوليني الفاشية بان إرادة الشعب ليست الوسيلة للحكم وأنماء الوسيلة هي قوة تفرض القانون. وتمنح الفاشية سلطة تنفيذية تتمثل في رئيس الوزراء موسوليني أثرت الفاشية في هذا المبدأ بحركة النازية في ألمانيا، التي كان يمثلها هتلر عام 1933 م، وحركة الفلانجية الإسبانية التي مثلها فرانكو عام 1939 م. ومن وجهة النظر الاقتصادية يقضي هذا النظام بتكوين نقابات من العمال وأرباب العمل، كلهم من الحزب الفاشي. .

 والفاشية، صفة لكل نظام حكم، يشبه حكم بنيتو موسوليني، وأدولف هتلر وسياساتهما. فقد قامت حكومتان فاشيتان في كل من إيطاليا، بقيادة موسوليني من سنة 1922 م إلى سنة 1943 م، وفي ألمانيا بقيادة هتلر من سنة 1933 م إلى سنة 1945 م. تباينت الفاشية من بلد إلى بلد وسادت بصفة خاصة، في إيطاليا وألمانيا

  الحياة السياسية في الفاشية

يأتي الفاشيون إلى السلطة – على إثر حدوث انهيار اقتصادي بالبلاد أو هزيمة عسكرية أو كارثة أخرى. ويكسب الحزب الفاشي تأييدًا شعبيًا لما يبذله من وعود بأنه سينعش الاقتصاد، وسيسترد كرامة البلاد. وقد يستغل الفاشيون خوف هذه الشعوب من الشيوعية أو الأقليات. وقد يستحوذ الفاشيون على السلطة عن طريق انتخابات سلمية أو عن طريق القوة.

 يتولى رئاسة الحكومة شخص واحد، وغالبًا ما يكون ذا نزعة استبدادية وجاذبية لدى الجماهير. وأحيانًا، تتولى قيادة الحكومة هيئة من أعضاء الحزب. ولا يسمح الفاشيون بقيام حزب آخر أو معارضة لسياستهم.

يؤدي شغف الفاشيين بتمجيد الوطنية إلى ازدياد الروح العسكرية. وقد يجنحون، ، إلى غزو بلاد أخرى واحتلالها.

 الحياة الاقتصادية في الفاشية

تشجع الفاشية، النشاط الاقتصادي الخاص، ما دام يخدم أهداف الحكومة. وتسيطر الفاشية سيطرة تامة على الصناعة للتأكد من أنها تنتج ما تحتاجه البلاد. وتعوق الحكومة الاستيراد بوضع رسوم جمركية عالية على بعض المنتجات الضرورية، أو بحظر استيرادها؛ ذلك أنها لا تريد الاعتماد على بلاد أخرى في المنتجات الحيوية، كالنفط والفولاذ.

وتحظر الحكومة أيضًا الإضرابات؛ حتى لا يضطرب الإنتاج. وتحرم الفاشية النقابات العمالية وتستعيض عنها بشبكة من المنظمات في الصناعات الكبرى. ويطلق على هذه المنظمات، اسم المؤسسات. و تخضع هذه المؤسسات لسيطرة الحكومة، وعن طريقها تحدد الحكومة الأجور، وساعات العمل، والإنتاج.

 الحرية الشخصية في الفاشية

تقييد الحرية الشخصية تقييدًا شديدًا في ظل الحكومة الفاشية، فتقيد الحكومة السفر إلى البلاد الأخرى، وتحد من أي اتصال بشعوبها، وتهيمن على الصحف ووسائل الاتصال الأخرى في بلدها، وتمارس رقابة صارمة على المطبوعات لقمع الآراء المناوئة لها. . وتسحق أية مقاومة. وقد تؤدي المعارضة إلى السجن والتعذيب والموت.

يعتبر الفاشيون الشعوب الأخرى أدنى من قوميتهم ، لذلك تضطهد الحكومة الفاشية وتقتل من ينتمون إلى الأقليات

 بنهاية الحرب العالمية الثانية تم القضاء علي موسوليني وبذلك اختفت الفاشية من الدول الأوروبية

 الحكومة الالهية –الثـيوقراطـية:

هي نظام يستند إلى العقيدة الدينية ، وتعني الحكم بموجب الحق الإلهي ! ، وقد ظهر هذا النظام في مطلع عصر أباء اليهودية حتي أحر عصر القضاة . وفي العصور الوسطى للمسيحية في أوروبا على هيئة الدول الدينية التي كبتت الحريات السياسية والاجتماعية ، ونتج عن ذلك مجتمعات متخلفة مستبدة سميت بالعصور المظلمة.

 تتكون كلمة ثيوقراطية من كلمتين مدمجتين هما ثيوس وتعني الله وكراتيا وتعني الحكم وعليه فالثيوقراطية هي نظام حكم يستمد الحاكم فيه سلطته مباشرة من الله، حيث تكون الطبقة الحاكمة من الكهنة أو رجال الدين الذين يعتبروا موجهين من قبل الله ويستندون علي تعليم سماوية، فيها يسود رأي الكهنوت

رفض بنو اسرائيل الحكم الثيوقراطي في زمن القضاة، .حسب صموئيل النبي ذلك الطلب رفضًا لعمله القضائي، وحسب الرب ذلك رفضًا له هو شخصيًا كملك على شعبه.. كرجل صلاة ، طلب صموئيل أولًا مشورة الله وإرشاده، لقد اعلن الله رأيه أن الشعب لم يرفض صموئيل بل رفض الرب نفسه. وطلب الله من صموئيل: “اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك ” أوضح الله حقيقتين:

 الحقيقة الأولى: أن كل رفض لرجاله هو رفض له، يقول: “لأنهم لم يرفضوك أنت بل إياي رفضوا” (1صم 8: 7)..

الحقيقة الثانية: إن اختيارهم للنظام الملكي لم يكن لصالحهم، موضحًا لهم ما سيصيبهم من ظلم الملوك واستغلالهم لهم”

  صور من حكومات ثيوقراطية

حكومة اليهود في القرن الأول :كان أول من اطلق مصطلح “ثيوقراطية” هو جوزيف فلافيوس في القرن الأول الميلادي لوصف الحكومة القائمة عند اليهود ، عرًف جوزيف الثيوقراطية على أنها شكل الحكومة القائمة علي ما يقوله الله في كتابه المقدس وهو فقط مصدر الحكم.

 مع حلول عصر التنوير في أوروبا، أخذت الثيوقراطية دلالة سلبية على يد الفيلسوف هيجل.

 حكومة فلورنسا الإيطالية:  حكم الراهب الدومينيكاني جيرولامو سافونا رولا (1494-1498) فلورنسا الإيطالية حكما ثيوقراطيا . في خلال فترة حكمه، حرقت الكتب غير المسيحية، التماثيل، كتب الأشعار، وغيرها في ما عرف بشعلة الغرور.

الفاتيكان: في 1929، اعترف بشكل رسمي بالفاتيكان كمدينة مستقلة بعد عقد اتفاقيات مع الحكومة الإيطالية. ينتخب “مجمع الكرادلة”، وهو تجمع لرجال الدين الكاثوليك، الأب الذي يكون بعد ذلك رئيسا. ينتخب الأب لفترة تمتد مدى حياته، ويحق للكرادلة فقط انتخابه. يعين الأب وزير الخارجية المسؤول عن العلاقات الدولية. يخضع القانون هنالك لإملاءات الأب واجتماعات يعقدها رجال الدين.

 

Comments are closed.