معرفة الأب السماوي

إله المبدعين

“لان الأب نفسه يحبكم .” ( يو 16 : 27)

كتب عالم الطبيعة و الفيلسوف بسكال يقول “يوجد فراغ في قلب كل إنسان و لا يمكن أن يملأه أي شيء في الخليقة

إلا الخالق فقط الذي أعلن ذاته في يسوع المسيح”. إن نظرتنا الخاطئة عن الله لن تشبعنا علي الإطلاق بل تقودنا إلي صعوبات عظمي. وتؤثر علي حياتنا. تعيق معتقداتنا الفاسدة التمتع بعلاقة وثيقة مع الله كما تؤثر علي :

– الغرض والمعني الذي نعطيه للحياة (في 3: 8)

– الدرجة التي بها نحب الله ونطيعه (مز16: 11 ، 1تي 6 : 17)

– كيف نري أنفسنا (عد13: 33)

– كيف تكون علاقتنا مع الآخرين (1يو 4: 8)

 ” كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد و الفضيلة اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمي والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة ” 2 بط1: 2-4

• سقوط أدم وحواء أفسد فكرنا

خدع الشيطان حواء بتحدي كلمة الله وزرع الشك في فكرها فيما يختص بطبيعة الله. . وأدي الشك في طبيعة الله و مقاصده نحوهما إلي إعلان أدم وحواء استقلالهما بعيدا عن الله . أكلا من شجرة المعرفة , منذ ذلك الحين صار الإنسان يقرر لنفسه ما هو حقيقي أو زائف ـ خير أو شر ـ صائب أم خطأ بالاستناد علي أحاسيسه ، عقله وعواطفه .

روح الإنسان ميت بالنسبة إلي الأمور الإلهية و لم يعد في إمكانه أن يدرك الله ولا أن يتصل به كالأب . يحمل الطفل جينات وصفات الوالدين هكذا صرنا مثل أبينا أدم ” كيتامى روحيا ” ليس لنا القدرة علي معرفة الله و الاتصال به.

فقد الإنسان علاقة الأب –الابن الفريدة مع الله

لقد أفسد اختبارنا “كيتامى روحيا ” مفهومنا عن الله كالأب السماوي الكامل . قد نعرف الكثير عن الله ومع هذا لا تكون لنا شركة شخصية وثيقة معه كأبينا .

استعاد المسيح لنا علاقة الأبِ- الابن الدائمة

بالإيمان بالمسيح نحن أولاد الله (1يو3: 1-3 ) ولم نعد أولاد أدم الخطاة بل صرنا أولاد الله الأبرار ، لنا روح بشرية جديدة ويسكن فينا الروح القدس ونتمتع بعلاقة الأب – الابن الدائمة مع الله الأب

• اختبارنا ” كيتامى روحيا ” قد أثر في نظام معتقداتنا

اختباراتنا مع آبائنا الأرضيين تعكس مفهومنا عن أبينا السماوي. ومع أن علاقتنا قد تغيرت مع الله –فإن اختبارنا ” كيتامى روحيا ” قد أثر في نظام معتقداتنا عن أبينا السماوي . جزء كبير من نظرتنا لله غير صحيح لأنه تطور عندما كنا يتامى روحيا وحتى الآن تأتي أفكارنا عن الله من العلاقات والخبرات الأرضية. وبصفة عامة أهم علاقة تؤثر في مفهومنا عن الله هي علاقتنا مع أبينا الأرضي. وكلما كانت هذه العلاقة مؤلمة وسلبية كلما صارت نظرتنا إلي الله مشوهة.

• أمثلة من الآباء الأرضيين

1. الأب المتسلط

يهتم هذا الأب بالإذعان أكثر من العلاقة. ويصر علي تنفيذ الأمور حسب طريقته و لا يهتم بآراء أولاده رغباتهم أو أهدافهم و لا يرغب في تكوين علاقة وثيقة بأبنائه . وفي الحقيقة هو ينشد الطاعة فقط . بهذه النظرة إلي الله سيتحرك الناس إلي العصيان وليس إلي طاعة الله

2. الأب المعتدي

  يوقع الأذى المتعمد علي أولاده ، يؤذيهم عاطفيا ، عقليا، جسمانيا هذا النوع من العلاقة يحطم إحساس الأولاد بالقيمة ويسلبهم قدرتهم الطبيعية علي الثقة. يرون أنفسهم مستغلين وليس لهم علاقة قيمة . عادة ما تحطم هذه النظرة الناس وقدرتهم علي الثقة في الله والانتماء العاطفي له .

3. الأب السلبى

 يعبر عن عاطفة ضعيفة.. يمكن أن يكون عائلا جيدا ولكنه قليل التفاعل مع الأبناء ـ من النادر أن يظهر لهم العاطفة أو يقول ” أحبك”. لا يشارك في أفراح أولاده أو آلامهم هذا النوع من الآباء البعيد/السلبي يمكن أن يجعل الناس ينظرون إلي الله كأنه البعيد غير المشترك في حيلتهم اليومية

4. الأب المشتكي

 متقد ويعاقب علي كل فشل ويظن أن هذا سيحرك أولاده لعمل ما هو افضل وأن يحاولوا أكثر . نادرا

ما يقدم تشجيعا أو تأكيدا لهم. وهذا النوع من الآباء يجعل الناس ينظرون إلي أبيهم السماوي كقاضي غاضب لن يرض عنهم إطلاقا.

5. الأب الغائب

 الأب الذي تغيب بسبب الموت، الطلاق، العمل أو عدم الاهتمام. فهذا الأب لا يشبه الأب السلبي الذي هو موجود لكنه لا يقيم علاقة مع أبنائه. فالأب الغائب هو ليس موجود ا . يشعر الأبناء بأنهم مهجورون مهملون ليس فقط من الأب الأرضي بل أيضا من الأب السماوي

نتائج الأب الغائب عند المرأة :

1. تتوق إلي الرعاية والعاطفة بصفة خاصة من الرجال أو تكره الرجال بشدة

2. الرفض في كل شيء – الحاجة إلي إشعال المحبة الدائمة.

3. انجذاب نحو رجال أكبر سنا وربما ما تتزوج رجلا مسنا

4. اختلال في الوظائف الجنسية لأنها وجدت صعوبة في ” العلاقة مع أب “

5. تجد صعوبة في الثقة بالله

نتائج الأب الغائب عند الرجل :

1. نقص دور الرجولة يجعله يبحث عن مصادر أخري للمعلومات .

2. الرغبة في جذب انتباه العاطفة تؤدي إلي شخصية عنيدة أو شذوذ جنسي.

3. الانجذاب إلي المرأة المتسلطة ويتزوجها ويقوم بدور سلبي في هذه العلاقة

4. يقارن نفسه مع الآخرين ويشعر أنه لم يصل إلي المستوى المنشود

5. يجد صعوبة في الثقة بالله.

•  نأخذ نظرتنا إلي الله كالأب من :

1. اختباراتنا الشخصية مع آبائنا الأرضيين ( أو من أي شكل أخر من السلطة )

2. احتياجات لم توف في علاقتنا مع أبينا الأرضي

3. المعلومات العلمية عن الآباء الأرضيين.

4.” فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الأب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين سألونه لو11: 13

 تحتفظ عقولنا بصورة لله كالأب وهي مؤسسة علي اختباراتنا مع الأب الأرضي. كان للبعض منا أباء صالحين جدا يهتمون بهم فلذلك صورة الله كالأب العاطفي تكون عميقة لديهم. علي أنه لو كان لدينا أباء أرضيون بارزون فأنهم أيضا غير كاملين ولن يعطوا الصورة الدقيقة عن الله الأب

  نحتاج أن نعرف أبانا السماوي بسبب من هو في الحقيقة

 يكشف مزمور 115 :1- 8 أننا نصير مثل من نعبده . وفي الحقيقة – جوهر الحياة الأبدية هو أن نعرف الله الأب معرفة وثيقة بواسطة الرب يسوع (يو17: 3 ) وكلما زادت معرفتنا له كلما صرنا مثل المسيح . وكلما صرنا مثله كلما زادت رغبتنا أن نكون في علاقة معه.

غياب الرؤية الحقيقية الصحيحة عن لله . سنخلق رؤية زائفة غير كاملة عن الله (رو1: 18-32 ) وهذا هو هدف الشيطان. مع أنه لن يستطيع أن ينتزع منا الخلاص فهو يرغب في تقليص علاقتنا مع الله بتشويه صورته أمامنا. فإن لم نعبد الله كما هو بالحقيقة، لن نصير مثله

 تعلن حياتنا معتقداتنا الحقيقية عن الله ، كيف نتجاوب مع الله فى الأزمنة الصعبة. وعلاقتنا بالآخرين تكشف الكثير عن كيفية رؤيتنا لله.

 كلما نتعمق في معرفة الله كلما تزداد محبة له. وكلما زادت محبتنا لله كلما زادت رغبتنا لمعرفته أكثر

” أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضا لأن المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله ومن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة” ايو4: 7-8

Comments are closed.