الامتلاء بالروح

طريق المفديين

ليس الحياة بالروح اختيارية بل ضرورية إذا كنا نريد أن نختبر العلاقة الوثيقة مع الله ونصير في الخارج كما نحن في الداخل في المسيح . الاعتماد علي الروح القدس حيوي في حياتنا اليومية ومن المهم أن نتحقق ونتذكر أن :

  • نحن عاجزون في أن نحيا الحياة المسيحية بقوتنا – يسوع المسيح وحده يستطيع أن يحيا فينا الحياة المسيحية .
  • روحه يسكن في فينا ويمدنا بكل احتياجاتنا لحياة التقوى .1بط 1: 3

الله يأمرنا أن نمتلئ بالروح

الأمر ” امتلئوا بالروح” يعني حرفيا أن نستمر في حياة الملء و هذه هي حاجاتنا اليومية المستمرة . ليس الأمر اختيارا فعلي كل ابن لله أن يمتلئ بالروح القدس باستمرار. ” و لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح “أف5: 8

الملء معناه أن تمتلئ نفوسنا بحضور الله

أن نسمح للروح القدس أن يجدد أذهاننا ( أفكارنا و معتقداتنا ) بكلمة الله وأن يوجه إرادتنا فنعبر عن مشاعر الله ويكشف لنا الروح القدس قلب الأب ، أفكاره ، إرادته و مشاعره .

ليس القصد من الملء الروح القدس أن نعرف أن الله يحبنا ، لكننا نحتاج إلي الملء لكي نختبر محبة الله لكي نحب الآخرين و ليس علينا أن نمتلئ لكي نعرف أننا مقبولين من الله لكننا في حاجة إلي الملء لكي نقبل الآخرين .

وعدنا يسوع بأن يملأنا بالروح .

وعد الرب يسوع أن لا يتركنا و لا يتخلى عنا ووعد أن يحيا فينا ومن خلالنا بواسطة الروح القدس . فملء الروح يشبع نفوسنا.

   ” طوبى للجياع والعطاش إلي البر لأنهم يشبعون ”   مت5: 6

    وصف يسوع حياة الملء مثل الارتواء بالماء .

   إن عطش أحد فليقبل إلي ويشرب ومن آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي . قال هذا عن الروح القدس الذي كان المؤمنين به مزمعين أن يقبلوه لآن الروح لم يكن قد أعطي بعد لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد ”                           يو 7: 37-39

  تجددت روحنا بالتمام بالروح القدس في الخلاص لكن ملء نفوسنا بالروح القدس هو عمل حالي ومستمر

 ” إن عطش أحد ” يجب أن نعلن احتياجنا ورغبتا في الملء بروح الله ” ليأت ويشرب” هذه هي دعوة الرب يسوع في الاتصال به و الحديث معه ” يشرب ” وتشير إلي إيماننا وقبولنا حياته لتكون حياتنا . عطش – يأت – يشرب – كلها أفعال في الوقت الحاضر فليس معني هذا أن نأت مرة واحدة للخلاص بل نظل نأتي إليه بسبب الاحتياج المستمر للملء بالروح.

دورنا أن نؤمن بكلمة الله ونتكل علي الروح القدس

إن كنا نؤمن أن الروح القدس يسكن فينا فقط، هذا ليس كاف . يجب علينا أن نثق فيه أن يملأ نفوسنا بحياة المسيح في كل المواقف وظروف الحياة.

نختبر ملئا عظيما من الروح القدس بممارسة الإيمان عن من هو الله الذي خلقنا و ليس مجرد تصديق الحقائق أو حتى المواعيد الإلهية . لكن ملء شخص الرب يسوع الذى هو حياتنا يملأ نفوسنا بكل احتياج للحياة الأفضل .

 كلما زادت معرفتنا بالله كلما زاد اختبارنا في الحياة الممتلئة بالروح .

حتى المسيحي المولود حديثا يمتلئ من الروح القدس فمثلا طفل يزن سبعة أرطال و رجل يزن 200 رطل لكل منهما رئتان ممتلئتان بالهواء فما الفرق بينهما ؟ الشخص الكبير له سعة أكبر لهذا تكون الرئة ممتلئة بهواء أكثر من الآخر . بنفس الطريقة هذا الأمر حقيقي في حياتنا الروحية ونمونا , الطفل حديث الولادة في المسيح يمتلئ من الروح القدس أيضا . الفرق هو في سعة الرئتين أو مستوي الإيمان في الله ومركزهم فيه.

ليس معني ملء الروح أننا سنكون كاملين بلا خطية أو أننا لا نصارع . بل يعني أننا سنحيا في علاقة شخصية حية مع الله ونسمح له أن يحيا المسيح في نفوسنا وأجسادنا (غلاطية 2: 20) وعندما نمتلئ من الروح القدس سيلمس الآخرون حضوره في حياتنا .

 ازدياد العطش عندنا هو السبب الرئيسي لكي نمتلئ من الروح .

هذا معناه أننا ندرك احتياجنا إلي الملء و يقودنا هذا العطش إلي ما يلي:

  • الرغبة في الملء
  • الخضوع لله بخصوص أي مجال في حياتنا كنا نسيطر عليه
  • تسليم زمام حياتنا له (رو12: 1)
  • الطلب من الله أن ملأنا بروحه علي أساس (لوقا11: 13 & أفسس5: 18 )
  • الإيمان أنه يملأنا
  • الحياة متكلين عليه      

عندما نسلك متكلين علي الروح القدس يكون تركيزنا علي القبول ، العلاقة ، التجاوب مع الله , يقودنا الروح القدس ونحن نتبعه . يؤثر الروح القدس في أفكارنا ونحن ببساطة نتجاوب واثقين أنه سوف يزودنا بالقوة لنعمل إرادة الله . وهذه هي العلاقة مع الله لحظة بعد الأخرى .

الحياة الممتلئة بالروح هي حياة علاقة مستمرة بالمسيح لحظة بلحظة.

Comments are closed.