“فَلَمَّا رَأَوْهُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ ظَنُّوهُ خَيَالاً، فَصَرَخُوا. لأَنَّ الْجَمِيعَ رَأَوْهُ وَاضْطَرَبُوا“ مرقس 6: 50
ظَنُّوهُ خَيَالاً، فَصَرَخُوا
أصل كلمة خيال هي فانتازما phantasma وتشير إلى شبح . علمت التقاليد اليهودية أن الأشباح تسكن البراري والبحار ، لذلك اعتقد الاثني عشر أن يسوع شبحا. ومن المفارقات أنهم خافوا من الشخص القادم لنجدتهم! إنهم يحبون القوة والمعجزات التي يصنعها، لكنهم مثل أهل جينيسارت (مرقس 5: 14-17)، يخشون القوة التي لا يستطيعون فهمها (مرقس 4: 35-41).
تحدث بولس عن عدم القدرة على تمييز الأرواح. خلقنا الله بأرواح يمكنها فهم العالم الروحي، لكننا نعيش في أجساد مادية في عالم مادي. مثلما زعم الفريسيين أن قوة يسوع جاءت من الشيطان (مرقس 3: 22)، بدون استنارة الروح القدس، لا يمكننا أن نميز الأرواح. وعد المسيح أولئك الذين يتوجونه ربًا ومخلصًا، ينالوا الروح القدس حتى يتمكنوا من معرفة الحق (يوحنا 14: 15-17). لقد تبع الاثنا عشر يسوع لبعض الوقت حتى الآن، وشاهدوا قدرته علي الطبيعة (مرقس 4: 35-41)، و سلطانه على الأرواح الشريرة (مرقس 5: 1-13)، وإقامة الموتى (مرقس 5: 35-43). لكنه لم يحل عليهم روح التمييز بعد. يوجه الروح القدس قلوبنا المتمردة الضالة نحو المسيح. بعد ذلك، كلما ازدادنا في الإيمان، نما تمييزنا الروحي. لا ينبغي أن نشعر بالإحباط الشديد عندما يجهل غير المؤمنين الحقائق الروحية البسيطة. فهي مبهمة لهم (كورنثوس الأولى 2: 14).
بعد معجزة إطعام الخمسة آلاف من الأرغفة الخمسة والسمكتين، صعد يسوع إلى الجبل ليصلي. من أعلي، رأى صراعهم مع البحر، نزل إليهم ماشياً فوق مشاكلهم. لقد قابلوه بنظرة خوف واضطراب وهم يعتقدون أنه شبح. لقد طمأنهم على الفور بخمسة كلمات ثمينة “ثِقُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا.” إذا جاز التعبير، سيكون من الجيد لنا أن نحفظ هذه الكلمات وننظر إلي يسوع. عندما نواجه عواصف، نتذكر من يسيطر عليها. يسوع دائما عينه علينا. يأتي يسوع إلينا في تجاربنا.
عندما تأخذه إلي قاربك، تهدئ الاضطرابات. ثِقُ! أَنَه الرب. لاَ تَخَفُ.
صلاة.
ساعدنا يا الله أن ننظر إليك بدلاً من ذواتنا. عندما نثبت أعيننا عليك، نتذكر كل ما فعلته من أجلنا ، وتزول كل مخاوفنا ، وتزداد ثقتنا فيك.