“وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: سَلاَمٌ لَكُمْ!” يوحنا 20: 19
الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً
لقد كان أسبوعًا لا مثيل له. بعد أحداث الصلب والدفن. في وقت مبكر من صباح الأحد، رجعت مريم المجدلية، حزينة، لتخبر التلاميذ أن جسد يسوع غير موجود بالقبر. ركض بطرس وتلميذ آخر إلى القبر ورأوا بأنفسهم أن هذا صحيح. لقد رأوا الأقمشة الكتانية التي كانت ملفوفة حول رأس وجسد يسوع موضوعة هناك ولم يجدوا جسد المسيح. ثم بعد ذلك بقليل في ذلك اليوم، جاءت مريم المجدلية إلى التلاميذ مرة أخرى بأخبار سارة، وقالت لهم، “لقد رأيت الرب”. “عندما حل مساء نفس اليوم، نجد التلاميذ متجمعين خلف أبواب مغلقة. خائفين من اليهود. بالطبع كلمة “اليهود” تعني القادة اليهود الذين كانوا وراء مؤامرة قتل يسوع. من المحتمل أن يكونوا خائفين على حياتهم، خائفين على مستقبلهم المجهول. كانوا أيضًا خائفين من مواجه معلمهم. لقد خذلوه وفشلوا فشلا ذريعا، اسلمه يهوذا، أنكره بطرس، وتركه الباقين وهربوا.
لكن راعي الخراف لن توقفه الأبواب المغلقة. دخل من الأبواب المغلقة وظهر للقطيع الخائف. إنه لم يأتي ليوبخهم علي فشلهم، بل ليطمئن قلبوهم. ألقى تحية السلام، التي تحمل الود والرحمة، وتعني إحساسًا عميقًا وشاملًا بالسلام الذي لا يستطيع العالم تقديمه. ثم كشف يسوع عن جنبه ويديه، حتى يتحققوا أنه لحم ودم، وليس شبحًا. استجاب التلاميذ بالفرح لرؤية الرب. تحدث يسوع عن الإرسالية العظمى “كما أرسلني الآب، أرسلكم كذلك.” أُرسل التلاميذ لمواصلة الرسالة للعالم. لن يتركوا بمفردهم في هذه المهمة. لقد وعدهم بالمعزي، الروح القدس، الذي يعلمهم ويذكرهم بكل ما قاله لهم ويرشدهم إلى كل الحق
لم يحضر توما اللقاء الأول مع يسوع وحصل على سمعة “الشك” السيئة، إلا أنه لم يطلب شيئًا أكثر مما شاهده الآخرون بالفعل: رؤية يسوع والجروح. المدهش في هذه القصة هو أن يسوع ظهر مرة أخرى بعد أسبوع ليقدم لتوما ما يجتاحه. ويرد توما بأعمق اعتراف لأي شخص في الإنجيل. إنه ليس مجرد اعتراف، بل هو بيان ثقة وعلاقة، ربي وإلهي. لم يكن رد يسوع على توما توبيخًا، ولكنه بالأحرى نعمة لكل أولئك الذين يؤمنون دون الحاجة إلى العيان كما حدث مع توما.
ظهر يسوع لتلاميذه مرات أخرى وهم ما زالوا مختبئين خلف أبواب مغلقة، مما يشير إلى أن توما لم يكن الوحيد الذي ما زال بحاجة إلى طمأنة وتشجيع. كثيرا ما تجعلنا المخاوف والقلق محبوسين مختبئين في حجرة مغلقة، وتمنعنا من إتمام الرسالة التي دعانا يسوع إليها. الشيء الطبيعي هو عندما نشعر بتهديد نهرب إلى حجرة ونغلق الأبواب حتى نحصل على سلام زائف. أعلم أن يسوع لا توقفه أبوابنا المغلقة. يأتي المسيح إلينا، ليقف وسط مخاوفنا وألمنا شكوكنا وارتباكها. يأتي متكلمًا بالسلام، ينفث في حياتنا القلقة نفس الروح القدس. علاوة على ذلك، يستمر في الظهور مرات ومرات كما فعل مع التلاميذ.
عندما عاد بعد أسبوع لتوما، استمر يسوع في العودة أسبوعًا بعد أسبوع بين تلاميذه المجتمعين في الكلمة والماء والخبز والنبيذ. أنه لا يريد أن يهمل أي شخص الحياة والسلام اللذين يمنحهما. ويواصل إرسالنا من غرفنا الآمنة والمغلقة إلى عالم، في أمس الحاجة إلى الحياة والسلام.
صلاة
أيها الابن المتجسد، حبك خلصنا من الهلاك الأبدي. ولما كان الصليب هو طريق خلاصنا، اشتهيت أن يجوز فيك لتحمل عقابنا. نحن الذين أخطأنا، انت تألمت. نحن المديونين، وانت سددت الدين عنا. فضلت التألم على التنعم، الشقاء على الراحة، الهوان على المجد، الصليب على العرش. قبلت أن تُربط بالحبال، لتحررنا من أربطة الخطية. تواضعت لترفعنا، جعت لتشبعنا، وعطشت لتروينا، وصعدت إلى الصليب عريانا لتكسونا بثوب البر.