الطريق إلي النهضة

الروح المعين




فإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيةِ فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُم 2 أي 7: 14ْ.

شروط النهضة الروحية .

1. التواضع

الشرط الأول هو التواضع. لا يمكننا الاقتراب من الله في حالة من الكبرياء البشري. لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الْعَلِيُّ الْمُرْتَفِعُ، سَاكِنُ الأَبَدِ، الْقُدُّوسُ اسْمُهُ: «فِي الْمَوْضِعِ الْمُرْتَفِعِ الْمُقَدَّسِ أَسْكُنُ، وَمَعَ الْمُنْسَحِقِ وَالْمُتَوَاضِعِ الرُّوحِ، لأُحْيِيَ رُوحَ الْمُتَوَاضِعِينَ، وَلأُحْيِيَ قَلْبَ الْمُنْسَحِقِينَ (اش. 57 :15). من خلال التواضع، و الروح المنكسرة نكتشف قوة الله.

2. الصلاة

والشرط الثاني للنهضة الروحية هو الصلاة. دعونا ننظر عن كثب في كلمات 2 أي 7: 14كلمة يصلي تعني التوسط. تبحث عن وسائل الشفاعة والتدخل بين طرفين لتسوية الخلافات. واجبنا أن نتشفع في الصلاة من أجل أولئك الذين يحتاجون إلى أن تصالحوا مع الله.

3. التوبة

والشرط الثالث هو التوبة. والتوبة هي التحوًل إلي الاتجاه المعاكس، إلي أين نحن ذاهبون وما نقوم به. أعمال برنا هي مثل خرقة حائض (أش 64: 6). ونحن لا يمكن أن نأتي إلى محضر الله ببرنا. التوبة هي تحول حقيقي من الخطيئة، أمر لا بد منه إذا أردنا أن ندخل إلي محضر الله.

معطلات النهضة الروحية

الخطية هي اكبر معطل يعترض طريق قوة الله وعمل روحه المبارك، هي التي تعطل عمل روح الله في تبكيت النفوس وارجاعها اليه، يقول المرنم: “إن راعيت إثما في قلبي لا يستمع لي الرب” (مز 66: 18)، ويقول إشعياء “ها ان يد الله لم تقصر عن ان تخلص ولم تثقل اذنه عن ان تسمع، بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع لان ايديكم قد تنجست بالدم واصابعكم بالإثم” (اش 59: 1-3

الخطية تحول بيننا وبين الله وتجعله يستر وجهه الكريم فلا يسمع صلواتنا واصوات تضرعاتنا.

الاعتراف الكامل المصحوب بالتذلل والانكسار يشبع قلب. بعدما ارتكب داود خطية الزنى والقتل وسفك الدماء شعر بهول الخطية وشناعتها فتاب وبكي وندم وتذلل بالتراب والرماد ” اغسلني كثيرا من اثمي ومن خطيتي طهرني. لأني عارف بمعاصي وخطيتي امامي دائما. اليك وحدك اخطأت والشر قدام عينيك صنعت لكي تتبرر في اقوالك وتزكو في قضائك.”

(مز 51: 2-4)

مجرد الحزن لا يعني التوبة؛ فقد حزن يهوذا الإسخريوطي لكنه لم يتب يقول داود: “ذبائح الله هي روح منكسرة القلب المنكسر والروح المنسحق يا الله لا تحتقره” (مز51: 17)،

من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم” (ام 28: 13)

قد نلاحظ نفوسا جاثية تصلي بحرارة طالبة وجه الله حسب الظاهر دون ان تنال اي بركة. توضح كلمة الله الأمر “آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع” (اش 59: 2)

دعنا نعترف لله بخطايانا ولا نكتمها ودعنا نجعل طرقنا الملتوية مستقيمة في عينيه ثم ننتظر بالإيمان انسكاب النهضة، إن “عخانًا” واحدًا يكفي لكي يكدر الشعب كله، دعونا نرفع قلوبنا الى الله في روح الخشوع والتذلل ونحن نقول مع داود “اختبرني يا الله واعرف قلبي امتحني واعرف افكاري وانظر ان كان فيً طريق باطل واهدني طريقا ابديا” (مز139: 23-24).

Comments are closed.