العقل والجسد

لسان المتعلمين

     

مشكلة العقل – الجسد والبرهان العقلي:

يؤمن الشخص فوق الطبيعى أن العقل ، الضمير موجودان ككيان مستقل من فيزيقا خالصة . يؤمن المسيحي أن عقله هو انعكاس العقل الأعظم الذي خلق الكون من العدم ، ويري العقل كبرهان إضافي علي وجود ما فوق الطبيعة.

يري معظم الناس عملية تفكيرهم كشئ مختلف عن العالم المادي و يقول يونج

” وضع الإنسان بشكل يجعل روحه تعمل وتسيطر علي جسده وأن جسده صنع لكي يؤثر علي عقله أو روحه”

هنا التمييز بين المخ والعقل، ينطبق علي التمييز بين النظام الكامل للأشياء المادية الموجودة كما أن هناك شئ أخر موجود ” نحن نخبر العالم المخلوق الفرق بين الكائنات المفكرة والأشياء التي هي امتداد فاني ، بين الكائنات الروحية و الأشياء المادية … وفي الجسد والعقل البشري نري تفاعلا كاملا بين كيان التفكير الروحي و الكيان المادي ”

يؤمن كثير من المفكرين المسيحيين أن الفرق بين المخ و العقل ملحوظ بديهيا و هذا بداية البرهان العقلي لوجود عقل أعظم مسئول عن عقولنا . يبدأ مفكرون مسيحيون أخرون مع الوضع المادي الذي يتعذر الدفاع عنه أن العقل ليس إلا ظاهرة مادية، و يصلون إلي خلاصة أن التفسير فوق الطبيعي هو تفسير مقبول. مرة أخري يساند العلم الفيلسوف المسيحي في تقويض وجهة النظر المادية. كتب بوزيل ” ليس العقل هو المخ لقد فشل ” خط المخ السيكولوجي …. إنها حقيقة ناجمة عنه أنه إذا كانت أجزاء المخ تتحطم وتتلف يمكن لأجزاء أخري من المخ أن تقوم بهذه الأعمال – لا يوجد أي تجاوب تام بين العقل والمخ” 18

 

قدم سيرجون مساهمة ضخمة في هذا المجال في السنوات الأخيرة في كتبه الثلاثة” النفس والمخ” – ” السر البشري” – و” النفس البشرية” . تعتبر من التراث في هذا المجال . يقول سيرجون أن يكون للشخص مخ معناه أنه يدرك وهذا الإدراك هو حادث عقلي و ليس حادث مادي . ويضيف قائلا أنه يوجد نظامان متميزان ومختلفان : المخ وهو العالم المادي والعقل وهو العالم الإختباري الموضوعي.

 

يدخل ليفي إلي قلب المشكلة المادية والطبيعية ويقول “إنهم لا يدركون حقيقة أنهم يفكرون مع أنهم يحاولون ذلك ، فمن الواضح أن تفكير الشخص لا يمكن ان يكون مجرد حادث طبيعي ، ولهذا يوجد شئ أخر غير الطبيعي . ليست الأمور التي فوق الطبيعة مبهمة أو بعيدة إنها اختبار كل يوم و ساعة وهي وثيقة الصلة بنا كالنفس ”

يعتقد د- التون ترابلود أنه لا يمكن تجنب ما فوق الطبيعة :” كيف يمكن أن تعتبر الطبيعة كجزء متكامل ما لم يكن متأسسا في العقل ؟ إذا كنا نري العقل كشئ غريب أو عرضي تكون الحالة مختلفة . لكن كلما تعمقنا في العلم الحديث يصير الأمر أكثر وضوحا، و أن الاختبار العقلي ليس فرعا غريبا . لكنه متأصل في الكيان كله بعمق” 20 هذا يتضمن إذا وجود الله الذي استطاع أن يخلق الكائن البشري كاملا بالعقل. وعندما يقبل الإنسان وجود عقل منظم منفصل عن الكون المادي ، يؤمن في العقل المطلق فإنه يؤمن بالاختيار المعقول.

وعلي المسيحي أن يتذكر علي أي حال ، أن الله أعظم بكثير من ” العقل البشري” يساعدنا البرهان العقلي علي إدراك وجود الله ، لكن إله البراهين العقلية وحدها – غير جدير بالعبادة – إله المسيحيين في ملء سلطانه وقداسته هو جدير بالاحترام والشكر في تناسبهما الصحيح.

مثلما يعتبر التطور الطبيعي والمادية الجدلية أكثر من فلسفة بالمعني المحدود كذلك يعتبر ما فوق الطبيعة . تمثل الفلسفة المسيحية وجهة النظر الكاملة ، وجهة نظر تتلاءم مع الكتاب المقدس بالتمام.   وفي النهاية يجب أن يختار كل واحد أساسا من وجهة النظر المادية الطبيعية ووجهة النظر فوق الطبيعية وسوف يخلق هذا الاتجاه تأرجحا في كل اتجاه كحياة الفرد

تؤمن الفلسفة المسيحية بالحياة الهادفة التي لها مغزي كبير، الحياة التي يشكل كل منا معتقداته بحسب وجهة النظر المقبولة و الصادقة. المسيحي الذي له هذه النظرة لن يتأرجح ذهابا وإيابا مع أي معتقد . يقول دونج ت : نفس الطريقة يمكن القول انه يجب علي الفيلسوف و اللاهوتي المسيحي أن يتعرف علي وجهة النظر العالمية المتضاربة في عصره ومع هذا تعتبر الفلسفة طريقة حياة ، و يؤمن الشخص المسيحي أنه يتبع الطريق الصحيح – النموذج الحقيقي للحياة. إنه عمل القائد المسيحي أن يفهم ايدولوجية عقيدة حتى يمكن أن يواجه التحديات . العمل لن ينتهي ، لأنه مع عدم تغير وجهة النظر المسيحية فإن العالم حوله متغيير . ومن هنا نري أن تقديم وجهة النظر المسيحية الوثيقة في فلسفتها الحقيقية في عالم متغير، عمل يتطلب يقظة أبدية و هذا العمل يعتبر كنموذج يجب علي كل مسيحي أن يكرس نفسه له ”

 

 

Comments are closed.