القلوب الصخرية

طول السنين




ذكر الرب يسوع ،في مثل الزارع انواعا من الناس ، منهم التربة الصخرية

والذين على الصخر هم الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح. وهؤلاء ليس لهم أصل. فيؤمنون الى حين، وفي وقت التجربة يرتدونلو8: 13

1.الحقائق الكتابية

يعلن الكتاب الكثير من الحقائق الروحية الثمينة التي تبني المؤمنين في الحق وتثبتهم في الايمان وتحفظهم من العثرات وتمنحهم سلام القلب والضمير كي لا نكون فيما بعد اطفالا مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر الى مكيدة الضلالاف 4: 14.

ويعمل ابليس على هدم الحقائق الالهية بطرق مختلفة لأنه عدو الحق “..ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وابو الكذاب

يو8: 44.

ويحاول تشكيك المؤمنين الحقيقيين في خلاص نفوسهم، وفي صدق كلمة الله. إذ قال لحواء في الجنة احقا قال اللهتك 3: 1.

2.الأساسات المسيحية

هل يرتد المؤمن ويهلك ؟ هل يذبح الله أولاده الاحباء؟ يظن اكثر الناس أن الله يفعل هذا. وهم بذلك، ينقضون كل اساسات المسيحية واركانها ، وينزلون بها الى مستوى ديانات العالم الباطلة، هل يستمرئ المؤمن الحقيقي حياة الشر؟ لا.

يلغي هذا التعليم كل الحقائق الروحية من ناحية الفداء والخلاص والنعمة والصليب وموت المسيح وقيامته وفاعلية دمه الكريم واسمه المبارك، ومجد الله ومحبته وكلمته وامانته وصدقه ومشيئته ومواعيده وقدرته وكرامته وسكني روحه القدوس في المؤمنين .

كما انه يلغي مفاهيم الايمان والحياة الابدية والتبرير والتقديس والتطهير والغفران والبنوية لله والعضوية في جسد المسيح والكنيسة

وينفي امكانية تمتع المؤمن بالسلام والفرح والرجاء واليقين والراحة،

ويلغي معنى شفاعة المسيح والتأديب والتدريب اللازم للمؤمن

ويعني ان الانسان هو نفسه اساس خلاص نفسه وحفظها واستحقاقها لكل البركات الروحية الالهية من خلال اعماله .

ويوضح الكتاب المقدس أن ثبات المؤمن الحقيقي هو بفضل نعمة الله. هذا الحق ساطع كالشمس في وضح النهار في كل المكتوب

امكانية هلاك المؤمن الحقيقي تفتح الباب امام الشيطان كي يبذر التشكيك في ضمير الانسان ويجعله يعيش في خوف ورعب .

المسيحية هي ديانة الرجاء الحقيقي واليقين الثابت لأنها مبنية على اقوال الله الصادقة والامينة، وليس على امكانيات الانسان . وضمان الابدية أساسه نعمة الله الغنية وليس الاعمال البشرية

3.الولادة الروحية

غير المؤمن، انسان هالك ، مهما كانت درجة تدينه او عظمة اعماله او رفعة اخلاقه وعلى العكس تماما، فان كل مؤمن حقيقي مولود من الله، لا تستطيع اية قوة في الكون ان تنزع منه خلاصه الموهوب له من الله بالنعمة والايمان. فالذين هم خارج دائرة الايمان الحقيقي ، ليس لهم نصيب في الخلاص. فليس كل من قال انه مؤمن هو كذلك. بل المولود حقا من الله .يمكن للمدًعين الايمان خداعنا وخداع نفوسهم. وهم لا يستطيعون ان يخدعوا الله لأنه عارف القلوب والافكار. مصيرهم الهلاك. لن يخسروا خلاصهم لانهم غير مخلصين اصلا.

4.القلوب الصخرية

الارتداد في الكتاب المقدس هو عدم قبول الحق او الالتزام به على رغم معرفة الشخص والتأثر به . وقد اوضح ربنا يسوع المسيح مسألة الارتداد في شرح مثل الزارع الذي تحدث فيه عن اربع عينات من الذين يكرز لهم بكلمة الله، حيث نفهم ان العينات الثلاث الاولى هم اشخاص يبقون خارج دائرة الايمان الحقيقي الذي يمنح الخلاص الابدي. منهم الناس الذين وصفهم الرب بالمرتدين اذ قال والذين على الصخر هم الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح. وهؤلاء ليس لهم اصل. فيؤمنون الى حين، وفي وقت التجربة يرتدونلو8: 13

المرتدون هم اشخاص يبدو انهم قبلوا كلمة الله وفرحوا بها. الا ان فرح هؤلاء وقتي ومرتبط بالتأثير النفسي . وايمانهم هو ايمان نظري لا يخضع لسلطان كلمة الله وعمل الروح القدس لتحقيق الولادة الجديدة .قلوبهم صخرية، ليس لهم اصل“. وعندما تأتي التجربة ، سرعان ما يظهر الباطل. اشخاص عرفوا الحق ولم يقبلوه في القلب،

5.الدراهم الفضية

كان سيمون الساحر واحدا من امثال هؤلاء، اذ يقول الكتاب عنه وسيمون ايضا نفسه آمن. ولما اعتمد كان يلازم فيلبس. واذ رأى آيات وقوات عظيمة تجرى اندهشاع8: 13. حاول رشوة الرسولين بطرس ويوحنا بالمال لكي يمنحاه سلطان اعطاء الروح القدس عن طريق وضع الايدي كما كانا يفعلان فقال له الرسول بطرس “…لتكن فضتك معك للهلاك لأنك ظننت ان تقتني موهبة الله بدراهم ….. قلبك ليس مستقيما امام الله.” اع8: 20-24. الحقيقة هي ان قلبه لم يتغير ابدا ولا افكاره الشريرة ، لم يخسر خلاصه، لأنه في الاساس لم يكن حاصلا عليه

  1. .الارتداد عن الوصية

في الكتاب آيات عديدة عن الارتداد، جميعها تشمل غير المؤمنين ، كما قال بطرس عن الانبياء والمعلمين الكذبة الذين يدسون بدع هلاك لأنه كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق البر، من انهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم” 2بط2: 21. وقال بولس ولكن الروح يقول صريحا انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان تابعين ارواحا مضلة وتعاليم شياطين، في رياء اقوال كاذبة موسومة ضمائرهم” 1تي4: 1و2.

لم يكن هؤلاء في يوم من الايام من ابناء الحياة ثم انكروا ايمانهم فخسروا خلاصهم، بل كانوا ولا يزالوا من ابناء الظلمة والهلاك. فارتداد امثال هؤلاء دليل على عدم وجود الايمان الحقيقي في قلوبهم من البداية

7. ضمان الابدية

ورد في العبرانيين اما البار فبالأيمان يحيا. وان ارتد لا تسر به نفسيعب10: 38. المرتد هنا ليس هو البار، بدليل ما قاله الروح بعد ذلك واما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك، بل من الايمان لاقتناء النفسعب10: 39. كان العبرانيون يعتبرون انفسهم ابرارا بحسب مفهوم البر بالناموس والاعمال في الديانة اليهودية. فشرح لهم الفرق الشاسع بين الديانة اليهودية والايمان المسيحي، مؤكدا ان بر الناموس لم يعد مجديا بعد الصليب، بل ان البر الذي يرضي الله اصبح فقط بر الايمان بالمسيح الفادي. وفي نفس الرسالة يؤكد فانه ان اخطأنا باختيارنا لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا. بل قبول دينونة مخيف وغيرة نار عتيدة ان تأكل المضادينعب10: 26 . فهؤلاء سيدانون كمرتدين لا لانهم تراجعوا عن ايمان حقيقي كان لديهم، بل لانهم لم يقبلوا من الاصل الايمان بالمسيح بعدما عرفوا الحقيقة .

8.لا سلطان للخطية

هناك حقيقة مهمة هي انه لا سلطة للخطية على المؤمن الحقيقي

اذا، ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة. الاشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدا” 2كو5: 17 ، فالمؤمن اخذ حياة المسيح ولن يهلك لأن الله الذي هو غني في الرحمة، من اجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها، ونحن اموات بالخطايا احيانا مع المسيحوأقامنا معه واجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوعاف2: 4-6 فكنيسة المسيح التي اخذت حياته جالسة الان معه وفيه روحيا في السماويات، ولا يستطيع احد ان يؤثر على مكانة اي عضو في هذه الكنيسة. كيف يمكن ان يهلك احد اعضائها ؟ لن تقوي قوى الشر علي اخراج المؤمن من دائرة الخلاص ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت. لأنه ما كان الناموس عاجزا عنه في ما كان ضعيفا بالجسد، فالله اذ ارسل ابنه في شبه جسد الخطية، ولأجل الخطية، دان الخطية في الجسد

رو 8: 2و3.

قانون التعامل الالهي بعد الصليب مع المؤمن اصبح قانون الحياة والرجاء والفداء والغفران والشفاعة والتأديب، الذي ابطل فاعلية قانون الخطية والموت والدينونة والجسد والناموس والاعمال

واما الان اذ اعتقتم من الخطية وصرتم عبيدا لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة ابديةرو6: 22

9. قبل الازمنة الازلية

يقول الكتاب “..الله، الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى اعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي اعطيت لنا في المسيح يسوع الذي ابطل الموت وانار الحياة والخلود بواسطة الانجيل” 2تي 1: 9-10

Comments are closed.