المسيحية العملية

سيمفونية العازفين




 أمّا أنتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا المَسِيحَ هَكَذا. 21 لَقَدْ سَمِعْتُمْ عَنهُ وَتَعَلَّمتُمُ الحَقَّ فِيهِ، كَما هُوَ فِي يَسُوعَ ( أف 4 : 20 – 21 )

“”مُهْتَمّاً لاَ بِمَصْلَحَتِهِ الْخَاصَّةِ بَلْ بِمَصَالِحِ الآخَرِينَ أَيْضاً ( في 2:4)

وطلب الرسول إلي المؤمنين أن يطرحوا الكذب ويتكلموا بالصدقكل واحد مع قريبه.

وتسير الحياة المسيحية في ثلاث مجالات محددة هي:

  • فكر متناسق ، تعليم متوافق، سلوك متطابق

الفكر المتناسق

فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع في 2: 5 الفكر الذي في المسيح يسوع هو أنه أنكر ذاته وأخلى ذاته في تجسده لأجلنا، فإذا فكرنا هكذا حدثت الوحدة، ومن ينكر نفسه فحالًا يجد نفسه في حالة تواضع. والتواضع فيه حل لكل الخلافات على كل المستويات (الكنيسة / المجتمع / البيت/…)

فيما نفكر؟

وَفِي الخِتامِ أيُّها الأحِبّاءُ، امتلأوا عُقُولَكُمْ بِكُلِّ ما هُوَ حَقٌّ، وَكُلِّ ما هُوَ نَبِيلٌ، وَكُلِّ ما هُوَ قَوِيمٌ، وَكُلِّ ما هُوَ طاهِرٌ، وَكُلِّ ما هُوَ جَمِيلٌ، وَكُلِّ ما هُوَ جَدِيرٌ بِالمَديحِ، وَكُلِّ ما هُوَ فاضِلٌ، وَكُلِّ ما هُوَ مَمدُوحٌ. 9في 4 : 8

التعليم المتوافق

ينبع التعليم المتوافق من التلمذة للمكتوبطوبي للكاملين طريقا السالكين في شريعة الرب” (مز 119 : 1)

اطلب عبدك لأني لم أنس وصاياك” ( مز 119: 176 )

تفسير الكتاب المقدس
كتب الوحي ليُفهم. و لم يقصد الله مطلقاً أن يكون الكتاب المقدس وقفاً على فئة من أصحاب العقول الجبارة
أو الإمكانيات الفذة، على العكس كثيراً ما كانت الدراسات الفلسفية عائقاً على فهم الكتاب لا مساعداً له « لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب لأن هكذا صارت المسرة أمامك » (مت11 ).

فيما يلي بعض المبادئ التي تساعد على تفسير الكتاب المقدس.
1-
الكتاب المقدس كله لنا، وليس كله عنا فكثير من أقواله ليست عنا، كل الكتاب نافع للتعليم، وكله كتب لأجل تعليمنا في الممارسات الخاصة
قال القديس أوغسطينوس
إذا استطعنا أن نمَيِّز بين تدابير الله المختلفة، سنري أن الكتاب ينسجم تماما مع بعضه البعض“.
-2الكتاب المقدس يشرح نفسه
فأفضل شارح للكتاب المقدس هو الكتاب المقدس نفسه. استمر في القراءة، وسرعان ما تجد أن ما لم يكن واضحا في البداية، صار واضحاً ومفهوماً لديك. هذا يتطلب منا درس كل الكتاب، لأن نصاً واحداً بخصوص أية ، لا يكفي أن يعلن لنا كل جـوانب هذه الحقيقة، فالآيات التي تتحدث عن موضوع متشابه، تفسر وتكمل إحداها الأخرى. كما قال المسيح للشيطان « مكتوب أيضاً » (مت4: 7).
3
لا تعارض في آيات الكتاب المقدس. هكذا يتوافق الكتاب المقدس كله مع بعضه، يمكننا أن نقول إن الآيات العسرة التي يصعب فهمها، يمكننا أن تفسرها في ضوء الآيات السهلة التي فهمناها.
4 –
النص والقرينة
فالفصل الذي أُخذت منه الآية يلقى الضوء على الآية، بينما النصوص المبتورة لا توصلنا إلى الحق الكامل .لكي تفهم الكتاب يجب أن تلاحظ القرينة للكلمة أو الآية؛ ما قبلها وما بعدها، وكذلك الجو العام للإصحاح، لأن آيات الكتاب المقدس، لا تُفهَم من تفسيرها الخاص بها بل يجب أن تكون متمشية مع الكتاب المقدس كله (2بط 1: 20 (
5
المعنى الحرفي والمعنى المجازي

غالبا ما يكون المعنى الحرفي المباشر والبسيط مستقيما مع باقي تعاليم الكتاب المقدس. فلا داعي للبحث عن معنى آخر، أما إذا لم يكن له معنى مقبول، فإننا نأخذ المعنى المجازي لا الحرفي. مثلً قول يوحنا المعمدان عن الرب « هوذا حمل الله » (يو1: 29)،

وكان الرب يقصد معنى مجازياً عندما حذر تلاميذه من خمير الصدوقيين والفريسيين ، فإن الرب حذر الإسرائيلي من أن يأكل خروف الفصح إلا بعد أن يطهر الخمير من مساكنه خر12: 15 .

ويحاول البعض تفسير نصوص كثيرة رمزيا ومجازيا بدون وجه حق وهم بهذا يمسخون الحق وينشرون الضلال. لجأ الكتبة والفريسيون إلي المغالاة في هذا الأسلوب للمغالطة وإخفاء الشر داخلهم وبقصد الكبرياء كل أعمالهم يعملونها لكي ينظرهم الناسمت 23 : 6
6
الإشارة الأولى
تساعد الإشارة الأولى ( التي تعني أول مرة يذكر المصطلح الكتابي) لأية كلمة في الكتاب المقدس على تحديد المعنى المقصود من هذه الكلمة في باقي الكتاب.

7-الإعلان المتدرج

عندما يكرر الرب فكرة سبق ذكرها، فلابد أنه يريد أن يلقى ضوء جديداً على جانب لم يسبق أن أوضحه قبل ذلك في تكوين 1، 2 فلقد كرر الرب الإشارة إلى عملية خلق الإنسان في تكوين 2 وذكر عدة تفصيلات لم ترد في الاصحاح الأول

السلوك المتطابق

مفتاح المسيحية العملية هو أن يسكب الإنسان نفسه من أجل الأخرين، بهذا يتمتع بمزيد من الفرح طول الحياة وهو يحاول أن يكون بركة للأخرين. إن أعظم فرح أن تكون للإنسان فرصة في أن يقود ضالا إلي المسيح. أن يصير صيادا للناس. يتطوع بعض الافراد في الخدمة في الكنيسة لسد هذه الثغرة وهم ينالون فرصا مباركة في خلاص النفوس. لكن كثيرا ما تضيع منا هذه البركة بسبب المشغولية بأمورنا الخاصة وعدم الانشغال بالبشر نظيرنا. “لن الرب لن يتباطآ عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ.” ” وهو لا يريد أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلي التوبة.” ” وأنه قد جاء ليطلب ويخلص ما قد هلك.”

ومشيئة الله أن يأتي الخاطئ ساجدا طالبا الغفران لينال الحياة الابدية .

كما يريدنا أن نقرر أن نقود الاخرين إلي الصليب

وكلما ازددنا بحثا عن النفوس ، كلما ازددنا نموا. لكن….

الحديث عن الصيد شيء، والذهاب إلي الماء وممارسة الصيد شيء أخر واختبار أعظم.

ينقلنا تخصصنا بربح النفوس إلي ملء الحياة الأفضل.

وعندما لا يتجاوب البعض مع دعوتنا ، فلا يوقفنا هذا عن الصيد بل يقودنا الي طريقة أفضل للصيد في المرات القادمة. نحن نتعلم من خبراتنا في استخدام الاساليب المفيدة في حياة النمو والشهادة لربنا يسوع المسيح. نتعلم أكثر فأكثر.

تدفعنا العقبات ، إلي التصميم لمحاولة عمل ما هو أفضل في المرات التالية.

لا تكل في عمل الخير استمر في السعي واطرق الابواب ادع الناس الي الكنيسة واذهب إلي السجون و ارتقي المواصلات حتي وإن كنت تشعر بانك لست المؤمن الكفؤ

لن تبلغ النضج الذي يريده الرب يسوع إن لم تنخرط في عمل الأب وتخدم الأخرين.

هَكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَصْدُرُ عَنِّي مُثْمِرَةً دَائِماً، وَتُحَقِّقُ مَا أَرْغَبُ فِيهِ وَتُفْلِحُ بِمَا أَعْهَدُ بِهِ إِلَيْهَا” ( أش 55: 11)

المسيح هو الدرس والأستاذ والمدرسة

المسيح هو الدرس والأستاذ والمدرسةهذه كلها مجتمعة ومركزة في شخص المسيح. فالمسيح هو الدرس: “وأما أنتم فلم تتعلموا المسيح هكذا“. في البشائر الأربع، عرفنا المسيح معلماً، لكن بولس عرفنا إياه أنه هو الدرس الذي يبتدئ الإنسان بتعلمه منذ وقت التجديد، ويظل متفقهاً فيه حتى يدخل الأبدية، وهناك أيضا يستمر متلقّناً هذا الدرس البسيط جداً لدرجة يفهمه فيها الأطفال، والعويص جداً لدرجة يعجز فيها العلماء عن سبر غوره. إن أهم درس هو معرفة معنى المسيح“. فالمسيح إذاً هو خلاصة التعاليم اللاهوتية، وهو جوهر كل المبادئ المسيحية، لأن المسيح هو المسيحية. فهو لم ينشر دينا، لكنه عرفنا عن شخصه، فإن تعلمنا العقائد والعلوم اللاهوتية ولم نتعلمه هو، فلا نكون قد تعلمنا شيئاً.

يشير الرسول ضمناً إلى جماعة ممن دعي عليهم اسم المسيح، لكنهم ظلوا على حياتهم الأولى الفاسدة، نظير أولئك الذين أشار إليهم لأن كثيرين ممن كنت أذكرهم لكم مراراً والآن أذكرهم أيضا باكياً وهم أعداء صليب المسيح“(في3: 18). إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ،

Comments are closed.