” ليس التوحيد – الإيمان بأن الله موجود، والإلحاد – هو الاعتقاد بعدم وجود الله ، اعتقاد دين. إنما هو أسلوب أساسي في رؤية الوجود كله أحدهما هو وحدة الوجود بكل معناه الكامل. و في الوجود مغزى كبير خلفه : والأخر هو الوجود و كأنه لا يوجد معني خلفه.”ستيفن شورز
يستقر اللاهوت المسيحي علي حقائق أساسية : الإعلان الخاص ( الكتاب المقدس) و الإعلان العام ( نظام الخليقة) . و يعلن الكتاب المقدس عن طبيعة و شخص الله- صفحة بعد الأخرى ” كل الخليقة في الكون”
يشرح جميس أور أن الوضع اللاهوتي التوحيدي مؤسس ليس فقط علي أي برهان واحد بل أيضا بواسطة ” القنوات الحالية في الوجهات المستقلة المتعددة.”يري المسيحيون براهين وجود الله في كل مكان. الموقف المسيحي هو أن التاريخ ، العقيدة ، الفلسفة، العلم، الرياضيات، المنطق و الاختيار— كل منهم يشير إلي وجود الخالق والفادي.
صفات الله الشخصية
بالإضافة إلي الإيمان بأن الله شخص و له علاقات بالبشر ، يري المسيحيون أن الله ذاتي التصميم في ( دا4: 35) ” وحسبت جميع سكان الأرض كل شئ يفعله كما يشاء في جند السماء و سكان الأرض و لا يوجد من يمنع يده أو يقول له ماذا تفعل.”
و بالإضافة إلي كون الله ذاتي التصميم فهو إله الأخلاق. و يحذرنا سفر الأمثال 15: 3 أن الله يميز بين الخير والشر و أنه يهتم بأخلاقياتنا ( أم 5: 21). طابع الله القدوس لا يقبل المساومة، هو أحد الكمالات العظيمة لشخصية الله و الفهم الصادق لصلاح الله المطلق يقود إلي النتيجة الصائبة بأن كل إنسان يحتاج إلي الفادي .
الصبر والأناة و الأمانة هي ايضا سمات شخصية في الله. وتعتبر رغبة الله في إرجاء دينونة إسرائيل عندما عبدوا العجل الذهبي (خر 32: 11-14 ) وعده الأمين بإنقاذ المؤمن من الدينونة الأبدية (يو 10: 29) أمثلة أساسية علي صبره وأمانته.
ربما تكون أعظم سمة شخصية في الله أنه ثالوث ، يؤمن المسيحيون بإله مثلث الأقانيم – متواجدة معا وخالدة معا في إله واحد و هي متساوية في الغرض والجوهر ومختلفة في العمل.
إله المسيحيين هو إله السلطان المعلن في كلماته في الخلق والرعاية و يعلن عبرانيين 1: 10 ” أنت يارب في البدء أسست السموات و الأرض و هي عمل يديك” يؤكد اللاهوت المسيحي أن الله هو مصدر كل الأشياء و أنه خلق العالم بحسب فكره الخاص وخطته المعينة.
و يعلن الله أيضا سلطانه بأنه يحرك العالم بحسب قصده . وكل مخلوقاته لها مصير محدد – الله عنده خطة لعالمه و لا يمكن لأي شئ أن يفاجئه. ويؤكد الكتاب المقدس هذه النقطة في رومية 9: 25-26 ” سأدعو الذي ليس شعبي شعبي و التي ليست محبوبة محبوبة و يكون في الموضع الذي قلت لهم لستم شعبي أنه هناك يدعون أبناء الله الحي” و يوضح الكتاب المقدس أن الله يعلن سلطانه من خلال خطته المقدسة المطلقة و هي خطة تتعارض عموما مع خطط البشر.
الله الديان
ليست دينونة الله موضوعا محبوبا – حتى المسيحيين وعدد كبير من الناس يمقتونها بشدة. هل يمكن أن يكون “الله المحب” إلها غاضبا” علي أن الإنسان لا يمكن أن يقرأ الكتاب المقدس دون أن يواجه دينونة الله .
قداسة الله تتطلب دينونة الله. و يوافق اللاهوت المسيحي علي أنه يجب أن يكون الله قاضيا لأن طبيعته مقدسة. يعلن الكتاب المقدس قضاء الله الذي حرك طبيعته المقدسة في الأحداث مثل الطوفان العظيم (تك6: 17) وهلاك سدوم وعمورة(تك19) وموت ناداب وابيهو ( لا 10: 1-7) سقوط الكنعانيين( لا 18- 20) و سقوط إسرائيل ( 2مل 17) و يهوذا ( 2اي36)
تنادي المسيحية أن الله عادل ، صادق دائما لأن طبيعته كاملة. ليس الله مستأسد عملاق أو شخصية مفسدة للبهجة و قابع في السماء في سكينة منتظرا الفرصة لكي يتلف البهجة البشرية. و ينادي الكتاب المقدس بأن الله مهتم بحق في الانتصار علي الشرور، الظفر علي كل فساد أخلاقى . باختصار الله ديان البشر لأنهم خطاة. و الكتاب المقدس واضح في إعلانه أن الله لا يسر بدينونة الشرير ( حز33: 11) لكن يجب أن يدان الشرير لأن الله قدوس ( قض 15)
الله الفادي
هنالك أمر يمكن أن يحمي الإنسان من عدالة الله في يوم الدينونة : رحمة الله . الله في مراحمه وهبنا شفيعا لكل شخص – الشفيع البار يمكنه أن يزيل الخطايا التي تدين الإنسان .
الله الفادي في شخص المسيح ينقذ البشر من غضبه الفكرة المركزية في الفداء هي محبة الله . يخبرنا الكتاب المقدس في يوحنا 3: 16“ لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ”
يوحنا 3: 16 نص يوضح محبة الله ، يشير اللاهوتي فلويد باركمان عن الخواص الآتية في محبة الله .
- محبة الله شاملة : الله يحب كل أمة ، قبيلة ، جنس ، طبقة و عنصر بالتساوي و لم يكن هناك تعصب جنسي عندما قدم الله ابنه المسيح ليموت من أجل الكبير والصغير ، الغني والفقير، الحر والعبد، الجميل والقبيح.
- محبة الله منعمة : الله يحب الخطاة حتى وهم يكرهونه و يكونوا غير مستحقين محبته. و توجز لنا رومية 5: 8 طبيعة محبة الله ” لكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا.” كيف يمكن أن يحب الله الخاطئ؟ لأنه متضمن في عقيدة المسيحية– النعمة: تعلن المسيحية عن محبة الله ورحمته العظيمة لدرجة أنه يحب الخاطئ ويكره الخطية.
- محبة الله مضحية : لم يرسل الله ابنه إلي الأرض ليكون مجرد مثلا صالحا أو ليكون معلما فقط، بل ليكون أيضا ذبيحة كفارة كاملة عن الخطية . كان موت المسيح النيابي تضحية تشبه تماما عقيدة العهد القديم عن الفداء. فكر العهد الجديد عن كفارة العهد القديم هو زمني بينما كفارة العهد الجديد هي مرة واحدة وإلي الأبد. عن طريق موت المسيح، صالح الله العالم لنفسه وقدم طريقة بها سكن غضبه ( كو 1: 20) و علي الإنسان الآن أن يتصالح مع الله بالإيمان بالمسيح( 2كو 5: 20).
- محبة الله محسنة: لكل الذين يقبلون المسيح ( يو 1: 12)، لكل الذين ولدوا من فوق ( يو3: 13)، لكل من يؤمن (يو 3: 16) وتنتظرهم احسانات أبدية مؤكدة من الله . يعلن لنا المكتوب أنه عن طريق نعمة الله – لن يأتي المؤمن إلي دينونة ( رو3: 24) و لن يكون عبدا للخطية( رو 6: 11) وأكثر من ذلك، يصير المؤمن خليقة جديدة ( 2كو 5: 17) و يتبرر بالكامل ( 2كو 5: 21)، ويصير مفديا (1بط1 : 18) ،وغفرت خطاياه ( اف1: 7) و ينال الحياة الأبدية (يو3: 16)
اللاهوت المسيحي مركزه المسيح الإله الذي “أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد” و سمح بعلاقة شخصية بينه وبين الإنسان الساقط . و تقلل النظريات الإلحادية من شأن الله الذي أعلن عن نفسه بصورة فعلية عن طريق خليقته، وعن طريق كلمته، و بذبيحة ابنه المتجسد القدوس. هذه القصة الصادقة تجعل عالم غير المؤمنين هو عالم رعب، لأنه تحت دينونة الله حتى يتعرف علي المسيح و يختبر وعده الأمين ” هنذا واقف علي الباب واقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشي معه وهو معي” رؤ3: 20