جاء الميعاد

سيف ذو حدين

  

أَنْتَ تَقُومُ وَتَرْحَمُ صِهْيَوْنَ لأَنَّهُ وَقْتُ الرَّأْفَةِ لأَنَّهُ جَاءَ الْمِيعَادُ. ” (مز 102 : 13)

 1. الظلام الشديد

تزايدت الاضطرابات في البلاد، وأصيبت الاجهزة بالشلل، توقفت وسائل المواصلات . انتشرت الجريمة، امتلك الرعب البشر بسبب حوادث القتل، النهب، السلب ،الخطف، الحرائق والدمار. ملأ الهلع الجميع وصار الناس يغشي عليهم من خوف وانتظار المستقبل الرهيب، وكاد الكثيرون يفقد ون عقولهم. ارتفعت القلوب إلي الله ” أَتَسْخَطُ عَلَيْنَا إِلَى الأَبَدِ؟ أَتُطِيلُ غَضَبَكَ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ؟ أَمَا تُحْيِينَا مِنْ جَدِيدٍ؟” (مز 85 :5)

2. الوعد الأكيد : الآن

توقيت الله للإنقاذ عند اشتداد المحنة، هو الآن—حالا—فورا “وَتَمَّ اجْتِيَازُ الشَّعْبِ لِنَهْرِ الأُرْدُنِّ فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ الْعِبْرِيِّ، وَخَيَّمُوا فِي الْجِلْجَالِ شَرْقِيَّ أَرِيحَا.” يش 4 : 19

وَفِيمَا كَانَ يَشُوعُ قَرِيباً مِنْ أَرِيحَا تَطَلَّعَ أَمَامَهُ وَإِذَا بِهِ يُشَاهِدُ رَجُلاً يَنْتَصِبُ فِي مُوَاجَهَتِهِ، شَاهِراً سَيْفَهُ بِيَدِهِ، فَاتَّجَهَ إِلَيْهِ يَشُوعُ وَسَأَلَهُ: «هَلْ أَنْتَ مِنَّا أَوْ مِنْ أَعْدَائِنَا؟» فَأَجَابَهُ: «لاَ، إِنَّمَا أَنَا رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ، وَقَدْ أَقْبَلْتُ الآنَ». (يش 5: 13) أقبل رئيس جند الرب في الحال للعمل الفوري.

جاء ميعاد تزكية الايمان ، تحقيق الاحلام ، قبول الاحسان الالهي والتمتع بسلام الله الفائق

فَإِنَّ غَضَبَهُ يَدُومُ لِلَحْظَةٍ، أَمَّا رِضَاهُ فَمَدَى الْحَيَاةِ. يَبْقَى الْبُكَاءُ لِلَيْلَةٍ، أَمَّا فِي الصَّبَاحِ فَيَعُمُّ الابْتِهَاجُ.

في المساء يبيت البكاء وفي الصباح ترنم: (مز30: 5) لأنه وَقْتُ الرَّأْفَةِ لأَنَّهُ جَاءَ الْمِيعَادُ

جاء الميعاد. ستنتهي المتاعب، سيشفي المريض ويعود الشريد و ستلقي الشريك الذي يحقق الحلم.

3. الرجاء السعيد:

ارجعوا إِلَى الْحِصْنِ يَا أَسْرَى الرَّجَاءِ، فَأَنَا أُعْلِنُ الْيَوْمَ أَنِّي أُضَاعِفُ لَكُمُ الأَجْرَ لِقَاءَ مَا عَانَيْتُمْ مِنْ وَيْلاَتٍ.”

 (زك 9 : 12) . من السهل الاستسلام و التسليم للهزيمة. لكن الله يريد أن يملانا بالرجاء و يملانا بالتوقع لكي نتطلع إلي الافضل باستمرار.

أسير أي شيء هو في الحقيقة مقيد لهذا الشيء ولا يمكن أن يتحلل من هذا القيد. بعض الناس اسري الخوف والبعض اسري القلق والبعض اسري الشك، يرددون لأنفسهم ” زمن الخير ولًي وفات لن يحدث لنا أمر جيد، كل شيء كما هو، وسيستمر كما هو” هؤلاء هم اسري اليأس. كانت لهم أهداف وكانوا يشتاقون إلي تحقيقها لكنهم اخفقوا من استمرار الوضع بنفس الصورة، فقدوا الحماس. اعتقدوا أن الامر لا يمكن أن يتغير. وهكذا يظل المريض في فراشه ولا يعود الشريد ولن نلقي الشريك الذي يحقق الحلم.

 الإصغاء إلي الافكار السلبية يصيب بالإحباط وتضيع الاحلام. لأننا نستسلم لن ندرك أننا سننتصر.

4. الأيمان الوطيد: “لا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة” (عب10: 35)

سوف يتحقق الحلم وسيتحول الموقف. قد نظن أننا رفعنا صلوات عديدة من اجل المشكلة واصابنا الاحباط واستسلمنا إلي الضعف علينا أن نستمر، واثقين ومؤمنين ونسلك بلياقة، ونعلم أن مواعيد الله لها مجازاة. جاءت احدي الترجمات لهذه الآية ” لا تطرحوا ثقتكم” يوم الصرف ” Pay day” قريب .عندما تحيط بنا التجارب وتبدو الامور غير مشجعة نحتاج أن ندرك ونؤمن واثقين أن يوم الصرف قريب.

5. الدليل الوحيد:

الضغط الشديد من قوات الظلمة علينا دليل علي أن الوقت قريب. عندما تشتد التجربة ويزداد الاحباط .علينا أن ندرك أننا في حاجة إلي التمسك وعدم التسليم . قد تتنوع التجارب ويبدو للشخص أنه كلما زادت فرص الصلاة ، كما ازداد الامر سوءا. قد نفكر أنه من الاسهل أن نطرح هذا الامر ، ليس علينا الاستمرار في الوضع الذي نحن فيه ” ، العمل صعب ولا نستطيع الاستمرار فيه ” لكن لنثق أن كل هذه المشقات هي بمثابة المخاض للمرأة الحامل. بدلا من العبوس والمرارة علينا أن نغير الاتجاه ونحن تضع مولود الاحلام

 اجبر الركود الاقتصادي العالمي . الكثيرين أن يتخلوا عن أحلامهم و ان يغلقوا المصانع وفقد الكثيرون وظائفهم وضاعت المدخرات وتدهورت صحة عدد كبير. وسادت المشاكل في المجتمع وتشرد العديدون. في وسط كل هذا ، نحن نعلم أن الوقت هو وقت الرأفة “وأن كل الاشياء تعمل للخير للذين يحبون الله ” ( رو 8 : 28) وليس وقت اليأس . نتمسك بالإيمان. لسنا اسري الخوف والقلق والرثاء للذات والسلبية. لنحطم هذه القيود نحن أسري الرجاء، أسري نعمة الله العظيمة

6. العصر الجديد:

هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَعَدَّهُ الرَّبُّ، فِيهِ نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ ” مز 118: 24

 اليوم يومنا لتحقيق الهدف وانجاز الاحلام واسترجاع الصحة ونحن في الطريق إلي الحياة الافضل وللعلاقة الخصيبة والجسد السليم. المكافاة في الانتظار، فلا نسمح للشك أن يدمر الرجاء وحتي لو هزأ الناس بنا ،لنقل للمتشككين ، نحن أسري الرجاء. رجاء التقدم والبركة، النعمة والشركة. الرجاء الذي يغذي أرواحنا ويرفع معنوياتنا ، قد يكون التقرير الطبي رديئا وعلينا أن ندرك أن الله ، هو إله التعويض والاحسان. يقول لنا احدهم لن يعود ابنكم إلي الطريق. يمكننا أن تجيب “لدينا تقرير يقول أَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ ” (يش24: 15 ) !

7. الألم الفريد:

الامر يشبه حالة المرأة في يوم الولادة ، كانت فترة الحمل بها متاعب غير قليلة وازدادت الالام في الفترة الاخيرة . تورمت القدمان و ازداد ت آلام الظهر والغثيان وقد اشتدت الاوجاع و ازدادت التحديات ،ثم جاء يوم ذا قيمة عظمي أنه يوم الولادة ، بعد قترة وجيزة ستنسي كل الالام وهي تحتضن الطفل المتنظر ” الْمَرْأَةُ تَحْزَنُ إِذَا حَانَتْ سَاعَتُهَا لِتَلِدَ. وَلكِنَّهَا حَالَمَا تَلِدُ طِفْلَهَا، لاَ تَعُودُ تَتَذَكَّرُ عَنَاءَهَا، لِفَرَحِهَا بِأَنَّ إِنْسَاناً قَدْ وُلِدَ فِي الْعَالَمِ. “

 يو 16 : 21

  نفس المبدأ في تعاملنا في حياتنا اليومية أعظم مشقة تأتي قبل انبثاق الفجر، قبل أن تصل إلي مستوي رفيع من نعمة الله، لا نندهش من شدة المتاعب، يوم الولادة وشيك. اليوم الذي يتحقق فيه الحلم ، يوم الرأفة ، كانت تسبقه كل هذه الالام. لكنها لحظات وينبثق النور إن أشد لحظات الظلام هي اللحظات التي تسبق بزوغ الفجر. علينا أن تذكر أن خالق الكون هو الذي يقود الخطوات واننا منقوشون علي كفيه، إنها لحظات ويتحول الامر بالكامل . الله يضع فينا حياة جديدة وروحا جديدا حتي يرسو بقارب الحياة إلي بر الامان.

……………………………………………………………………..

النصر المجيد : أنت اقرب مما تظن

استيقظ السيد” جو” مبكرا حيث أنه مزمع أن يتسلق الجبل في هذا اليوم. المسافة إلي قمة الجبل ثلاثة أميال. أسفل الجبل لافتة تقول” الوصول إلي القمة يستغرق ثلاثة ساعات ” القمة علي ارتفاع 11ألف قدم

 بدأ الصعود مصمما علي بذل الجهد ولم يكن الامر شاقا جدا في البداية. وكان الجبل شديد الانحدار فبدأ يتنفس بصعوبة. ساوره الشك في امكانية الوصول إلي القمة. بعد 15 دقيقة شعر كما لو كان يحمل حملا ثقيلا.

 توقف مرات عديدة ليلتقط انفاسه. وبعد مرور 45 دقيقة من الصعود بدأ الممر شديد الانحدار. واضطرب التنفس وكان عليه أن يتوقف لالتقاط الهواء. تصبب منه عرق غزيز. بدأ يشعر باستحالة الصعود في الساعات الباقية. لم يكن هناك أحد علي طريق الصعود. لكن فجأة شاهد شخصا هابطا الممر من أعلي و كان ممسكا بعكاز كان الرجل هادئا و إذا اقترب منه تفوه بهذه الكلمات التي حولت الموقف تماما ” انت اقرب مما تظن!”

عند سماعه هذه العبارة ، بدت الحيوية والنشاط في كل اعضاء الجسد وقويت ساقاه ومن هذه النقطة فصاعد ترددت العبارة في أذنيه وقال لنفسه” سأنجز المهمة ، فانا أقرب مما أظن” ”

رغم صعوبة المهمة ورغم جسده المنهك استمر يردد” أنا قريب جدا من القمة وانا أستطيع” بعد عشر دقائق تجاوز كل الصعاب ووصل إلي الهدف المنشود. جلس فوق القمة، يستمتع بالهواء النقي والمنظر الرائع

 

Comments are closed.