شَمْشُونُ نَذِيرُ اللهِ

نجدة الخائفين

شَمْشُونُ نَذِيرُ اللهِ

قَالَ شَمْشُونُ: «أَخْرُجُ حَسَبَ كُلِّ مَرَّةٍ وَأَنْتَفِضُ». وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ فَارَقَهُ.  فَأَخَذَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَقَلَعُوا عَيْنَيْهِ، وَنَزَلُوا بِهِ إِلَى غَزَّةَ وَأَوْثَقُوهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ. وَكَانَ يَطْحَنُ فِي بَيْتِ السِّجْنِ. قض16

 

يوجه الكتاب المقدس تعاليم كثيرة عن الخوف وفعاليته في جسم الانسان. يعتبر الكتاب المقدس الخوف المرضي اشد أنواع الأمور التي تهدد حياة الانسان المسيحية. من اهداف عدو الخير ايثاره الهلع والرعب (الفوبيا) تقويض حياة الإنسان. هو يحارب المؤمن بأساليب مطروقه كثيرة، أشدها ان يمتلئ الإنسان بالمخاوف ويعيش في رعب ومذلة شديدة طوال حياته.

نري في شخصية شمشون كرجل جبار لا يخاف أو يهاب أي انسان.   ذبح أسد بيديه وقتل أَلْفَ رَجُل باستخدام لَحْيَ حِمَارٍ طَرِيًّا. تعرض شمشون للخيانة من قبل دليلة، التي أرسلها أَقْطَابُ الفلسطينين لإغرائه.  فَقَالَتْ دَلِيلَةُ لِشَمْشُونَ: «أَخْبِرْنِي بِمَاذَا قُوَّتُكَ الْعَظِيمَةُ؟ وَبِمَاذَا تُوثَقُ لإِذْلاَلِكَ؟»  كان غرض دَلِيلَةُ الأول هو مذلة شمشون والقضاء عليه. بعد أن ُضَايِقُتهُ بِكَلاَمِهَا كُلَّ يَوْمٍ وَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ، ضَاقَتْ نَفْسُهُ إِلَى الْمَوْتِ، فَكَشَفَ لَهَا كُلَّ قَلْبِهِ، وَقَالَ لَهَا: «لَمْ يَعْلُ مُوسَى رَأْسِي لأَنِّي نَذِيرُ اللهِ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، فَإِنْ حُلِقْتُ تُفَارِقُنِي قُوَّتِي وَأَضْعُفُ وَأَصِيرُ كَأَحَدِ النَّاسِ».  …… وَأَنَامَتْهُ عَلَى رُكْبَتَيْهَا وَدَعَتْ رَجُلاً وَحَلَقَتْ سَبْعَ خُصَلِ رَأْسِهِ، وَابْتَدَأَتْ بِإِذْلاَلِهِ، وَفَارَقَتْهُ قُوَّتُهُ.  وَقَالَتِ: «الْفِلِسْطِينِيُّونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ». فَانْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «أَخْرُجُ حَسَبَ كُلِّ مَرَّةٍ وَأَنْتَفِضُ». وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ فَارَقَهُ.  فَأَخَذَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَقَلَعُوا عَيْنَيْهِ، وَنَزَلُوا بِهِ إِلَى غَزَّةَ وَأَوْثَقُوهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ. وَكَانَ يَطْحَنُ فِي بَيْتِ السِّجْنِ. قض16

الخوف الضار

 تحدث بولس عن هذا النوع من الخوف إلى تيموثاوس “لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ. ” (2 تي 1: 7) كان تيموثاوس يكافح مع مخاوف كثيرة تعيق خدمته. كان يحارب المخاوف من أنه إذا لم يتغلب عليها، فمن المحتمل أن تقوض خدمته للرب. المخاوف المؤذية هي نتيجة سقوط الإنسان، المدونة في تكوين 3، عندما عصى آدم وحواء الرب واستبدل وعيهما بالله بوعي ذاتي جعلهما ينظران إلى أنفسهما على أنهما عريانين وضعيفان. الرسول بولس يقول أن خوف الرب أكبر من الخوف من الفشل، وعدم الكفاءة، الله قادرًا على تشكيل الشخص لتحقيق ما كان من المستحيل ان يحققه بمفرده.

 

 

Comments are closed.