علم النفس في الإنسانية الكونية

لسان المتعلمين

كل إنسان في أي مكان، ينضبط مع الذات العليا، يصير جزءا من التغيير . تصير حياته عندئذ أوركسترا من محاولات أخري” كين كاري

    يرتبط الاعتقاد أن الإنسان يمكن أن يسرع العملية التطورية بتحقيق إدراك اسمىارتباطا وثيقا مع علم نفس الحركة الكونية . ويعتبر تحقيق إدراك أسمى هو الهدف الرئيسى لأي عضو في حركة العصر الجديد و يقدم علم النفس وحده الوسيلة في فتح أسرار هذا العقل الأسمى.

   يشير اتباع الحركة الكونية أحيانا إلي أسلوبهم في علم النفس بتأكيدهم للإدراك الأعلى

 ” بالقوة الرابعة” في علم النفس . يشرح جون هوايت هذا بالقول ” تغطي القوة السيكولوجية الرابعة سلسلة كبيرة من عمل الإنسان . كل منها ، تهدف إلي تطور الإنسان الكامل وليس مجرد العودة من حالة مرضية إلي حالة مادية كأفراد وأنواع” 

  يمثل التطور الصحيح الحقيقي الوحيد أعظم تقدم ، بحسب حركة العهد الجديد . تكتب مارلين فيرجسون ” لا يمكن وضع الكيان الصحيح تحت شعار معين أو يسكب ضمن الأوردة . لكن يأتي من منشء العقل في الجسم. يعكس الانسجام السيكولوجي مع الخلية الجسدية السوماتية”  يؤثر وعي الشخص علي كل من الجسد و النفس، والوعي الأسمى وحده يضمن الكيان الصحيح عقليا و جسديا، هكذا يلعب علم النفس دورا كبيرا في وجهة النظر الكونية ، ليس فقط أنه يستطيع أن يسرع بتطور الجنس البشري إلي إدراك لاهوتي شامل، لكن أيضا لأنه يعمل علي صحة تامة لكل فرد.

العقل والمادة

   رسالة علماء النفس في الحركة الإنسانية الكونية للناس هي أن المعاناة من المشكلات الصحية هي ببساطة ! ناتجة عن العقل. فالعقل هو المسئول عن صحة الناس الذين يعانون من آلام وأمراض . تصيب الأمراض هؤلاء الناس لأنهم لم يصلوا إلي الإدراك الأسمى . تقول شاكتي جاويان ” كل مرة لا تثق فيها بنفسك ولا تتبع الحق في داخلك ، فإنك تقلل من حيويتك و سوف يعكس جسدك هذا ، فقدان الحيوية الجسدية هو تحذير للألم والمرض البدني”  

  يخلق نفس هذا الإخفاق بالاتصال بالله” داخلك” اتجاهات إجرامية . يشرح هذا فان أدلر في العصر الجديد بالقول ” يعرف المجرم أو العاطل كفرد مريض يقدم معونة حكيمة. بدلا من أن يكون محجوزا مع رفقاء تعساء في السجون حيث المستقبل المظلم ، وسيكون الطلب علي الإجرام كبيرا”  يمكن أن يوضع المجرمون في تلامس مع إدراكهم الأعلى ، هكذا يصيرون قادرين علي الحياة الصحيحة روحيا، بدنيا أو أخلاقيا.  

  بالحصول علي الإدراك الأعلى ، نضمن لأنفسنا أن نكون أصحاء بدنيا . يقول فيرجسون ” لا يأتي المرض أو الصحة عرضا في حياتنا ، هما عمليتان نشيطتان نابعتان من الانسجام الداخلي أو عدم الانسجام الداخلي، الذي يؤثر أساسا في حالة إدراكنا ، قدرتنا أو عدم قدرتنا أن نتبع الاختبار”  

علاوة علي ذلك ، فإن المستنيرين الذين يحصلون علي الوعي الأسمى ، لهم القدرة علي حل مشكلاتهم الخاصة وما أكثرها. وجدت شيرلي ماكلين أنه ” بطريقة ما حصلت علي الحلول لكل شئ تسبب عنه القلق و الارتباك في العالم” . وإذا كان هذا حقيقيا ، فإن أهم شىء طبعا هو أن أي فرد يمكنه أن يحصل علي الإدراك الاسمى، ويعتمد خلاص العالم ، في الحقيقة علي ذلك.

أساليب الحصول علي الإدراك الأعلى

   ما هي الأساليب التي تتضمنها ” القوة السيكولوجية الرابعة” لكي تمنح حالة الإدراك عند الأشخاص الراغبين ؟ غالبا ما يعتمد الأمر علي التأمل ( الذي يساند الشفافية…. ) قرر أحد محرري مجلة ” لايف تايمز” مؤكدا ” رسالتي لكل واحد الآن هي أن يتعلم كيف يتأمل . عن طريق التأمل ينال باقي البركات” 

  يتدفق الوعي الأسمى بحسب الحركة الإنسانية الكونية طبيعيا من خلال التأمل كإحدى البركات الكثيرة . يمكن أن تعلن بعض البركات الأخرى عن نفسها أيضا . فمثلا يخلق التأمل عند الفرد القدرة علي الاتصال بالأرواح بحسب إعلان كاثلين فاندكيفت ” غالبا ، وبدون استثناء، أن الذين يجيدون الاتصال ، هم الذين يقومون بالتأمل المنتظم، وعملية الاتصال نفسها هي امتداد لحالة التأمل … أفضل طريقة ، إذا، في الاتصال هي التأمل” 

  يشير ” تشالنج ” إلي اعتقاد الحركة الكونية أن الأرواح أحيانا تتكلم من خلال أو إلي شخص موهوب في التأمل . تصف كلمة “لنا” الوسيط الحليف مع جون راندولف برايس أن البشر نظير ” ملائكة نور سواء علي الأرض أو عالم آخر . يبحثون ، يختارون يرشدون البشر رجالا ونساء الذين يعملون كوسطاء مناسبين لنا  لا يري كل عضو في الحركة مغزى كبيرا للوساطة ، لكن كل عضو يعتقد بالتأمل كأداة نفسية هامة للوصول إلي الإدراك الاسمى . الوساطة والممارسات الأخرى ( متضمنة التنجيم ، السير فوق النار ، اليوجا، القراءات العطرية) غالبا ما يطلبها عالم النفس في حركة العصر الجديد بشدة كوسيلة لإخصاب الوعي الأعلى الذي يحصل عليه الفرد خلال التأمل.

   بصرف النظر عن المجموعة السيكولوجية الخاصة التي يصفها أفراد عديدون من الحركة الإنسانية الكونية ، فإن علم نفس العصر الجديد مؤسس علي قاعدة بسيطة تتجاذب . هذا هو الاختلاف الأساسي بين العصر الجديد والفكر المسيحي. يركز التأمل في العصر الجديد علي الله في الداخل ، بينما تركز المسيحية علي الله الموجود في الخارج خالقنا، صانعنا، و مخلصنا- وإعلان الحق الموضوعي الأبدي في الكتاب المقدس . هذا التمييز موضح بصورة قوية في كتاب أطفال العصر الجديد ” ما هو الله؟” كتاب يقدم فكر الحركة الإنسانية الكونية مسطر في مصطلحات تقليدية كبيرة :  

” إذا كنت في الحقيقة تريد أن تصلي إلي الله ، يمكنك أن تغلق عينيك ، وتتأمل في هذا الشعور نحو الله ، الذي يجعلك جزء من كل شئ ومن كل شخص، إذا استطعتم أن تشعروا بالله ، عندئذ يمكنكم أن تصيروا أصدقاء معا ويمكننا أن نفهم ما هو الله؟ إذا أردت أن تشعر بالله ، يمكنك أن تغلق عينيك الآن و تستمع إلي زفرات التنفس من شهيق وزفير بطئ وتتأمل كيف أنك مرتبط مع كل شئ حتي إن كنت لا تلمس شيئا .”

   يقدم علم نفس الحركة لغة وأدوات الحركة في السعي المستمر للوصول إلي إدراك أسمى , قبل تحقيق اليوطوبية ( العصر الجديد) يجب أن يتطور الناس في آلامهم الراهنة ويدخلوا إلي إدراك لاهوتى . فعلم النفس هو الجهد البشري لتوجيه هذا التطور.  يجب أن يختار كل شخص الأدوات السيكولوجية التي تساعده علي تحقيق التأليه . قد يكون للبعض هو السير فوق النار هو الأساس المفيد لهم بينما يحتاج البعض الأخر إلي استحضار الأرواح أو التنويم المغناطيسي . الأهم أنه يجب أن يعتمد كل شخص علي التأمل المنظم .  

  ويمكن قياس قيمة الأدوات بكمية الآلام التي يعالجها. يشتمل الإدراك الأسمى علي ” الالتحام ” حتى أن أي شئ يقود إلي إدراك يقلل بالضرورة الآلام البدنية ، العقلية والروحية. 

  يستمر الإنسانيون الكونيون في تطبيق هذه النظرية باستمرار علي أكثر النصوص خطورة . حتى مرض السرطان الذي يهدد الحياة بحسب ماريان وليمسون هو مجرد علامة أن نفسنا ليست علي ما يرام . ” ويتم الشفاء من تفهم متغير عن علاقتنا بالمرض ، التحول الذي فيه نستجيب للمشكلة بمحبة بدلا من الخوف” 12 إذا وجدنا الآلات الصحيحة يمكننا معالجة السرطان بشفاء العقل.  

  الوسيلة الوحيدة التي توصى بها وليمسون هي التصور أي تخيل حدوث أحداث في المستقبل و الرغبة في تحقيق هذه الأحداث. تقترح وليمسون ” تخيل الفيروس المسبب لمرض الإيدز ، ثم انزع الرداء لتسمح للملاك أن يظهر شكل الخلية السرطانية أو خلية الإيدز في شكلها المرعب المخيف ثم أنظر إلي النور الذهبى ،الملاك أو إلي يسوع وهو يطور هذه الخلية من الظلمة إلي النور “  إذا عمل مريض السرطان بقوة كافية وأختار الأدوات النفسية الصحيحة ، سينقذ نفسه من المرض. يمكننا أن نخلص أنفسنا إذا كنا ألهة بالقدر الكافي.

Comments are closed.