فكر منصف

دليل المسافرين

بعد مدة من التأمل والتدريس، نحن نتأكد أن وجهة النظر المسيحية وجهة روحية، ثقافية، عاطفية وعملية. وهي تسمو فوق كل وجهات النظر الأخرى. قال ك س. لويس “لا بد أن يعترف الجنس البشري بالحق الذي لا خلاف فيه الذي سبق إعلانه” بهذا نحن نؤمن أنه إذا أتيحت الفرصة للأفراد للدراسة والتأمل بكل جدية في حقيقية- الخلق مقابل التطور. مثلا، سوف تختار الغالبية العظمي الاعتقاد المسيحي بالخلق.

في هذا الكتاب نقدم فرصا كاملة من خلال مقارنة العقيدة في وجهات النظر الأربعة السائدة. نقدم هذه الوجهات وتعاملها مع الأنظمة العشرة بدقة كافية. ولا نقدم الوجهات الغير مسيحية كأنها أمور غيبية غير معقولة مع أن هذه الحركات تصف المسيحية بتعبيرات غير مهذبة.   يطلق الإنسانيون مثل ألبرت اليس علي المسيحيين الوصف بأنهم “مرتبكون عاطفيا وعصبيا و أنهم مرضى نفسانيون” وإننا في هذا الكتاب نقاوم مثل هذا التسميات ونعامل الإنسانيين و الماركسيين و تابعي العصر الجديد كأفراد لم يدركوا خطأ وجهات نظرهم.

لا يمكن لأي ماركسي أو تابع الحركة الإنسانية (ا العلمانية أو الكونية) عندما يقرأ هذا الكتاب أن يشعر أننا نسئ إلي وجهة نظره. نحن نقتبس نفس أقوالهم ووجهات نظرهم من كتبهم وأسلوب وصفهم وتعليقاتهم وهكذا. عندما نقول أن الحركة إلحادية فهو نفس

القول الذي يقوله أتباع الحركة أنفسهم. وعندما نقول أن الماركسية/اللينينية تنظر إلي الحياة نظرة جدلية فهذا ما نسمعه من الماركسيين أنفسهم. علاوة علي هذا فإننا لا نأخذ اقتباس خارج القرينة، ونحن نسمح للاقتباس مستخدمين التقليد الدراسي المسيحي فى دراسة وجهات النظر الغير مسيحية والمنافسة لها بأن تعبر عما تريد أن تقوله بكل حرية.

و نحن واثقون أنه رغم تصارع وجهات النظر، أننا سوف نجعل القارئ يتفهم وجهة نظره الخاصة والبدائل الأخرى بأفضل أسلوب حتى يكون قادرا علي تطبيق ما يراه مناسبا والدفاع عن وضعه الخاص بيقين وفطنة. يتشدد الكثيرون بما يؤمنون، وواجب المسيحي أن يعلن إيمانه لجيل سطحي روحيا وثقافيا. حث الرسول بطرس المؤمنين بالمسيح يسوع أن يكونوا ” مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم” (1بط3: 15)

يعتبر الكتاب المقدس هو الأساس الأول لوجهة النظر المسيحية. فالمسيحية توضح الحق أكثر من أي وجهة نظر عالمية أخري، لأنها تستند علي الوحي المقدس. فإذا كان الكتاب المقدس هو الإعلان الحقيقي من الله للبشر كما نعتقد، تكون وجهة النظر المسيحية الكاملة والدقيقة عن العالم متأصلة في الكتاب المقدس.

وبدعم حقيقة الوحي الإلهي للكتاب المقدس، ليس فقط التناسق المعجزي في الكتاب بل أيضا السلطان الفائق لشخص المسيح. يعترف المؤرخ الملحد و. ي. ه. ليكي أن شخصية يسوع “لم تكن فقط أعلي نموذج للفضيلة بل أقوى باعث علي ممارستها بمثل هذا التأثير العميق لدرجة انه يمكن القول بكل صدق أن سجل السنوات الثلاثة القصير من حياته العملية فعل الكثير في تجديد و إعطاء طابع الرقة للجنس البشري، أكثر مما فعلته كل أحاديث الفلاسفة ونداءات رجال الأخلاق”16 هذا ما أعلنه المسيح للمرأة التي كانت تتحدث معه عن المسيا ” أنا الذي أكلمك هو” ( يو 4: 26) أعلن لها أعظم حقيقية في الوجود، و ما قاله المسيح عن الحياة والموت فساد الطبيعية البشرية و أسلوب خلاصها، الجسد والنفس والحق. أقوال المسيح هذه تضع الأفكار الأساسية في وجهة النظر المسيحية. فالمسيح هو حجر الزاوية وهو الطريق و الحق والحياة ( يو14: 6 )

عندما نقدم وجهة النظر المسيحية، فنحن نستند على الكتاب المقدس وقيمته العظمي. يمكن أن يسمى هذا ” تفسير حرفي” لكن هذه هي الطريقة المثلي التي قصدها كتاب العهد القديم والعهد الجديد. هناك صور بلاغة ، رمزية، تصويرية, لكن فوق الكل كتب هؤلاء الكتاب الوحي المقدس بكلمات مباشرة وصريحة.   عندما يقول كاتب سفر التكوين ” في البدء خلق الله السنوات والأرض”. نفهم منه أنه يعلن عن وجود الله ، وجود بداية للخلق، وجود السماء والأرض لأن الله خلقهما.

لا يحتاج الإنسان إلي شهادة الدكتوراة العلمية لكي يفهم رسالة الكتاب المقدس الأساسية. لآن إعلان الله الخاص مقدم لكل شخص وليس هناك حاجة ” لصفوة مثقفة ” في المسيحية. هناك “رئيس كهنة” يتوسط بين الإنسان والله – يسوع المسيح- لهذا يستطيع كل شخص أن” يتقدم بثقة إلي عرش النعمة” ( عب 4: 14-16)

ونستند أيضا في كتابنا هذا على بعض المسيحيين من الرجال والنساء لشرح وجهة النظر المسيحية. و يجب أن تتطابق أقوالهم مع الحق الكتابي ” إن كنا نقبل شهادة الناس فشهادة الله أعظم لأن هذه هي شهادة الله التي قد شهد بها عن ابنه” (ايو5: 9) تعتمد وجهة النظر المسيحية علي أساس صدق الكتاب المقدس.

ربما يظن شخص ما، بعد قراءة هذا الكتاب، عدم صدق الكتاب المقدس وأنه توجد وجهة نظر أخري تكون أكثر تطابق مع الحق. إذا كانت الحقيقة تساند مثل هذا الاستنتاج فعلي الشخص أن يتبع وجهة النظر الحقيقية. لكننا نقر بأن مثل هذا الاستنتاج مستحيل. لقد فحصنا الحقائق والإمكانيات بكل دقة واكتشفنا أن التكامل الفكري يتطلب الولاء للمسيحية الكتابية.

معظم الأمراض والمشكلات الاجتماعية هي من نتاج العقل والنفس والروح. تعجز وجهات نظر الفلسفات المادية، وحدة الوجود أن تشفي مثل هذه الأمراض وبدلا من ذلك تسبب المزيد منها. توجد وجهة نظر واحدة مؤسسة علي يسوع المسيح، هي التي تنمي وتغذي الاتجاهات الصحيحة نحو الأسرة، الكنيسة، الدولة وتعمل بسلطانها في هذه المجالات ونحن لا نجبر أحدا على أتباع هذه النظرة بل ندعو الجميع إلي أن ” يذوقوا وينظروا ما أطيب الرب.” نحن نؤمن بصلاح الله وصلاح طرقه وأن تعاليمه تشكل وجهة نظر مسيحية، كافية، حقيقية، ومتماسكة.

    يفعل الراغبون حسنا أن يقرأوا- جميس أورس “وجهة نظر مسيحية عن الله والعالم “ و كتاب جميس سايرس “ الكون المجاور وعدد من البيانات الرسمية: مثل البيان المسيحي بقلم فرانسس شوفير وبيانات الشيوعيين – كارل ماركس وفردريك انجليز وبيان الحركة الإنسانية (1933) بقلم ود سايرز وبيان الحركة الإنسانية الثاني (1933) وبيان الحركة الثالث (2000) بقلم بول كيرتز

و نحن نتبع قول ك. س لويس مناضلين بالاستثئار علي المسيحية في حد ذاتها مثلما نفعل في النزعة الإنسانية الكونية….. إلخ فمثلا لب العقيدة المسيحية الدائم هو التوحيد كما أن قلب الترعة الإنسانية هو النسبية وجوهر الماركسية هو التطور. هكذا نحن نفحص اللب، أساليب الفهم الأساسية لكل وجهة نظر

كيف يستطيع الشخص الذي يبحث عن الحق وأن يقرر الحق إذا كانت هناك وجهات نظر معينة محجوبة عنه؟ كيف يمكن للناس أن يطوروا وجهة نظر ما لم يقو

مواجهة التحدي
واجه الرسول بولس النزعات الدينية في عصره. يجب علينا أن نواجه النزعات الإنسانية في عصــرنا.
أن نواجه العديد من النزعات الإلحادية، الكونية والماركسية. تدور في العالم أفكار كثيرة حول، الإلحاد،
ما وراء الطبيعية، الغائية (نحو الغاية) الفلسفة الطبيعية، حكومـة العالم الواحدة الجـديد: نحو عالم واحد
الفلسفة المادية، الجدلية، التوالد التلقائي، التطور، الطبقية، النزعات الأخلاقية الجديدة، الحرية غير المنضبطة،
نزعة الملكية الفردية، الاشتراكية الكونية، تجاوزات العقل، تجاوزات النفس، والروح، انتشار الفساد، التسيب.
هذه كلها تدير العالم. والذين يرغبون في النضال مع هذه الأفكار سيحصلون على” قيمة نفيسة للثبات والصمود،
على نظام إيمان أكبر من النظام الفردي وأكبر من الأسرة، سيحصلون على حقائق عظيمة تعطي للحياة معناها
وجهة النظر المسيحية هي الإيمان الوحيد الشامل وهي أكبر من النظام الفردي والعائلي، أكبر من أي مجتمع ما
وجهة النظر المسيحية لا تهدم النظام الفردي والعائلي. تعطي المسيحية للشخص معني لحياته وتتلاءم مع الحق
السؤال الأعظم ليس هو الشيوعية مقابل الفردية، ولا أوربا مقابل أمريكا ولا الشرق مقابل الغرب.
السؤال الأعظم هو: هل يستطيع الإنسان أن يحيا بدون الله؟ هذا يوضح استحالة الحياة بهذه المصطلحات.
هذا يوضح استحالة تخطيط وجهة نظر توحيدية تهمل الرد على كل سؤال إلحادي. الرد على كل احتياج بشري
المسيحية ملائمة جدا وأمينة جدا للحق لدرجة تجعلنا نتساءل في دهشة “لماذا يريد الإنسان أن يحيا بدون الله؟”
أصلي أن يري المسيحي القيمة، الصدق والسمو في وجهة النظر المسيحية لكي ينمو في النعمة ومعرفة ربنا
ومخلصنا يسوع المسيح

 

.

Comments are closed.