فلسفة الإنسانية الكونية

لسان المتعلمين

سر الحياة أبعد من أي فهم بشري …. نحن دائما نفكر مستخدمين المصلحات و عكسها لكن الله الكامل أبعد من أي مصطلحات عكسية – هذا كل الأمر جوزيف كامبل

ترفض الحركة الإنسانية الكونية الفلسفات الطبيعية و المادية لأن مثل هذه التفسيرات تتجاهل قانون الطبيعة الأمر الذي يتخلل الحياة. يقول دافيد سبانجلر” منذ أقدم العصور كنت أدرك بعدا إضافيا في الوجود في العالم حولي- وعندما نضجت عرفت أنه بعد فائق مقدس “2 إذا كانت وجهة نظر سبانجلر صائبة كما تعلن فلسفة وحدة الوجود

لا بد أن يكون كل شئ له طبيعة روحية . وحيث ان الجانب الروحي في الحياة هو الذي يقودنا إلي إدراك أسمي و إلي الحق في الداخل ، علينا أن ننظر إلي الحقيقية كلها من وجهة نظر فائقة الوجود ، هكذا تصل وجهة النظر الإنسانية الكونية إلي فلسفة غير طبيعية (ليس فيها شئ طبيعي و كل شئ هو فوق الطبيعة) هذه الفلسفة تركز علي الطبيعة الروحية في كل شئ ، لأن البعد الروحي في كل شئ هو الحق الكامل.

يؤمن تابع الحركة الإنسانية أن الحق الكامل هو الله – من حبة الرمل إلي المجرة اللبنية – وتعكس فلسفته هذا الاتجاه مركزا علي المبادئ نظير ” فروض الجايا” ( يشار أحيانا إلي الجايا بالطبيعة الأم) ينظر هذا المبدأ إلى كوكب الأرض – في الحقيقة إلي الكون كله -كعضو حي فعلا.

يقول فر يجوف كابرا ” لم يعد الكون يبدو كآلة مصنوعة من العديد من الموضوعات ، بل يجب النظر إليه كشيء مرئي ، كيان متحرك ديناميكي في مجموعه ، كل أجزائه بالضرورة مترابطة ويمكن أن نفهمه بنموذج من عملية كونية ”

نظرة مختصرة علي دافيد ستانجلر

1952 – تعرض لما أطلق عليه ” الاختبار الأسطوري “

1954 – تعلم عن مفهوم العصر الجديد

1965 – ترك الدراسة الجامعية وبدأ العمل مع “جماعة الإرشاد الكوني “

1967 – نشر ” اختبار المسيح والعصر الجديد”

1973 – أسس المؤسسة اللورانية في كاليفورنيا

1984 – نشر ” الأمر الطارئ” ، ” الأمر المقدس يولد ثانية”

كيف نعلم ؟

تؤثر هذه النظرة غير الطبيعية في كل من المجال المعرفي و المجال البوطوبي المثالي في فلسفة الحركة الإنسانية الكونية. وفي مجال نظريتهم في المعرفة. يؤكد أيضا أنصار حركة العصر الجديد أهمية التلامس مع ذات عليا . وعندما يتصل الشخص مع القوة الإلهية في الداخل ، يبادر الشخص إلي المعرفة الدقيقة غير المحدودة . تقول شاكتي جاويان ” إذا كنا نقمع أنفسنا و لا نثق في معرفتنا الإدراكية الداخلية باستمرار ونتطلع بدلا من هذا إلي سلطان (خارجي) للتدعيم و الموافقة من الآخرين فنحن نتخلي عن قوتنا الشخصية “

عندما ننظر إلي الداخل ننظر إلى الحق . لكن ليس هذا الحق هو الحق المفهوم عموما . الحق في العصر الجديد انفعالي وليس وصفيا. يقول جوزيف كامبل في كتابه ” قوة الأسطورة ” الذي يعتبر أقوي كتب العصر الجديد تأثيرا في الوقت الحاضر ” ما معني الكون؟ ما معني البرغوث – الكل موجود و هذا هو نهاية الأمر. كيانك الخاص هو وجودك . نحن مشغولون بتحقيق أغراض من تقييمنا حتى أننا نسينا قيمتنا الداخلية .

النشوة المرتبطة بكوننا أحياء ، هي كل ما تدور حوله” 5 الحق الذي يمكن لتابع الحركة الكونية أن يعرفه – هو إحساس و اختبار. لا تحتوي المعرفة علي معني الحياة ، أو معني المادة ، أو معني أي شئ .

و يخلق كل شخص الحق الذي يخصه بحسب المبدأ ” ما تشعر أنه الحق فهو الحق ” أي أن – كل المعرفة موجودة في القوة الإلهية في داخل كل فرد . أي فرد يرتبط بهذا القوة يمكنه أن يتزود بهذه المعرفة . ويؤمن “جاك أندرهيل” ” أنه عندما يصل العالم كله إلي التلامس مع اللاهوت يمكنهم تغيير الشمس و إعادتها . يمكنهم تجميد المحيطات إلي جليد وتحويل الهواء إلي ذهب ، ويتحدثون كشخص ليس له حركة أو صوت . يمكنهم الطيران بدون أجنحة ، يحبون بلا خوف ، يشفون ليس بأكثر من ابتسامة أو فكرة . يمكنهم أن يجعلوا الأرض تسير إلي الخلف أو تقفز إلي أعلي أو أسفل يشقونها نصفين أو يدورون حولها – أي بمعني لا يوجد شئ مستحيل لا يمكن عمله ” 6 لكن يوجد الكثير الذي لا يمكن شرحه.

ما هي الحقيقة الكاملة؟

بالمثل ، نشأت معتقدات علم الوجود في الإنسانية الكونية من وحدة الكون غير الطبيعي ، الكيان المطلق أو المادة بالنسبة إلي العصر الحديث. هى القوة الإلهية ، إدراك المسيح . الله هو “جوهر الوجود وقوة الحياة في كل شئ” من الناحية الفلسفية تعتبر الحركة الإنسانية الكونية “أحادية” الحقيقة كلها هي شئ واحد. يشير روبرت مولر إلي هذا و هو يقرر ” يا الله ، أنني أعلم أنني أتيت منك ، وأننى جزء منك، و أنني سوف أعود إليك، وأنه لن يكون هناك نهاية إلي إعادة مولدي في المجري الأبدي لخليقتك العظيمة ” علي أن هذا التقرير يستخدم فقط لاعلان وجود الله و أنه هو الجوهر الكامل للإنسان. ويقدم سبانجلر المزيد من وصف الوجود في حركة العصر الجديد يعلن أن ” هذه النظرة هي التعامل مع كل شئ ليس فقط كذواتنا بل وجهة نظر كلية فى استعلان وقائي محترم عن الله ”

من الوجهة الفلسفية ليست هذه النظرة كافية . أي مادة – اذا كانت توجد مادة – هي خلق القوة الإلهية؟ كل فرد له الحق الخاص به. غالبا ما يختلف مفكروا العصر الجديد في تفسيرهم . يعتقد جاري زوكوف أن هذا الإدراك هو الحق الكامل يقول دافيد سبانجلر

“يمكن أن ينقسم الكل نفسه إلي جزئيات منفردة من الوعي . لأنك جزء من الكل فأنت حرفيا كائن دائم – مع هذا توجد لحظة يبرز فيها تكوينك الحالي وإننى أعتبر أن المحيط هو الله … الكائن باستمرار . أذهب وامسك كأسا مليئا بالماء في هذه اللحظة يسير الماء فردا لكنه كائن مستمر أليس كذلك؟ . هذا بالنسبة إلي نفسك كانت هناك لحظة عندما صرت كوبا من الطاقة—من أصل خالد. الأمر هو الله أو الذكاء الإلهي، لكن الله يتخذ أشكالا فردية كقطرات صغيرة جدا ، تجدد قواها في جزئيات صغيرة من الإدراك الفردي ”

وقد يكون لأشخاص آخرين من الحركة الخمسينية الكونية أراء أخري مؤسسة علي اختبارهم الشخصي للحق . يفضل أفراد الحركة الإنسانية الكونية أن يعترفوا بأنهم آلهة دون إصرار علي وجهات عقائدية في شكلها النهائي و تقر مارلين فيرجسون ” لا تحتاج إلي تقديم فرض لهذا الغرض النهائي و لا متى أو لماذا حدث الانفجار العظيم لإرساء الكون المنظور، يوجد الاختبار وحده”

حيث أن الكل واحد في الحركة الكونية، فإنه يمكن أن يوجد نوع واحد من الحق المطلق   لابد أن يكون هذا الحق روحيا ، لأن الله الذي هو كل شئ – روحي أيضا.

و توجد مادة حقيقية واحدة المادة الروحية. المادة ليست إلا إعلانا للروح.

ليس الغرض من المعرفة هو شرح أو وصف الحقيقة ، لكن المعرفة مفيدة فقط كاختبار – بالتلامس مع كل شئ و لاهوته. يمكننا أن “نختبر حقا مختلفا” لأن الحق يستقر داخل كل فرد، معلنا لاهوتيا.

الفلسفة مفيدة في الحركة الإنسانية الكونية ليس كطريقة منظمة لاكتشاف الحق بل كوسيلة بها نتعلم أن نفكر أفكارا تؤدى إلي نوع من الشعور بالوحدة.

تقول ماريام وليامسون – الكاتبة المشهورة في العصر الجديد “إن معظم الناس لا يفكرون بهذا الأسلوب. أن تقول يا رب من فضلك ساعدني معناه يا رب صحح تفكيري، أنقذني من جهنم، معناه أنقذنى من أفكاري الغير معقولة” 12 وليس بالضروري أن تكون أفضلالأفكار منطقية لكنها ” معقولة” تذكرنا أن نشعر كواحد مع الله.

Comments are closed.