“وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة“_(1كو 2: 4)
“لأني اسكب ماء على العطشان وسيولا على اليابسة. اسكب روحي على نسلك وبركتي على ذريتك“( اش 44: 3)
اليقظة العظمي في امريكا
في الاعوام ما بين 1730و1745 اجتاحت المقاطعات الامريكية من “ماين” إلي ” جورجيا” النهضة الروحية التي عرفت “باليقظة الكبرى” في نورثامبتون، ماسوشتس. قاد هذه النهضة روح الله مستخدما وجل الله “يوناثان ادواردز” الذي يعتبر من اشهر المفكرين اللاهوتيين، الوعاظ الناريين ، الادباء، الفلاسفة ، العلماء، المربين ورجال الاعلام في تاريخ امريكا.
كان الواعظ الشهير جورج هوايتفيلد يجوب الولايات الامريكية عام 1740 حاملا نيران النهضة في اكبر اجتماعات انتعاشية.
سيرة يوناثان ادواردز
ولد يوناثان في5 اكتوبر 1703 في مستعمرة كنتاكي . مع انه ولد في نفس العام الذي ولد فيه جون ويسلي فإنهما لم يلتقيا ابدا كان كل منهما معجبا بخدمة الأخر التبشيرية. كان كل منهما صديقا لجورج هوايتفيلد ويؤكد حاجة الانسان إلي الولادة الجديدة والديانة العملية المشبعة للقلب . درس كل منهما ترانيم، اشعار ومعتقدات الأخر عن حياة القداسة والنهضة الروحية.
في سن الثالثة عشر التحق ادواردز بالمدرسة الثانوية وتخرج عام 1720 بدرجة التفوق. صارفي هذه المرحلة مهتما بالأفكار العلمية. قرأ أعمال اسحق نيوتن وشعر أن العقيدة السليمة لا تتعارض مع العلم الصحيح، بل أن كل منهما يدًعم الأخر حيث أن كل منهما يهتم بقضية “الحقيقة“
.بعد مرور عامين اخرين من دارسة اللاهوت في جامعة ييل، بدأ يعظ في إحدى الكنائس المشيخية الصغيرة في مدينة نيويورك لفترة 8 اشهر، ثم عاد إلي جامعة ييل ليعمل كمدرس جامعي ونال درجة الماجستير. رسم خادما 1727 ، راعيا مساعدا لجده ، سليمان ستورد ، راعي كنيسة ماسوشتس التي كانت تضم اعضاء متميزين. في 12 يناير اتخذ قراره ” اسعي بكل الجهد أن اعمل كل ما يمجد الله” بعد رحيل جدة استلم قيادة الكنيسة حتي 1750، كان مؤمنا صارما في تعليمه عن “علم الله السابق وارادة الانسان الحرة. “
في عام 1731 قدم ادواردز في بوسطن، اول عظة جهرية، “الله يتمجد في اتكال الانسان عليه“، بعد ثلاثة اعوام ، قدم سلسلة عظات قوية عن حقيقة النور الروحي . كان من ثمار هذه السلسلة في عامي 1934، 1935 أن حدثت نهضة تجدد فيها الكثيرون وانضم إلي الكنيسة 300 عضو جديد. كان بعض الاعضاء الجدد، يتأثرون بشدة من وصفه الدقيق للعذاب الأبدي ، حتي راودتهم فكرة الانتحار.
في عام 1740 زاره الواعظ البريطاني الشهير، جورج هوايتفيلد. وظهرت أعظم نهضة عرفت “باليقظة العظمي“. التي برزت وتطورت في نيو انجلند. كانت تنتاب المستمعون لهما حالة من الفرح الشديد عندما كان يتوسل ادواردز في وعظه الصريح.
خطاة بين يدي إله غاضب–
استند إلي الآية: “لي النقمة والجزاء. في وقت تزلّ اقدامهم. ان يوم هلاكهم قريب والمهيّآت لهم مسرعة” (تث 32 : 35 )
كان لهذه العظة تأثير فعال و كان الحاضرون يئنون من دقة الوصف ويتساقطون من المقاعد. عرفت هذه العظة كواحدة من اشهر العظات في امريكا. كان في الليلة السابقة للعظة أن اجتمعت بعض السيدات يرفعن صلاة من اجل الافتقاد الالهي.
جاء الافتقاد وقدم ادواردز العظة ، اشتهرت كأقوى عظة.. بعد فترة من التأمل الصامت ، صعد ادواردز متكئا بذارعة الايسر علي حافة المنبر، وبدأ يقرأ ، في هدوء كعادته ، مذكرات العظة عن انحدار الشرير. تعلق المستمعون بمقاعدهم وهم يستمعون شاعرين بانزلاقهم إلي النار الابدية واهتز المكان وفقد الكثيرون القدرة علي التعبير، وهم يشاهدون مصيرهم الابدي وارتعبوا من جهنم وحقيقتها الماثلة أمامهم. مع هذا كانت نبرات ادواردز وهو يلقي العظة هادئة ، كانت كلماته مدًعمة بالروح القدس وكان فكرة الرسالة الرئيسية هي أن الله مستعد أن ينتشلك وانت منزلق إلي هاوية الجحيم . تساقظ الكثيرون علي الارض واختلط صراخهم بصوت الواعظ، تعلق البعض بالأعمدة وهم يشعرون بانزلاقهم إلي الجحيم الابدي . صارت المدينة في تلك الليلة محاصرة بقوة الروح القدس، وكنت تسمع الصلاة في كل البيوت والناس يصرخون إلي الله في طلب النجاة. تجدد اكثر 500 شخص في هذه الليلة . وصف احد الاشخاص هذه العظة ، “قد تنسي مدينة نبوانجلند العظة، لكنها لن تفقد تأثيرها “
حقائق كتابية
وضح ادواردز في عظته الحقائق التالية:
-
الانسان معرًض للخراب دائما وهو يشبه شخص واقف علي حافة منزلقة معرًض للسقوط في أية لحظة.
-
قد يأتيه الخراب غير المتوقع فجأة.
-
سيأتيه الدمار من تلقاء نفسه، دون أن يلقيه أحد لأن وزنه يختل في الطريق المنزلق.
-
سبب عدم انزلاقه في الماضي هو أن الوقت الذي حدده الله لم يحن لا لا يوجد نقص في قوة الله في طرح الاشرار إلي الجحيم في أية لحظة.
-
يستحق الخطاة أن يطرحوا في الجحيم بلا رأفة.
-
قد سبق أن حكم الله علي الخطاة بالدينونة في الجحيم.
-
الخطاة عرضة الآن لغضب الله المعًبر عنه بالعذاب في الجحيم.
-
الشيطان واقف مستعدا ليقبض عليهم كخاصته ويطرحهم في النار الابدية عندما يأمره الله بعمل ذلك.
-
تتحكم في حياة الاشرار نفس قوانين جهنم التي سوف تشتعل وتنفجر في النار .
-
“اما الاشرار فكالبحر المضطرب لأنه لا يستطيع ان يهدأ وتقذف مياهه حمأة وطينا” اش 57 : 20.
-
لا يستطيع الاشرار أن يجدوا لحظة أمان في موتهم الوشيك.
-
كل جهود الاشرار أو ذويهم في محاولتهم حفظ حياتهم لن تعطيهم لحظة من الأمان.
-
جميع جهود الاشرار لن تنقذهم من لحظة واحدة من عذاب الجحيم طالما انهم لم يتوبوا وماتوا في خطاياهم.
-
لا يوجد أمر ما يلزم الله أن يستثني أي خاطئ ثانية واحدة من العذاب طالما انه لم يتب.
-
لا محالة سيذهب الانسان الطبيعي إلي مصيره المحتوم.
ثمار خالدة
-
استمر ادواردز في نهضة كل ليلة. كان الوعاظ الذين يزورون الكنيسة، يشعرون برهبة وهيبة حضور الله.
-
تفجرت النهضة ولم تستطع اي قوة ان تضع لها حدا لمدة 60 — 70 عام ، صار تأثيرها واضحا علي الايمان المسيحي.
-
في عام 1757، اصبح ادواردز عميدا لجامعة نيو جيرسي التي عرفت فيما بعد بجامعة برنستون.
-
وفي 22 مارس 1758 انتقل ادواردز إلي السماء نتيجة عدوي مرض الجدري الذي كان منتشرا في ذلك الحين.
-
دافع ادواردز عن عقيدة الطهوريين( البوريتان )وهو يستخدم نصوصا من افكار الفلاسفة البريطانيين ، جون لوك، اسحق نيوتن، وهنري مور.
-
كان مركز عقيدته هو مجد الله وارداته المطلقة الممزوجة بالحب
-
دافع عن عقيدة القديس اوغسطينوس الخاصة بفساد البشرية والحاجة إلي النعمة الإلهية للحصول علي الفداء.
ما هي اليقظة الروحية
-
اليقظة الروحية هي زيارة الله التي تبعث الحياة من جديد للمؤمنين الذين يغطون في سبات عميق فيستعيدوا احساسا عميقا بحضور الله وقداسته. يرافق هذا الاحساس الحيً بالخطية وفحص القلب بالتوبة والشكر والمحبة فتفيض الكرازة
-
هي غزو سماوي مصحوب بادراك واع لحضور الله القدير
-
هي سيادة الله المطلقة علي شعبه التي تسترجع لهم وتطلق فيهم ملء البركة
-
لا يمكن تنظيم اليقظة، بل علينا أن نفرد شراعنا أمام ريح السماء التي يرسلها الروح القدس علي شعب الله..
-
في اليقظة تعيش الكنيسة بقوة الروح التي لا تنطفئ
-
لا يتقدم ملكوت الله عندما تمتلئ الكنائس من الحاضرين ، لكنه يتقدم بواسطة مؤمنين ممتلئين من الله .
-
اليقظة الاصيلة بدون الفرح في الرب مستحيلة كاستحالة مجيء الربيع بدون زهور أو بزوغ الفجر بدون نور.
-
ليست اليقظة الروحية إلا ثورة تطيح بروح العالمية وتجلب نصرة المحبة الالهية. وهي ايام السماء علي الارض.