مارتن لوثر كينج الاصغر

ضياء الفاهمين -2

مارتن لوثر كينج الاصغر (1929 -1968)

   لدي حلم   I have a Dream

أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ “الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ” (يو3: 3)

نشأته:

ولد مايكل كينج في أتلانتا، جورجيا، في عام 1929، ولكن في عام 1935 غير والده كل من اسميهما إلى مارتن لوثر لتكريم المصلح البروتستانتي الألماني.

بعد إتمام دراسته التمهيدية، وبلوغ سن 15، نجح في امتحان القبول في كلية مورهاوس للطلاب الأفارقة. هناك شعر مارتن لوثر كينج بالدعوة إلى الخدمة. كتب يصف دعوته: “لم تكن دعوتي شيئاً خارقاً أو فوق الطبيعة. بل على العكس كان لدي إحساس داخلي يدعوني لخدمة الإنسانية”.

 حياة الصلاة والتأمل:

من أبرز السمات الروحية للقس الشاب هي الصلاة والتأمل. كان يقضي وقتا كبيرًا كل أسبوع فيهما. إحدى حملاته الحقوقية في مدينة برمنجهام، طلب من كل مشترك التوقيع على تعهد بالالتزام بالبنود التالية:

  1. ” الدراسة والتأمل اليومي في حياة وتعاليم الرب يسوع المسيح”.
  2. “السير والتحدث بطريقة تدعو إلى الحب، فالله محبة”
  3. “تكريس وقت للصلّاة يومياً لكي يستخدمنا الله في تحرير جميع البشر “.

ضرورة الولادة الثانية:

في إحدى عظاته اقتبس النص الكتابي من انجيل يوحنا الإصحاح الثالث في حديث الرب يسوع مع نِيقُودِيمُوسُ عندما أَجَابَ يَسُوعُ نِيقُودِيمُوسُ قائلا أنه يحتاج إلى أن “يولد من جديد”، وأنه يجب أن يموت عن طبيعته القديمة ويولد من جديد. لا يوجد تغيير أكثر أهمية من الموت عن الذات والشرور والغرور بالميلاد الجديد، وهذا هو بالضبط السبب في اختيار مارتن لوثر كينج هذا النص لتوضيح نوع التغيير المطلوب لكل شخص.

أدرك ان الميلاد الثاني ليس قاصرا على الحياة الروحية فقط. بل هو وعد لحياة جديدة في هذا العالم. وعد بأن ملكوت الله سوف يتواجد على الأرض “كما في السماء كذلك على الأرض”. فالرسالة المركزية للإنجيل هي دعوة المسيح إلى المتعبين وكثيري الأحمال إلى الراحة. هي نداء إلى الفقراء والمهمشين إلى اتباع المسيح ورفض العنف والظلم. حث المسيح أتباعه على العمل بنشاط من أجل نظام اجتماعي وأخلاقي جديد يسوده التسامح والغفران، وتحرير للمأسورين، وتصحيح عدم المساواة.

 صلوات مارتن لوثر كينج:

  • “إلهي، ساعدنا كأفراد وكمجتمع لنسمع دعوتك الآن قبل فوات الأوان: “اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ”.
  • “يا الله الأبدي، الذي في قوته المطلقة وقدرته السرمدية، أوجد الكون كله إلى حيز الوجود، نحن نعترف بتواضع أننا لم نحبك بقلوبنا وأرواحنا وعقولنا، ونحن لم نحب جيراننا كما أحبنا المسيح. لقد عشنا في كثير من الأحيان بدوافعنا الأنانية الخاصة بدلاً من حياة الحب المضحي كما كشفه المسيح لنا. نحن غالبا ما نعطي من أجل الحصول على أضعاف. نحن نحب أصدقائنا ونكره أعدائنا. نذهب الميل الأول ولكن لا نجرؤ على السفر إلى الميل الثاني.”
  • “ساعدنا في السعي وراء ما هو سام ونبيل وصالح. ساعدنا في لحظة القرار الصعب. ساعدنا على العمل بنشاط متجدد من أجل عالم بلا حروب، وتوزيع أفضل للثروات، وأخوة تتجاوز العرق، واللون.”

 لدي حلم : I have a Dream       

لا يزال خطابه “لدي حلم” الذي ألقاه أمام حشد من حوالي 250.000 شخص في مارس 1963 بواشنطن، أحد أشهر الخطب في التاريخ. حيث استخدم كينج، نسج من إشارات إلى الآباء المؤسسين لأمريكا والكتاب المقدس، لتصوير نضال الأمريكيين من أصل أفريقي. وختم حديثه عن أحلامه في المساواة. تم الاعتراف على الفور بالخطاب البليغ باعتباره أحد أبرز مظاهر الاحتجاج الناجح، واستمر كأحد اللحظات المميزة لحركة الحقوق الاجتماعية.

تعرضه للتهديدات:

تلقى مارتن لوثر كينج تهديدات متكررة بالقتل بسبب نشاطه الاجتماعي. كان يعلم بأنه عرضة للقتل وخاصة بعد اغتيال الرئيس جون كيندي عام 1963 لكن هذا لم يوقفه عن الكفاح من أجل تحقيق المساواة.

تحدث عن تلك التهديدات “حسنًا، لا أعرف ما الذي سيحدث الآن، لدينا بعض الأيام الصعبة المقبلة، لكن هذا لا يهمني الآن لأنني كنت في قمة الجبل. وأنا مثل أي شخص، أود أن أعيش حياة طويلة. فالعمر الطويل له مكانه. لكنني لست مهتمًا بذلك الآن، أنا فقط أريد أن أنفذ مشيئة الله. فهو سمح لي أن اصعد إلى الجبل وعندما نظرت من هناك، رأيت أرض الميعاد. ومن المحتمل أن لا آتي معكم، ولكني أريدكم أن تعلموا أننا كشعب سوف سنصل إلى أرض الميعاد! ولذلك فأنا غير قلق بشأن أي شيء، كما أنني لا أخشى أي أحد؛ فلقد رأيت بعيني عظمة مجيء الرب.”

الاغتيال:

شارك كينج في احتجاجات مدينة ممفيس، لدعم عمال الصرف الصحي المضربين. وكان العمال قد خرجوا في مسيرة للاحتجاج على عدم المساواة في الأجور وظروف العمل الصعبة. وفي صباح يوم الخميس 4 أبريل 1968، كان كينج يقف في شرفة غرفته في فندق لورين في مدينة ممفيس، عندما أطلقت عليه رصاصة واحدة. أعلن وفاته عن عمر 39 عاما من قبل طاقم الأطباء، قالوا” لقد فعلنا كل شيء ممكن “.

النضال من أجل المساواة:

ناضل كينج من أجل المساواة ورفض العنف بكل أنواعه، وكان بنفسه خير مثال لرفاقه وللكثيرين. راح ضحية قضيته، لكن حملته أثمرت في بدء حقبة جديدة في حياة الأمريكان ذو الأصول الأفريقية.

 

 

 

Comments are closed.