هل (مادة الحياة) مخلوق أم متطور؟
وجود حامض الديوكسي بيويكيوليك (مورث الحياة) يؤيد الخلق في كل الجدل الغائي و يوضح عجز – التطور -في أن يشرح اتجاهات الحياة الحاسمة . يحتوي هذا المورث علي شفرة التكوين الجيني ودوره الحاسم في كل مادة حية ، ومع هذا تعجز نظرية التطور في أن تشرح كيف جاء إلي الحياة وكيف يمكن لهذا المورث أن يثبت نظرية التطور
هذه الخاصية الغائية من المورث حقيقة غامرة . يعتقد تشارلز تاكستون أن هذا المورث هو أكبر دليل عل التصميم العاقل ” هل يوجد أي أساس في الاختبار الحكيم عن أصل الحياة؟ نعم ، إنه يشبه النتائج الأساسية في مورث الحياة مثل الحروف الأبجدية لتكوين الكتاب . يوجد خاصية غائية بين مورث الحياة ولغة الحياة المكتوبة ” نفترض ان هذا المورث هو إنتاج العقل أنه مشابه للغة البشرية، بدون استثناء من نتاج العقول الذكية.
حتى باستبعاد الطبيعة الغائية في مورث الحياة ، فإن وجوده نفسه يقوض نظرية التطور . يشير والتر براون أنه ” يمكن إنتاج مورث الحياة من اتحاد 20 نموذج مختلف من البروتينيات علي الأقل ، لكن هذه البروتينيات لا يمكن إنتاجها بدون إشراف مورث الحياة نفسه. حيث أن كل الأنواع تتطلب النوع الأخر و هذا دليل وتفسير كاف أن أصل واحد منها يمكنه أن يفسر أيضا أصل الأخر ، ومن الواضح أن هذا النظام الإنتاجي الكامل جاء إلي الوجود متزامنا. وهذا يتطابق و يتضمن الخلق”
يمثل مورث الحياة واحدة من أكبر المشكلات التي يقابلها التطوريون في أنه مادة معقدة التركيب جدا، لكن يجب وجودها في كل شكل حي. إنها مادة الحياة. هل يمكن التطوريون أن يشرحوا هذا؟
لن يستطيعوا. وفي الحقيقة لم يوضح أي شخص كيف يمكن أن تنشأ الحياة من كيماويات غير حية إلا ذلك النموذج الوحيد المعقد من مورث الحياة DNA وكذلك عجز التطوريون في توضيح التوالد التلقائي ( تطور الحياة من عدم حياة) هذه نقطة ضعف أخري في نظرية التطور.
التوالد التلقائي
لا يمكن أن يكون المعتقد التطوري الإلحادي أكثر منطقية، حيث تقف أمامه المشكلة البيولوجية العظمي، التي لا يمكن التغلب عليها و هي التوالد التلقائي. لكى تنشأ الحياة بحسب العملية العشوائية ، في نفس النقطة وفي نفس الوقت يجب أن تنبعث الحياة من مادة لا حياة فيها.
يشير كثير من التطوريين إلي كتاب الكسندر أوبارين في دفاعه عن التوالد التلقائي. يصف اوبارين نظرية تفترض أن عملية الفرصة تعمل في حساء سابق للحياة وتنشأ منه الحياة. لسوء الحظ سرعان ما قبلت هذه النظرية بالرفض .
الحقيقية هى أنه كلما تقدم العلم كلما ضعفت احتمالات التوالد التلقائي…. يكتب دين كينون عالم الكيمياء العضوية والتطوري ” عندما نضع في اعتبارنا كل الخطوط المناسبة وكل المشكلات لمواجهتها ، نستخلص أن الحياة مدينة إلي ابتكار مصدر خارج الطبيعة” يؤسس هذه النتيجة علي مقدمات منطقية سابقة وهي
- استحالة التوالد من أصل تلقائي ضخم.
- محاولة مضاعفة التطور العضوي من مواد لا تحتوي علي عناصر عضوية
- عدم وجود طبيعة الضرورية للتطور الكيميائي
- الدليل الجيو كيميائي أن الأوكسجين وجد بكميات كبيرة في الأرض مبكرا للتركيب العضوي إذا كانت الأرض في المهد، في تطورها نفترض وجود الأوكسجين في محيطها ، وأنه إذا لم يكن يوجد أوكسجين لم يكن هناك الأوزون في الطبقات العليا ، بدون هذا الأوزون تتحطم الحياة سريعا بواسطة الأشعة فوق البنفسجية للشمس فلابد أن الأوزون والحياة تزامنا في النشأة عند بدء الخلق.
القانون الثاني في الديناميكا الحرارية
لكي نفهم الصراع بين التطور والقانون الثاني في الديناميكا الحرارية يجب علينا أولا أن نفهم بعضا من تطبيقات القانون الحراري الثاني ” يقر القانون الثاني من الديناميكا الحرارية أنه بالرغم من أن مجموع الطاقة في الكون تظل ثابتة، فإن كمية الطاقة التي يمكن استخدامها في عمل نافع تتناقص باستمرار”
يقود هذا القانون إلي استخدامات هامة فيما يتعلق بتأثير الزمن علي نظام الكون . بينما ينادي التطوري بأن الكون هو عملية تطورية ، فإن القانون الثاني من الكيمياء الحرارية يؤكد لنا ان النظام يميل إلي الانحلال في عدم نظام. يضع ويلدر سميث هذا التناقض بوضوح ” تعلم نظرية التطور أنه عندما تزال كل كشكشة فإن العكس هو المطلوب بواسطة القانون الحراري الثاني من الديناميكا الحرارية”
لا يتعارض القانون الثاني من الديناميكا الحرارية مع التطور فقط ، لكنه يقوي التفسير الخلقي لأصل اٌلإنسان. أولا : يقترح أن الكون له بداية .يقول براون ” لو كان الكون كله نظاما معزولا، فإنه بحسب القانون الثاني للديناميكا الحرارية ، تتناقص الطاقة الكونية المطلوبة للعمل المفيد ، لكن عندما يرجع الشخص في الزمن كان يمكن أن تزيد كمية الطاقة المطلوبة للعمل المفيد .وهي بحسب القانون الأول لديناميكا الحرارية تبقي ثابتة. هذه الحالة مستحيلة. لذلك فهو يتضمن أن الكون له بداية”
ثانيا: يقترح أن الكون بدأ كنظام محكم التنظيم ، يقول ويلدر سميث ” القانون الثاني يصف الموقف الكامل من عالمنا المادي الحالي بدقة و يؤكد الكتاب المقدس هذا الوصف . فمثلا في رو 8: 22-23 نتعلم أن الخليقة كلها معرضة للدمار أو الفساد . كل شئ يميل إلي الهبوط إلي الفناء والخراب كما نري الأشياء اليوم”
لهذا، يعتبر الخلق مترابط مع العلم أكثرمن نظرية التطور . يتضح هذا جيدا عندما ننظر إلي الجينات
المورثات وحدود التغيير
يعتقد التطوريون أنه لا يوجد حد للتكاثر، لأن أشكال الحياة يجب أن تكسر
” حوافز الأشكال ” لكي تخلق أنواعا جديدة . وفي الحقيقية يري التطوريون الفائدة المتبادلة التي تكسر حواجز التغيير، هذا التبادل يمكنه فرضا أن ينتج تركيبات عديدة، حتى العين البشرية ، عندما تعطي الوقت الكافي.
لسوء الحظ بالنسبة للتطوريين، لم يستطع العلم أن يوضح أي تبادل يكسر هذه الحدود للتغيير و يستنتج بيير بول جراس بعد دارسة التبادل في البكتريا والفيروسات ” ما فائدة التبادل غير اامتوقف إذا لم يتغير؟ بالاختصار التبادل في البكتريا والفيروسات هو مجرد تقلبات وراثية فىجدل وضعي وسيط ، تأرجح نحو اليمين و اليسار لكن لا يوجد أي أثر نهائي تطوري ”
لو وجدت مثل هذه الحواجز ، يكون التطور تفسيرا لا معني له. إذا كان يمكن لنوع أن يتطور كثيرا قبل أن يصطدم بحاجز واحد لن يبقي نفس النوع إذ ما حدث التطور الكبير. هذه الفكرة عن المورثات التي تعيق الأشكال أقلقت عدد كبير من التطوريين ، بمن فيهم راسل والاس ، أحد مؤسسي نظرية الانتخاب الطبيعي . تشكك والاس في نظريته فيما بعد بشكل كبير لأنه صار علي دراية بقوانين جورج مندل عن الوراثة ولم يستطع أن يوفق المعالم الواضحة للتغيير مع حاجة التطور إلي تقدم بلا حدود.
تعرف إدوارد ديفي الابن علي هذه التحديدات ومع ذلك بقي تطوريا : ” حدثت بعض الأمور الملحوظة من التكاثر العرضي و الانتخاب داخل حدود الأشكال أو داخل دائرة كبيرة من أنواع متصلة جدا مثل القمح. لكن القمح لا يظل قمحا و لن يصبح ليمونا أو جريب فروت و لا نستطيع أن نطور أجنحة للخنزير أو أن نجعل الفراخ تصنع بيضا أسطوانيا”
كيف يستطيع ديفي أن يظل تطوريا في وجه هذا الدليل؟ كيف يستطيع الشخص أن يؤمن بتغير غير محدود بينما تأتي الإعاقة داخل النوع ذاته؟ منطقيا لا يستطيع الشخص أن يفعل. يؤمن الخلقيون أن الوضع التطوري مناف للعقل ولهذا يرفضونه.
يبدو أن الحالة التطورية منافية وفي الحقيقة يبدو أن التراجع هو الاختيار الوحيد أمام التطوري. ويبدو أن هذه النتيجة لها تبريرها حتى دون الإشارة إلي ما يعتبره الكثيرون أنه التقويض الرئيسي لنظرية التطور وهي الثغرات في السجل الأحفوري و غياب الأشكال الانتقالية. الفحص الدقيق لهذا البرهان لا يترك الشك في إفلاس نظرية التطور
ثغرات الأحافير والأشكال الوسيطة
لقد تركز جدلنا إلي حد بعيد في إذا ما كان التطور ممكنا نظريا. و الآن نتحول إلي السؤال إذا ما كان البرهان التجريبي يقترح حدوثه.
منذ أكثر من مائة عام كتب داروين ” السجل الجيولوجي غير كامل لحد كبير ، و تشرح هذه الحقيقة إلي مدي واسع لماذا لا نجد الأشكال الوسيطة ، خاصة كل أشكال الحياة الموجودة وغير الموجودة بواسطة الخطوات الدقيقة المتدرجة. الشخص الذي يرفض وجهات النظر هذه عن طبيعة السجل الجيولوجي يرفض كل نظريتي تماما” عندما قدم داروين هذا التصريح كان مهتما في تأكيد أن السجل الجيولوجي كما عرفه العلماء حينئذ غير كامل. وبعد قرن من هذا ، من الآمان أن نقول أن السجلات الجيولوجية قد تم فحصها بدقة وبدلا من أن تؤكد نظرية داروين فإنها تدينها .
أحد الأسباب التي يدين بها سجل الحفريات نظرية التطور هو أن كثير من أشكال الحياة المعقدة تظهر في الصخور المبكرة جدا دون أي دليل علي وجود أشتطورت منها ولا تستطيع الخلائق التي ليس لها سلالات أن تساعد في ذلك لكنها تشمل خليقة خاصة.
;يقول براون ” للشجرة المتطورة ليس لها جذع” هذا الانفجار في الحياة المعقدة ، ليس هو الأسلوب الوحيد الذي به يدين سجل الحفريات التطور. نقص وجود حفريات تؤيد المراحل الانتقالية بين الأنواع هو الأكثر حرجا للتطوريين. ومع هذا فإن غياب الحفريات الانتقالية لا يمكن إنكاره.
هذه الحقيقة يشكو منها قادة التطور. يعترف الجيولوجي – ديفيد روب ” سجل التطور مازال غير كاف بصورة شديدة ومن السخرية أنه توجد الآن نماذج قليلة جدا للتطور أقل مما كانت في زمن داروين”
المشكلة لدي التطوريين ،في عدم القدرة علي إيجاد نماذج لحفريات انتقالية ويوضح براون هذه الفكرة ” إذا كان التطور الدارويني قد حدث فإنه يجب أن يثبت سجل الحفريات أن هناك تغييرات مستمرة ومتدرجة من قاعدة الطبقات إلي القمة وبين كل أنواع الحياة. في الحقيقة ، تظهر ثغرات وعدم استمرارية في كل السجل الأحفوري” شجرة متطورة بدون جذع ( لا أشكال حياة سابقة أقدم من الأشكال المعقدة جدا في صخور الكريبي) وبدون أغصان ( في الأشكال الانتقالية) لا يمكن أن نطلق عليها شجرة علي الإطلاق.
و تمتد هذه المشكلة الخاصة في نقص الأشكال الانتقالية في سجل الحفريات أيضا إلي نقص الأشكال الانتقالية الملحوظ في الطبيعة أو التي يمكن أن يدركها العقل البشري. التطوريون عاجزون ليس فقط في أن يشيروا إلي نوع معين من الشكل الانتقالي الذي يكشفه العلم كشكل انتقالي عظيم لكنهم أيضا يعجزون عن تقديم تفسير منطقي لحياة أي أشكال افتراضية انتقالية في الطبيعة ، حيث أن أشكالا عديدة تصير بدون فائدة حتى تتطور تماما .
يتطلب التطور أن يكون التبادل مفيدا حتى يجعله يتكاثر و يصير سائدا في الطبيعة ، وأن الأشكال نصف متطورة لا تقدم ميزة واضحة علي العكس ، يمكن أن تكون عائقا للتطور. و يستمر براون ” إذا ما كان هناك أحد الأطراف يتطور إلي جناح ، يصير الطرف رديئا حتى يتطور إلي جناح جيد” .مرة أخري – متضمن في كل مجري الحديث ، أن نجد الجدل الغائي من أفضل الردود للتطور و أعظم تأييد للخلق. من الواضح أن الله المصمم الأعظم يقدم لنا تفسيرا أفضلا من أجل الدليل التصميمي للحياة أكثر مما تفعل نظرية تحتاج إلي أشكال انتقالية تشبه الانتخاب الطبيعي.
يشهد السجل الأحفوري ، مثلا تؤكد مشاهدة العضويات الحية ، والطبيعة الغائية لأشكال عديدة على استحالة التغيير التدريجي . ومع هذا فإن التغيير المتدرج هو أمر محرج تماما لنظرية التطور التقليدية. اعترف داروين نفسه ” لو أمكن توضيح وجود عضو معقد التركيب ، لا يمكن أن يكون قد تشكل بواسطة تعديلات بسيطة ، عديدة فإن نظريتي سوف تنهار”
هذا هو بالاختصار ما ينادي به اتباع ” نظام الخلق” لعديد من السنوات- نظرية التطور لدوارين مفلسة ويطلب المنطق أن يتخلي علم الأحياء عن نظرية التطور
و يعتنق التفسير المنطقي: الخلق. طبعا أمر الخلق لا يمكن الدفاع عنه مع كل الملحدين ، لهذا حتى لو عرف الملحد عدم عقلانية نظرية التطور لا بد أنه يدعي نظرية أخري مساوية للدفاع فيها لكي يراوغ عن فكرة وجود الله.
اقترح التطوريون حديثا نظرية التطور الطفروي . تسمح هذه النظرية لتابع التطور الطبيعي أن يتهرب من نقص نظرية التطور الحديثة بينما تتجاهل وجود الله.
تدعي هذه النظرية أساسا أن التطور يحدث في لحظات مفاجئة من المفروض أن تكون مسئولة عن غياب الأشكال الانتقالية. يدافع ستيفن جاي جولد النصير والقائد لنظرية التطور ، لأنه يدرك عدم إمكانية الدفاع عن تطور تدريجي وسيط ، لكنه لا يزال غير راغب أن يتخلى عن نظرية التطور. هذا يدفعه لكي يطالب بنظرية بديلة لتواجه هذه الحقائق.
البديل ، لسوء حظ التطوريين ، لا يزال يعتمد علي آليات دارون للانتخاب الطبيعي والبقاء للأصلح ( و أن يكون أيرع وفي وقت معزول في الأنواع) مشكلة الاعتماد علي آليات داروين حتى لو كانت الآليات نفسها قابلة للتطبيق. أعلن دارون نفسه أنها يجب أن تعمل تدريجيا .
أعظم مشكلة ، هي أنه غير مؤسس علي دليل. من المفروض أن يكون هناك التفسير الصحيح لأنه ينقضه الدليل التجريبي. لكن هذا الافتراض غير منطقي. ينقصه الدليل الصحيح للتطور ولا يبرهن علي صحة طريقة أخري مقترحة. يمكن بدلا من هذا التفسير أن نفسر كدليل علي التطور أنه لم يحدث أساسا.
نظرية الأصول التي لا يمكنها أن تدعي آلية مقنعة، بل تكون مبنية علي أساس غياب الدليل، ليس أفضل عن النظرية الأم – الداروينية الحديثة. أبعد من ذلك فإن المضاربة في الطفروي يمكن أن تتجنب مشكلة الأشكال الانتقالية، لكن لا يزال يواجهها مشكلات لا تحصى من التوالد التلقائي ونقص التبادل المفيد الملحوظ وتعارضها مع القانون الثاني للديناميكا الحرارية.
لهذا ، فإن هذا التطور خاطئ في كل قطعة منه مثل نظرية التطور التقليدية ويبرهن الخلق علي أنه التفسير الأفضل لأصل الأنواع ، ويجب أن نضع في الاعتبار ، براهين التصميم الذكي في الكون ، تعقيدات مورث الحياة ، السجل الأحفوري وللأشكال التقليدية وبالأولي” نوع ينتج نوعا ”
تميز الأنواع وليس تطور الأنواع عن طريق الانتخاب الطبيعي أو التطورالطفروي ، قانون البيوجينات و القانون الثاني للديناميكا الحرارية.