29 مارس

كونوا مطمئنين


” فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟” أيوب 1: 9

هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟

لم ينكر الشيطان صلاح أيوب ولا أتهمه بخطية. مما يوضح حياة التدقيق التي اتبعها أيوب، ومدى الضبط في سلوكه، بحيث لا يستطيع الشيطان أن يدعي شيئًا واحدًا ضده؛ ولا ينكر خوف الرب. كلا، إنه يشير فقط إلى وجود سبب لذلك؛ لكن لا يجرؤ على تأكيده، بل يطرحه فقط على سبيل التساؤل، والتلميحً، وهي طريقة بائسة في الافتراء تعلمها منه العديد من أبنائه: يلمح إلى أن مخافة أيوب لله وخدمته لم تكن كذلك بدون مقابل ولم تكن بدافع الحب.  

من مبادئ المشتكي الأنانية وصفاته المرتزقة، لتحقيق أغراضه وأهدافه الدنيوية. لا أحد يخاف الرب ويخدمه عبثًا، فهو يتقاضى أجرًا جيدًا مقابل ذلك؛ والتقوى لها مكسب عظيم، والرب ينعم بكل شيء على خائفيه، بشكل زمني وروحي. بحيث يكونوا في النهاية رابحين عظماء؛ وقد تؤدي هذه الرعاية على تشجيعهم في خدمة الله وعبادته، وان يعترف الإنسان بنعمة الله ومجده. لكن تلميح الشيطان هو أن خوف أيوب كان مجرد خوف ظاهري ومنافق، وليس وديًا وقلبيًا وغير مهتم بغير مصلحته ومن أجل ما يحصل عليه؛ أو أن خوفه لم يكن خوفًا من عظمة الله، أو تقديسًا لجلالته، بل كان خوفًا من العقاب؛ أو ما نسميه خوفًا ذليلًا وليس خوفًا بنويًا. وقال هذا كأنه يعرف أفضل من الله نفسه، باحث القلوب، الذي سبق أن أعطاه مثل هذه الشخصية المحترمة

صلاة أيها الآب السماوي، نشكرك على الدروس الرائعة التي يمكن أن نتعلمها من عبدك أيوب. نشكرك على النعم العديدة التي منحتنا إياها، ونصلي أن نحيا في هذا العالم في رضاك، ونحن نعلم أن كل ما لدينا هو منك، وسواء كنا في يسر أو عسر، سواء نمتلك الكثير أو القليل، سواء كانت حياتنا في فرح أو في حزن ، سواء في رغد أو عوز. أجعلنا نبتهج دائمًا بصلاحك، وأن ندرك أنك إلهنا ومخلصنا، الذي مات  علي الصليب لكي ننال الحياة الأبدية. لمجدك نعطي كل الاكرام آمين.

Comments are closed.