أبدع مخلوق

هتاف الغالبين

“فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.” (تك 1: 27)

الإنسان:

خلق الإنسان من التراب، ثم قام الله بنفخ في انفه نسمة حياة.  فصار نفسا حية “وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً.  (تك 2: 7) هو الكائن البشري الذي له القدرة على التفكير والكلام والاستدلال بالعقل. لذلك فإن الإنسان هو أسمى المخلوقات.

الأنثروبولوجيا:

هو علم دراسة البشر، ويدرس طبيعة وأصل الإنسان. من أين جاء ولماذا؟ إحدى فروعه هي الأنثروبولوجيا المسيحية. تهتم بالطبيعة البشرية وبالعلاقة بين الجسد والنفس والروح، العناصر تشكل الفرد، بناءً ما جاء بالكتاب المقدس. من أوائل المفكرين في هذا العلم هما غريغوريوس و أوغسطينوس.

غريغوريوس

هو أحد مصادر الأنثروبولوجيا المسيحية. استند القديس غريغوريوس في كتابة “خلق الإنسان” إلى الفرق بين المخلوق وغير المخلوق. الإنسان هو مخلوق مادي، لذاك فهو محدود، ولكن روحه الخالدة غير محدودة في قدرتها على السمو لتصبح أقرب إلي الله. يؤمن غريغوريوس أن الروح خُلِقت مع الجسد في آن واحد. واكد غريغوريوس على ان الإنسان كائن استثنائي خُلِق على صورة الله.

أوغسطينوس

كان القديس أوغسطينوس من أوائل الكتّاب المسيحيين الذين امتلكوا رؤية أنثروبولوجيا واضحة، إذ نظر إلى الكائن البشري على أنه وحدة متكاملة من مادتين: الروح والجسد. وكان أقرب بكثير في رؤيته الأنثروبولوجيا هذه إلى رؤية أرسطو. وفي كتابه “الاهتمام بالموتى” قال إن الجسد جوهر الإنسان، بل هو الطبيعة البشرية. وكان الروح والجسد في تناغم تام. لكن بعد السقوط، هما الآن يخوضان صراعا محتدمًا مع بعضهما. يختلفا هذان العنصران قطعًا.  فالجسد هو شيء مادي، في حين أن الروح هي التي تساهم في التفكير والتحكم الجسد. أن تكون إنسانًا يعني أن تكون مزيجًا من الروح والجسد، وأن الروح أسمى من الجسد وأن الجسد والروح متحدا في الإنسان. عرّف أوغسطينوس الإنسان بأنه حيوان عاقل لكنه زائلٍ.

السقوط:

يؤمن المسيحيون أن الإنسان خلق على صورة الله ومثاله “لأَنَّ اللهَ عَلَى صُورَتِهِ عَمِلَ الإِنْسَانَ.” (تكوين 9: 6)؛ (1 كورنثوس 11: 7؛ كولوسي 3: 10؛ يعقوب 3: 9). على الرغم من أن الله خلق الإنسان (تكوين 1، 2) لم يكن الإنسان دائما يطيع الله (تكوين 3). نحن نسمي هذا العصيان بسقوط الإنسان. بسبب سقوط أدم، ودخول الخطيئة إلى العالم وكانت النتيجة الموت ” مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.” (رومية 5: 12).

توارث الخطية:

والدليل على توارث الخطية أن الخطية جاءت إلى حواء من الخارج أي من الحية، وجاءت إلى آدم من حواء التي سبقته في السقوط. لكن قايين من أين جاءته الخطية؟ إنها أتت من داخله، لم يدفعه أحد لها بل هي ساكنة فيه، وهكذا سقط الجميع حتى الأنبياء “الجميع زاغوا وفسدوا معًا ليس من يعمل الصلاح ليس ولا واحد” (رو 3: 12) صحيح إننا لم نرتكب الخطية الأولى ولكننا وُلِدنا بها بالإضافة إلى خطايانا الشخصية، فليس مولود امرأة بلا خطية ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض. إذًا وراثة الخطية أمر واقع.

 

 

 

Comments are closed.