إنكار النفس

سيمفونية العازفين




 ثُمَّ قَالَ لِلْجَمِيعِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَسِيرَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبهُ كُلَّ يَوْمِ وَيَتْبَعْنِي.” لو 9 : 23

 الاعتداد بالذات

  • الله لم يترك أي شخص فارغا إلا الذي ملأته ذاته.

  • أصغر حقيبة في العالم هي شخص مملوء بدانه

  • يري الشخص المعتد بذاته أنه شخص كامل تماما صائب تماما،

  • يتحدث المتكبر عن نفسه باستمرار، ولا برغب الحديث عن الآخرين

  • يجعل من نفسه البطل المغوار في كل شيء حتي في الأمور التي لا تخصه.

  • ويعتقد أنه أعظم البشر كافة. يجب أن يخضع له الجميع لأنه معصوم من الخطأ.

  • هو من صنع نفسه . ومشكلة الذاتيين أنهم  يعبدون أنفسهم.

نبوخذ نصر وجنون العظمة

حكم نبوخذ نصر ثلاثة وأربعون سنة وقد حلم حلماً إن الله سوف يعاقبه بسبب كبرياءه وبالفعل أصيب الملك بجنون العظمة فابتعد عن العرش سبع سنوات وعاش في الغابة ولكنه تاب إلى الله فعاد إلى الحكم .

 قام نبوخذ نصر بغزو أورشليم عام 605 ق.م ( قبل الميلاد )وتبنى النبي دانيال الملك نبوخذ نصر ودعاه للتوحيد بالله ، وتوفي عام 562 ق.م (     . وقد سمح الله أن يغزو نبوخذ نصر بني إسرائيل لتأديبهم لأنهم رفضوا أن يطيعوه  

 صور الاعتداد بالذات

1.  كان أحد المزارعين الطموحين غير سعيد بالمحصول الذي يحصده كل عام. ذات يوم سمع عن بذور قمح عالية الخصوبة. فأشتري كمية منها ، وتضاعف الحصاد في ذلك العام لدرجة أن المزارعين الجيران طلبوا منه أن يبيع لهم جزء  من هذه البذور ذات الجودة العالية. كان المزارع يخشي أن يبيع لهم هذه البذور خوفا من أن يفقد ميزة السبق فرفض طلبهم. لكن في العام الثاني لم يأت الحصاد بوفرة ,و لما جاء العام الثالث  أثرت بذور الجيران  الاقل جودة علي الانتاج بدرجة كبيرة جدا  وحصل علي درجة أدني في محصول القمح أقل منهم  

2.   دخل صديقان إلي مطعم لتناول وجبة الغذاء وطلبا سمكا فيلية . وبعد دقائق جاء النادل يحمل قطعتي سمك في طبق واحد ، إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة. أدار الرحل الذي أمامه قطعة السمك الصغيرة الطبق  وهو يقول لصديقه. ” هل تعلم أن الأرض تدور هكذا؟ليأتي بالكبيرة لنفسه  فرد الصديق.  ” هل أنت عالم جغرافيا؟ فأجاب لافقال له إذن دع الأرض كما كانت وأعاد الطبق إلي وضعه الأول

3.  قالت السيدة حضرت حفلة غذاء صغيرة اليوم, كان عدد المدعوين ثلاثة هم : أنا ، نفسي وذاتي.: أكلت نفسي الطعام وشربت أنا الشراب، وقامت ذاتي بأكل الفطائر وشاركتها أنا

 الضعف البشري:

يمكن أن يتحول الإنسان الذي يعتبر نفسه صريحا وواضحا ، مخلصا ونزيها بسهولة إلي شخص قاسي تنقصه اللباقة

 و يمكن أن يتحول الشخص الذي يعتبر نفسه لبقا إلي شخص خنوع مخادع.

يمكن أن يتحول الشخص الذي لديه قناعة بأنه متزن إلي شخص متسلط

يمكن أن يتحول الشخص الذي يميل إلي اللطف والحكمة إلي شخص متردد لا يستطيع اتخاذ القرار.

قد يتحول الإخلاص إلي تعصب، الحرص إلي إنغلاقية والحرية إلي تسيب.

علاج الاعتداد بالذات

1.   أخرج من حبس ذاتك داخل نفسك، إلى نطاق الآخرين.
«
اخرج من الحبس نفسى» (مز١٤٢: ٧). واي حبس هو أقوى من أن تحبس نفسك داخل هذه الأنا؟! أخرج منها ، واندمج في العالم الخارجي، مع الآخرين تحبهم وتخدمهم وتتعاون معهم..الشخص الذى يحب ذاته، لا تهمه محبة الآخرين.
أخرج من التركيز على الاهتمام بنفسك، إلى الاهتمام بالآخرين.  ستجد في هذا سعادتك وسوف يبادلونك حباً بحب، وتجد في محبتهم ما يشبع نفسك.

2.  انتقل من مجال الأخذ إلى مجال العطاء.
تدرب على أن تعطى الغير، تعطيهم خدمة، وقتاً، تعطيهم حباً وجهداً ومساعدة… وإذا نما الإنسان فى تدريب العطاء، فإنه يعطى حتى نفسه. وهذا أسمى ما يصل إليه في الانطلاق خارج الذات.خطأ (الأنا)هو البخل. والعلاج هو العطاء.
عندئذ يتعود أن يتعب لأجل الآخرين. لا يهتم براحة نفسه، إنما براحة غيره.

لكن الأناني يجعل راحته على تعب الآخرين.  بينما المكرس يجعل حياته كلها لأجل الآخرين.

3.     تواضع الإنسان الذى يعيش في محبة (الأنا)، يهمه أن تكبر ذاته باستمرار، وفى المقارنة يريدها أن تكون أعلى من غيره. وعلاج ذلك أن يضع أمامه الوصية مقدمين بعضكم بعضاً في الكرامة»(رو ١٢: ١٠ .
قال الرب «إن أراد أحد أن يكون أولاً، فليكن آخر الكل وخادما للكل»

(مر٩: ٣٥). وهكذا يمارس فضيلة (المتكأ الأخير)والمقصود بالمتكأ الأخير، أن يكون الأخير من حيث المكانة. لا تعط لنفسك كرامة زائدة وتفرضها على الآخرين.إنما اترك الناس يكرمونك من أجل ما يرونه من تواضعك ووداعتك…

لا ترغم الناس على احترامك. فالاحترام شعور ينبع من داخل القلب. لا يُفرض بالإرغام، إنما بالتقدير الشخصي… قد ترغم إنساناً على طاعتك، ولكن لا تستطيع أن ترغمه على احترامك.وفى معاملاتك مع الناس، كن نسيماً لا عاصفة. وهنا يختفى الاعتداد بالذات.  

4.              أدن الذات
الإنسان المصاب بالانا، يكون باستمرار باراً في عيني نفسه.
إذا أخطأ لا يعتذر، لأنه يظن أنه على حق ولم يخطئ!  حتى مع الله،  لا يعترف بأخطائه، لأن ذاته تقنعه أنه لم يخطئ!
العلاج إذن أن يحاسب الإنسان نفسه بغير تحيز، ويدينها. يدين ذاته فى داخل نفسه. ويدينها أمام الله  ويدينها أمام الغير حينما يلزم ذلك. يدينها في اتضاع. ولا يجلب اللوم على غيره،   ولا يبرر ذاته من جهة أسباب الخطأ وظروفه. فكل دواعي التبرير سببها الذات وتمسكها ببرها الذاتي…
إن الإنسان الذى لا يعكف على تمجيد ذاته وتكبيرها، بل يهدف باستمرار إلى تنقية ذاته مما يشوبها من أخطاء ونقائص.. تراه يلوم نفسه ويدينها، لأنه بهذا يمكنه تقويمها وتصحيح مسارها.
هذا هو الأسلوب الروحي الذى يسعى به الإنسان إلى تقويم ذاته: يأتي بالملامة على نفسه، وليس على غيره، وليس على الظروف المحيطة. وليس على الله!! ظاناً أن الله لم يقدم له المعونة اللازمة!
أما الذى لا يدين ذاته، بسبب اعتزازه بهذه الذات، فإنه يستمر فى خطاياه، ولا يتغير إلى أفضل. ويكون تحت الدينونة.  كذلك فإن إدانتنا لأنفسنا، تساعدنا على المصالحة بيننا وبين الناس، يكفى أن يعتذر الشخص ويقول  «أنا قد أخطأت في هذا الأمر»، لكى  يضع بهذا حداً لغضب المُساء إليه، ويتم الصلح معه. أما إذا استمر المخطئ فى تبرير موقفه، فإن الخصم يشتد بالأكثر في إدانته.

5.     عش في نور الحق

قَبْلَ الْكَسْرِ الْكِبْرِيَاءُ، وَقَبْلَ السُّقُوطِ تَشَامُخُ الرُّوحِ أم ١٦: ١٨.
وَيْلٌ لِلْحُكَمَاءِ فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِهِمْ، وَالْفُهَمَاءِ عِنْدَ ذَوَاتِهِمْ. أش ٥: ٢١
أَرَأَيْتَ رَجُلاً حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ؟ الرَّجَاءُ بِالْجَاهِلِ أَكْثَرُ مِنَ الرَّجَاءِ بِهِ أم ٢٦: ١٢.
فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمُ الَّذِينَ تُبَرِّرُونَ أَنْفُسَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ! وَلكِنَّ اللهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُمْ. إِنَّ الْمُسْتَعْلِيَ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ رِجْسٌ قُدَّامَ اللهِ. لو١٦: ١٥

 لِيَمْدَحْكَ الْغَرِيبُ لاَ فَمُكَ، الأَجْنَبِيُّ لاَ شَفَتَاكَ.أم ٢٧: ٢
كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْدًا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟ يو ٥: ٤٤
فَجَلَسَ وَنَادَى الاثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِذَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ أَوَّلاً فَيَكُونُ آخِرَ الْكُلِّ وَخَادِمًا لِلْكُلِّ مر٩: ٣٥».
…………………………………………………………………………..

رسول من عند الله

رأي بعض  الشباب  رجلا يدًعي أنه رسول من  عند الله واقفا يدعو الناس إلي الإيمان به  ورأوا علي مقربة منه شخصا اّخرا جالسا في اتزان وهدوء.. فسألوه لماذا لا تستمع إلي خطاب (رسول الله)؟ فقال لهم: لا تصدقوا أنه رسول الله. فأنا لم أرسله

Comments are closed.