توقف عن الشكوي

صلاة العابدين




وَلاَ تَتَذَمَّرُوا، كَمَا تَذَمَّرَ بَعْضُهُمْ، فَهَلَكُوا عَلَى يَدِ الْمَلاَكِ الْمُهْلِكِ.“1كو 10: 10

طريق واحد

هل تريد أن تفاجئك السعادة؟ هل تريد أن تشعر بملء النعمة؟

يوجد طريق واحد وهو التوقف عن الشكوى.

سيدهشك كم ستصبح قريبا من الله عندما تتحول من الشكوى إلي الشكر،

وعندما تتحول من التذمر إلي الرضا.

منبع الشكوى

تنبع الشكوى من الإحداد والضيق. وهي تعبًر عن الكراهية الدفينة

إنه أمر أن يقدم الشخص شرحا للظلم الواقع عليه وأمر أخران يقدم الشكوى منه. عندما نشتكي بأن نصيبنا في الحياة ليس كافيا ونعلن أننا نعامل معاملة سيئة،

فنحن نشعل داخلنا نيران القلق ، التذمر والضيق. لنراجع مواقفنا.

التزام الصمت

من الأفضل أن نلتزم الصمت .عندما يضايقنا البعض ونشعر بالإهانة فلا نستعيد ذكري الضيق والإهانة بل نطوي هذه الصفحة . ربما لا نقوي علي الصمت . قد تحتاج اللدغة إلي بعض الوقت ، لكن الحقيقة أن اللدغة ستشفي إذا كنا نصمت أسرع عما يحدث إذا كنا نقلًب فيها.

كان الرب يسوع صامتا في طريق الجلجثة، ولم يشكو من آلام الصليب الرهيبة .

كانت النتيجة القيامة المجيدة ، الصعود والجلوس عن يمين الأب.

أمرنا الرب يسوع أن نحمل الصليب كل يوم ونتبعه. أن نقاوم حدة الغضب داخلنا .

التنفيس عن المشاعر

يوصي علماء النفس بأنه يلزم أن يكون هناك تنفيس عن المشاعر ، هذا مهم.

لكن من الأفضل كثيرا ألا نفكر في المشاكل و ألا نعيد التفكير فيها بالتفصيل.

يجعل التنفيس الأمر أردأ من عدم التنفيس ، التنفيس يؤجج اللهيب.

والأردأ أننا نشكو من أمور سبق لنا أن صلينا من أجلها. لنفكر في هذا .

نصلي من أجل عمل. عندما نحصل عليه نبدأ التذمر.

نصلي في طلب شريك أو شريكة الحياة وإذا تستجاب الصلاة تبدأ الشكوى.

نصلي من أجل الإنجاب وإذ يتحقق ، نقدم الشكوى بسبب صراخ الأطفال ليلا.

السقوط من النعمة: عدم الشكر والشكوى هما من مظاهر الكبرياء. نشعر بالغيظ والقنوط من أمور كثيرة ونظن أننا نستحق السماء علي الأرض. لا شيء أقل من هذا يشبعنا. والحقيقة أن الشكوى هي السقوط من النعمة. مبعثها التطرف، التذمر البغيض.

سهل القول صعب التطبيق

هل اشتكت العذراء مريم من المذود؟. هل أعلنت أن الأمر مهين لها؟.

هل تذمرت أن تلد طفلها في ظروف قاسية؟ كلا. لم تفعل

يوصينا الله أن نشكر ولا نشكو وأن نحمده في كل الظروف.

ربما تقول أن الشكر سهل القول صعب التطبيق. “هذا حقيقي.

لكن علينا أن ندرك أننا نحيا حياة نضال وحرب مع عدو شرس مستميت.

إن طلب الشكر في جميع المواقف، محك صعب جدا. علينا أن نواجهه بالحكمة.

وعلينا أن ندرك أن الظلم لن ينتهي والعدوان لن يتوقف طول رحلة الحياة. لكن عندما ننجح في اجتياز المظالم ونتغلب علي الصعوبات،

عندما نلتزم الصمت في الأمور الصعبة ، ستنسكب علينا نعمة الله بغزارة , إذا كنا نصمت في وجه الاستبداد سنتمتع بفيض غزيز من البركة. إذا طبًقنا هذا ستكون نعمة الله لنا قوية ، مستديمة ، فورية وسريعة.

Comments are closed.