اختبار تحرير

طريق المفديين

منذ 3 سنوات فقدت الرغبة في الحياة وسيطر الخوف والعار عليَ لدرجة أنني لم أستطع أن انظر إلى أي شخص في عينيه.

وكفتاة مسيحية بالاسم كانت شفتاي تنطق كلام الله بكل وقار واحترام. وكنت أتحدث كما لو كنت قد عرفته ولي علاقة معه، بينما في أعماقي كانت فكرة أن الله أب محب تؤرقني. كان اعتقادي عن الله أنه يترصد لي في الظلال ويستعد لعقابي.

ومن الواضح أن هذه الفكرة عن الله خاطئة وملتوية كنت منخرطة مع والداي في أعمال السحر وتعلمت منذ طفولتي أن أري الله كعدو لي.

وبدلا من أن أرتبط بأسرتي – انحدرت إلى الظلام – العالم المخفي وأنهكتني طقوس عبادة الشيطان حتى قبل أن أبدأ الكلام. كنت أظن أن ممارسة الجنس هي الحب. وهيمن العار على حياتي

في عام 1989 مللت هذه الحياة وأردت أن أسلم حياتي للمسيح خوفا من عقاب الجحيم. على أنني لم أكن أرغب أن أثق فيه وفي محبته لي. وبينما كان جسدي يعتمد على المخدرات، كان عقلي ملئ بالمعلومات عن الله.   وحتى ذلك الحين لم أكن قد اختبرته اختبارا حقيقيا.

وكنت غارقة في الظلام، الأكاذيب والخداع الذي لم يستطع عقلي البشري أن يعلنه.   وكنت أعلم أنني شخصية رديئة لدرجة أنني اندفعت وبدأت أعاقب نفسي بتشويهها وعمل أمور أخري هدامة لأنني شعرت أنني أستحق العقاب.

وفي عام 1995 انعزلت وأصبت بالاكتئاب. ولم تعد لي القدرة على الحياة أكثر من ذلك. رسمت الخطط لموت هادئ. لكن الله تدخل.. وبدأت رحلة، بدت لي أنها رحلتي الخاصة ولا أعلم إلي أين المرساة، لكنها في الحقيقة كانت رحلة الله الخاصة – رحلة الانتقال من الظلمة إلي النور

بدأ الله يكشف لي ظلام نفسي، فكري وجسدي، وبدأ يكشف ذاته لي كما هو بالحقيقة. وتقابلت مع الرب يسوع الحقيقي الذي ليس فيه ظلمة البتة ومنحني الحرية أن أفكر فيه كالنور الساطع. بالتدريج بدأ الحق الإلهي يقشع الأكاذيب المتأصلة بعمق في داخلي ويكشف عمن هو ومن أنا. كنت أؤمن أن الله يعاقبني. وأنه يحجب الأشياء الصالحة عني. الآن اعلم أنه يحبني وأنه يعرف بصورة أفضل ما أحتاج إليه ويهبني إياه. وكنت أظن أنه تركني وأنا في الشر وأنه سوف يتخلى عني نهائيا. الآن أعلم أنه معي حتى عندما يساء إلى وأنه سوف يهبني العدالة وأنني واثقة أنه لن يتركني أبدا.

استعاد لي طفولتي- بمعني – أنه استخدم الأطفال في حياتي في أن يوضحوا لي كيف تكون لي علاقة معه. بدأت أتحدث إليه، أشارك معه بالكثير وبدأت أثق فيه في الأمور الصغيرة وصرت راغبة في أن أنال منه الكثير في أبسط الأمور وبدأت أعبر عن مشاعري مهما كانت غير ناضجة وجافة وعلمت أنه حتى وأنا غاضبة كنت لا أزال في أمان بأن أكون معه وأسمح لحبه أن يعلن في حياتي.

تغير الكثير من معتقداتي التي كنت أؤمن بها عن نفسي ولم أعد أؤمن بأنني عديمة القيمة ومهملة من الله وقذرة ونجسة. لكنني الآن أؤمن أن الله اختارني، قباني أحبني طهرني غفر لي وقدسني.

عندما تغيرت من الداخل حدث تغير في الخارج أيضا. لكنني لم ألاحظ هذا التغيير في البداية وتعلمت أن استمع إلي الله من خلال الصحافة والموسيقي وبدأت أختبر الحرية في العبادة والتسبيح.

كسرت قانون الصمت واستطعت أن أهتف للرب بالفرح وأجد نفسي أسبحه وأنا أدعو الله أبي.

لم اعد أعتقد أنه على أن أنظف نفسي حتى أصير ذات قيمة وحتى أنال محبته. كانت رغبتي في نوال محبته شديدة أكثر من رغبتي في أن أعاقب أو أؤذي نفسي. أخيرا صرت حرة في أن أنال محبته.

بدأت أنال محبته لم أعد أبحث عنها لدي الآخرين. لست اخش من فقدان العلاقة إذا اقترفت شيئا غير صائب. ولم أعد أحتمل مسئولية كل شيء. ليس على أن أسيطر على الآخرين وأنا معهم وبدلا من أن أكون قوة رائدة في العلاقات صارت المحبة هي تلك القوة

وتستمر رحلتي. الله أبي وأننا أعرف بالحقيقية أنه يحبني ودعني أعيد صياغة 1بط2: 9 ” الله دعاني من ظلمته والآن أنا أعيش في نوره العجيب.”

Comments are closed.