الإبادة الجماعية

الخلاص الثمين

“أليس بلسان في جلعاد، أم ليس هناك طبيب؟ فلماذا لم تعصب بنت شعبي؟ (إرميا 22:8)”

ما هي الإبادة الجماعية؟

يطلق اسم الإبادة على سياسة القتل الجماعي المنظمة ـ عادةً ما تقوم به حكومات آو جماعات وليس أفرادًا ـ

تعني الإبادة الجماعية أيا من الأفعال المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية.  وتصنًف الأعمال التي ترتكب أثناء محاولات الإبادة لطوائف وشعوب على أساس قومي أو عرقي أو ديني أو سياسي ـ وتسمي جريمة دولية.

وافقت الأمم المتحدة بالإجماع سنة 1948م على اتفاقية وقف الإبادة الجماعية. صادقت عليها 133 دولة. من الدول العربية :المملكة العربية السعودية، مصر، العراق، الأردن، الكويت، ليبيا، المغرب ، سوريا و تونس. ولم تصادق عليها قطر والإمارات العربية المتحدة وعمان و موريتانيا

وتتمثل أعمال الإبادة الجماعية في:

(أ) قتل أعضاء من الجماعة،

(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة،

(ج) إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا،

(د) فرض تدابير تستهدف الحيلولة دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة،

(هـ) نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلى جماعة أخرى.

كان التاريخ الإنساني  ولا يزال مليئا بالمجازر التي ارتكبت من قبل الدول على المستويين الداخلي ضد شعوبها والخارجي ضد الشعوب الأخرى.  بذل المجتمع الدولي محاولات لتطوير القانون الدولي وخاصة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وكان تركيزه على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. لذلك يعتبر مصطلح الإبادة مصطلحا وصفيا ومصطلحا قانونيا. هذه الإبادة جرائم دولية لا يسري عليها التقادم

من عمليات الإبادة

  • ضحايا الإبادة الجماعية برواندا
  • أشهر عمليات الإبادة هو ما قام به النازيون، أثناء الحرب العالمية الثانية، من قتل لحوالي 11 مليون مدني، من بينهم يهود وسلافيون وشيوعيون ومثليون ومعاقون ومعارضون سياسيون وغجر والعديد من الشعوب غير الألمانية.

الإبادة في القرن العشرين:

  • مجازر الأرمن
  • مجازر سيفو
  • مجزرة سميل
  • الهولوكوست أو المحرقة اليهودية.
  • مذبحة سربرنيتشا
  • مجاعة هولودومور
  • مذبحة صبرا وشاتيلا
  • مذبحة حماة
  • عمليات الأنفال
  • الإبادة الجماعية في رواندا
  • عمليات التطهير العرقي في بورندي
  • نزاع دارفور
  • قتل الإيزيديين والمسيحيين على يد داعش في سورية، العراق وليبيا
  • قتل المسيحيين في مصر أثناء الصلاة كما حدث في تفجير كنيستي القديسين والبطرسية.
  • مجازر جماعية وحشية ترتكب بحق مسلمي الروهنجيا في بورما
  • إبادة الأمريكيين الأصليين (الهنود الحمر)
  • إبادة هيروشيما
  • عمليات الأنفال
  • في محافظة المنيا يوم تحرير رابعة تم:

1- حرق مبنى خدمات تابع لكنيسة مار مينا المنيا وتكسير الواجهة وواجهة مستوصف تابع لها

2- حرق الكنيسة الإنجيلية بمنطقة جاد السيد

3- حرق كنيسة الأمير تادرس بميدان صدناوي

4- حرق جمعية خلاص النفوس

5- حرق مدرسة ودير راهبات القديس يوسف

6- حرق كنيسة الأنبا موسي بأبو هلال

7- حرق كنيسة مار يوحنا بشارع السوق

8- الاعتداء على كنيسة العذراء وتكسير الصلبان وحرقها

9- حرق جمعية الجزويت والفرير

10- حرق مدرسة الأقباط الثانوية بنين

11- حرق ملجأ القبطي للأطفال

12- حرق الكنيسة الانجيلية ببنى مزار

13- حرق الكنيسة المعمدانية بمركز بني مزار

14- حرق كنيسة مار جرجس للكاثوليك بقرية دلجا بدير مواس

15- حرق كنيسة الإصلاح بقرية دلجا بدير مواس

16- حرق كنيسة السيدة العذراء بقرية دلجا بدير مواسي والكنيسة مكونة من الداخل من 3 كنائس

17- حرق منزل القس إنجيليوس كاهن كنيسة العذراء

18- حرق نحو 20 منزل ومحل تجاري بالقرية ومقتل إسكندر رزق الله الحلاق

19- تكسير ونهب عدة محال وصيدليات منها صيدلية العروبة ومركب الذهبية التابع للكنيسة الإنجيلية

مراحل التعامل الإبادة الجماعية

تصنيف، تجسيد، تجريد، تنظيم، استقطاب، إعداد، إبادة، حرمان
تتطور عملية الإبادة الجماعية في ثمانية مراحل.
1. التصنيف:

جميع الثقافات والفئات تميز الناس إلى شطرين هما “نحن وهم” حسب الانتماء العرقي أو الديني أو الجنسي: ألماني ويهودي. أكثر عرضة للإبادة الجماعية هي المجتمعات التي تفتقر إلى فئات متباينة، مثل رواندا وبوروندي. هنا كان يمكن تدبير وقائي رئيسي في هذه المرحلة المبكرة:

تطوير المؤسسات الشمولية التي تتجاوز الانقسامات العرقية أو العنصرية،

تعزيز التسامح والتفاهم، لتجاوز الانقسامات. قد لعبت الكنيسة الكاثوليكية هذا الدور في رواندا،

تعزيز لغة مشتركة مثلما يحدث في تنزانيا.

تعزيز مستوي متعال من الهوية الوطنية،

البحث عن أرضية مشتركة أمر حيوي للوقاية من الإبادة الجماعية.
2. التجسيد:

كأن نعطي الناس أسماء ورموز وتصنيفات. “اليهود” و “الغجر”، وتمييزها بسبب اللون أو اللباس، جنبا إلى جنب مع بث روح الكراهية، ورفض مجموعة واحدة إنسانية قبول المجموعات الأخرى

3. التجريد من الإنسانية:

تساوى الجماعات المتطرفة أعضاء المجتمع الأخرى مع الحيوانات، الحشرات، أو الأمراض. يقود التجريد من الإنسانية إلى الاشمئزاز من الإنسان العادي ويقوده إلى القتل. في هذه المرحلة، وتتسبب الدعاية المحرًضة في بعض وسائل الإعلام في زيادة الكراهية لتشويه سمعة الجماعة الضحية.  ينبغي على القادة المحليين والدوليين إدانة استخدام خطاب الكراهية وجعله غير مقبول ثقافيا. يجب منع القادة الذين يحرضون على الإبادة الجماعية من السفر الدولي. ينبغي إغلاق محطات الإذاعة التي تقود إلى أسفل. يجب أن يعاقب على الفور كل من يحرًض على جرائم الكراهية والقتل.
4. التنظيم:

. ينبغي إلغاء تأشيرات سفر القتلة إلى الخارج. يجب على الأمم المتحدة فرض حظر الأسلحة على الحكومات والمواطنين من البلدان المشاركة في مذابح الإبادة الجماعية، وإنشاء لجان للتحقيق في الانتهاكات، كما حدث بعد الإبادة الجماعية في رواندا.

5. الاستقطاب:

سنً قوانين تمنع المصاهرة أو التفاعل الاجتماعي مع العناصر المتطرفة. العناصر المعتدلة هي الأكثر قدرة على وقف الإبادة الجماعية. الوقاية قد تعني الحماية الأمنية للزعماء المعتدلين. يمكن ضبط أصول المتطرفين   وتطبيق العقوبات الدولية عليهم
6. الإعداد:

يجب إعلان الطوارئ ضد الإبادة الجماعية. إذا يمكن تعبئة الإرادة السياسية للدول الكبرى، والتحالفات الإقليمية، أو مجلس الأمن الدولي، يجب أن تكون مستعدة لتدخل دولي، أو تقديم المساعدة إلى المجموعة الضحية للتحضير للدفاع عن النفس.  في مساعدة أقل الإنسانية ينبغي أن تنظم الامم المتحدة وجماعات الإغاثة الخاصة.
7. الإبادة،

يتم برعاية الدولة، أن تقوم القوات المسلحة بدورها. في هذه المرحلة، يمكن التدخل المسلح السريع والساحق لوقف الإبادة الجماعية. ينبغي إنشاء مناطق آمنة أو ممرات هروب اللاجئين مع الحماية الدولية   – ينبغي أن يؤذن للعمل من قبل مجلس الامن الدولي إذا كانت إبادة جماعية صغيرة. لتدخلات أكبر، يجب أن تتدخل قوة متعددة الأطراف تسمح بها الامم المتحدة.  لقد حان الوقت لندرك أن المسؤولية الدولية للحماية تتجاوز المصالح الضيقة للدول القومية الفردية.
8. الإنكار

يقوم أحيانا مرتكبو الإبادة الجماعية بنبش المقابر الجماعية، وحرق الجثث، في محاولة لتغطية الأدلة وترهيب الشهود. هم ينكرون أنهم ارتكبوا أي جرائم، وكثيرا ما نلوم ما حدث للضحايا لمنع التحقيق معهم في الجرائم، يجب تأسيس محكمة لمحاكمتهم.   ومعاقبة مرتكبيها. مثل المحاكم اليوغوسلافية أو في رواندا، أو المحكمة الدولية لمحاكمة الخمير الحمر في كمبوديا، أو المحكمة الجنائية الدولية.

ويستمر التاريخ الإنساني يشهد حالات القتل الجماعي، قي التدمير الكلي أو الجزئي للجماعات لأن هذا القصد هو الجزء الأساسي من الإبادة

ماذا تنتظر البشرية بعد؟

“أليس بلسان في جلعاد، أم ليس هناك طبيب؟ فلماذا لم تعصب بنت شعبي؟” (إرميا 22:8)

Comments are closed.