الإنتخاب

راحة المتعبين




أفتح فمك لآجل الاخرس في دعوة لكل يتيم. أفتح فمك واقض بالعدل و حامي عن الفقير والمسكين (أم 31: 8-9) ،

  الانتخاب واجب وطني

إحدى واجباتك كمواطن هي أن تنتخب، لا يوجد قانون يجبرك علي ذلك، أو يمنعك.  أنت حر إذا كنت تنتخب أو لا تنتخب،  وأن تختار  المرشح الذي تفضًله هذا بمحض اختيارك ، تؤديه  الارادة الحرة  

  الانتخاب هبة مقدسة. من خلاله نري الأخريين كما يراهم الله.  يذهب الناس إلي صناديق الانتخاب علي أساس  ” برنامج المرشح “،  ما يرون أنه لصالحهم وينتخبون الشخص الذي يرون أنه سيعمل الخير لأسرهم. الشخص الذي يحفظ ويحمي حقوقهم ومراكزهم  الاجتماعية، والشخص الذي يعرض برنامج رعاية صحية أفضل، ودخل مادي مقبول،  تخفيف العبء الضريبي، والذي سيساعدهم علي  الحياة الأفضل.، الشخص الذي سيحقق لهم العدالة الاجتماعية  انتخاب الشخص الذي يحبونه “لتصر كل أموركم  في محبة”  1كو 16: 14 

إيليا وعبادة البعل

“فتقدم ايليا الى جميع الشعب وقال حتى متى تعرجون بين الفرقتين. ان كان الرب هو الله فاتبعوه وان كان البعل فاتبعوه.”( 1مل18: 21)

بهذه الكلمات بدأ النبي إيليا  إعداد عملية الاقتراع بين إله البعل والإله الحي” الله” وأسفرت النتيجة عن انتصار الله  الساحق ، رجوع الشعب إلي الله، تدمير البعل وقتل جميع أنبياءه وكهنته  

“فلما رأى جميع الشعب ذلك سقطوا على وجوههم وقالوا الرب هو الله الرب هو الله.  فقال لهم ايليا امسكوا انبياء البعل ولا يفلت منهم  رجل. فامسكوهم فنزل بهم ايليا الى نهر قيشون وذبحهم هناك “(1مل 18 : 39 )يشوع والالهة الغريبة

جمع يشوع بن نون القائد الأعلى رؤساء الشعب وقال لهم: “اختاروا لأنفسكم اليوم من تعبدون. و أما أنا وبيتي فنعبد الرب” (يش 24: 15) 

كان بني اسرائيل علي اعتاب الدخول إلي أرض الموعد ، لكنهم كانوا يعيشون القلق والخوف. كان بعضهم يعتمد علي قوة الله الحقيقية،  وكان بعضهم يتبنون أفكار عصرية، يمارسون ممارسات لا اخلاقية وبين هؤلاء وأولئك كانت هناك مجموعة متأرجحة ولم تتأخذ قرارا    

انتظار النتيجة: 

بدأ يشوع يعرض أمام الشعب كل احسانات الرب معهم (يش 24: 3-13) وطلب منهم أن يفحصوا الحقائق ثم يتخذوا القرار. كان اهتمام  يشوع الاساسي واضحا، أراد منهم أن يعرفوا من هو الاله الحقيقي. وعًرفهم أنه ليس بقدرتهم ، وقوة السهام والسيوف حازوا علي  النصر، لكنهم انتصروا بقوة الله ، الله عمل كل شيء. وعلي الشعب أن يختار الله بكل وعي ، قوة وإرادة ، الله هو إله السماء والارض   الذي بذل نفسه لأجلنا ولم يتركنا في الخطية. الذي أظهر محبته  لنا .  ذهب الابن إلي الصليب حاملا عارنا. الاله الذي اسس الكنيسة هو الاله الذي نحن مدعوون لنختاره ونخدمه الاختيار الافضل:   

نادي يشوع الشعب وقال  اختاروا اليوم من تعبدون وتظهر كلمة تعبدون سبع مرات في الاعداد ( 14-15)،  دعاهم يشوع إلي اتخاذ قرار يحررهم من القلق الاخلاقي والعقلي والروحي.  وطلب منهم الولاء عندما قال “الآن اخشوا الرب واعبدوه بكمال وامانة وانزعوا الآلهة  الذين عبدهم آباؤكم في عبر النهر وفي مصر واعبدوا الرب.”( يش 24: 8)

 طرح يشوع امام الشعب خيارات أربعة وأن يتأخذوا قرارهم .

إما أن:

1.يعبدوا آلهة ما بين النهرين مثلما فعل إبراهيم قبل دعوة الله له. ومنهم  الاله مرودخ . 

2.يعبدوا  آلهة مصر الذين كانوا يألفونهم في سني السبي 400  واشهرهم أبيس- أتون- أمون- رع وحورس.

3.يعبدوا  آلهة الكنعانيين  – الاله الاكثر شهرة بينهم هو داجون. 

  1. أو أن يختاروا  عبادة الرب -الاله الحقيقي .  

فكر الشعب في كل احسانات الرب   وجاءت استجابتهم:  ” حاشا لنا ان نترك الرب لنعبد آلهة اخرى.  لان الرب الهنا هو الذي اصعدنا  وآباءنا من ارض مصر من بيت العبودية والذي عمل امام اعيننا تلك الآيات العظيمة وحفظنا في كل الطريق التي سرنا فيها وفي جميع  الشعوب الذين عبرنا في وسطهم.  وطرد الرب من امامنا جميع الشعوب والاموريين الساكنين الارض. فنحن ايضا نعبد الرب لأنه هو  الهنا”  ( يش 24 : 16 – 18 )

 يصور لنا الوحي صلاح الله في  رسالة  رومية ( 1ص –ص 11  ) ثم يصل بنا في رو 12  إلي الاختيار المنطقي “فاطلب إليكم إيها  الاخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حيًة مقدسة مرضية عند الله  عبادتكم العقلية، ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم  بتغيير اذهانهم لتختبروا  ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة ” (رو 12: 1-2 ) 

  خواص الاختيار 

1- التوقف عن امتطاء الاسوار 

يعرج عدد كبير بين العالم والكنيسة. لا يرغبون في تغيير ولائهم للعالم لا يريدون التخلي عن الخطية لذلك هم جالسون خارج السور ، فهم ليسوا من العالم وكذلك ليسوا جزءا من الكنيسة. قدم يشوع الدعوة  لاتخاذ قرار . إما البقاء في العالم وفق مستوياته وإما اتباع الرب من كل القلب. يعتذر أحدهم ” أريد أن أتبع المسيح، لكن لم يأت الوقت المناسب ” انه لا يشعر بالحاجة إلي المسيح بسبب كبريائه  . لن يأتيه الوقت المناسب أبدا

2-  الحسم في أتخاذ القرار  

  كان يشوع يبلغ من العمر 110 وخاض حروب ومعارك كثيرة وتدرب علي حياة التسليم للرب و لم يكن قراره باتباع الرب قرارا متأرجحا بل كان قرارا حاسما. عندما دعي يشوع الشعب إلي عبادة الرب، جاهر  بقراره المفضل الأبدي. قال لهم أنا أعبد الله  واخدمه إلي نهاية  حياتي،  كان اختيار يشوع في عبادة الرب يقوي يوميا. 

3- المجاهرة  في الاختيار  

 قال الرب يسوع من ينكرني قدام الناس ، انكره قدام ابي الذي في السموات. يختار البعض أن يتبع المسيح في الخفاء و يقولون أنهم  يؤمنون به لكنهم لا يريدون الاعتراف جهرا في مجتمعهم واشغالهم  

  4-  عدم خلط الادوار :

 لا يمكن المزج بين الولاء لله والولاء لإلهة اخري. عندما قاد يشوع الشعب إلي أرض الموعد ، خلط الشعب بين عبادتهم وممارسات الديانات الوثنية ، كان عليهم الفصل بين الإله الحي أو العالم. 

5-  الثبات لنهاية المشوار: 

ختم يشوع خطابه باختيار صريح و شجاع “أما أنا بيتي فنعبد الرب” هذا التقرير هو قمة حياة الطاعة لله ولكلمته. إذ اتخذ يشوع هذا  القرار التزم به طول حياته ، لم يؤثر هذا  في جيله فقط وبل امتد تأثيره لعقود قادمة.  

دور الله  

” ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله أبنه مولودا من امرأة ، مولدا تحت الناموس  ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني” (غل4: 4-5)

  حتمية الاختيار:  لنختر واحدا نعبده: إما يسوع المسيح وإما الشيطان 

برنامج يسوع المسيح الانتخابي  : 

1.خلاص من الخطية:” لأنك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك ان الله اقامه من الاموات خلصت.”  ( رو 10 : 9)

2.قبول وبنوية “اما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه” يو 1 : 12

3.حياة أبدية” لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية”  ( يو 3 : 16 )

4.راحة وتعزية “تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم” ( مت 11 : 28 )

5.علاقة أبوية. “فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السموات هو كامل ” (مت 5 : 48 )

6.أطعمة سماوية. “انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد”  (يو 6 : 51)

7.ركة وحرية. “ان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارا( يو 8 : 36 

8.سلامة قلبية. ” سلاما اترك لكم. سلامي اعطيكم. ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا.” ( يو 14 : 27 )

9.سيرة نقية .” فان سيرتنا نحن هي في السموات ( في 3 : 20 )

10.عدالة اجتماعية. ” أفتح فمك واقض بالعدل و حامي عن الفقير والمسكين” (أم 31: 9) ،

11.عيشة هنية. ” اطلبوا اولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم”( مت 6 : 33  

12.كرامة مهنية. “يقول الرب حاشا لي. فاني اكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون”  1صم 2 : 30  

Comments are closed.