المسيح قام … بالحقيقة قام

الحصن الحصين

“المسيح قام – بالحقيقة قام” . نقش بارز بدير الأنبا أنطونيوس.

موت وقيامة يسوع هما من أهم الأحداث التي يرويها الكتاب المقدس عن حياة يسوع المسيح، حيث يذكر العهد الجديد أن يسوع صلب في يوم الجمعة بيد الرومان، بعد أن قدمه رؤساء كهنة اليهود للحاكم الروماني بيلاطس البنطي ليقتل بتهمة أنه يحرض الشعب على قيصر، وفي  اليوم الثالث أي الأحد قام من بين الأموات  

يحتفل  المسيحيون بمناسبة صلب المسيح في يوم الجمعة العظيمة وبذكرى قيامته يوم أحد الفصح من كل عام 

وتحتفل الكنيسة بيوم الأحد كيوم ذكرى قيامة المسيح منذ فجر المسيحية، كما أورد ذلك القديس جيروم في منتصف القرن الثاني للميلاد .

  وفي اليوم الثالث، وحسب الرواية التي انفرد بها إنجيل متى وضع الرومان حراسة على القبر بناءً على طلب المجلس الأعلى لليهود خوفًا  من أن يقوم التلاميذ بسرقة الجثمان. وفي اليوم الثالث – أي يوم الأحد – زارت بضع النسوة وهم أنفسهنّ اللواتي وقفن عند صليب يسوع  باستثناء مريم أمه القبر فوجدنه فارغًا، بينما الجند الموكولين حراسته “كأنهم موتى”. ثم ظهر ملاك أخبر النسوة، بأن المسيح حيّ وقد قام من بين الأموات.

  أما في إنجيل يوحنا فلا يذكر من النسوة سوى مريم المجدلية، وهي عندما لم تجد الجثمان عادت فأخبرت بطرس ويوحنا بن زبدي،  فحضرا إلى القبر ليجدا الأكفان ثم رجعا إلى المدينة،[يوحنا 20/7] أما مريم المجدلية فقد ظلت عند القبر تبكي، فظهر لها ملاكان ثم ظهر  يسوع نفسه.[يوحنا 20/17] ليكون بذلك أول ظهور له بعد القيامة كذلك فقد ظهر في اليوم الأول من قيامته ، إلى تلميذين من تلاميذه على  طريق قرية عمواس، وقد عرفاه عند كسر الخبز،[لوقا 24/30] وفي المساء ظهر للتلاميذ مجتمعين دون توما ثم ظهر بعد ثمانية أيام وتوما  معهم؛ إذ كان توما قد رفض الإيمان ما لم يضع إصبعه في مكان المسامير –  قال له يسوع: “هات إصبعك إلى هنا وانظر يدي، وهات يدك  وضعها في جنبي. ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا”. فهتف توما: “ربي وإلهي”. فقال له يسوع: “لأنك رأيتني آمنت، طوبى لمن آمنوا  ولم يروا”.[يو 20/27-30]

وكذلك فقد ظهر لثلاثة من التلاميذ على شاطئ بحيرة طبرية، فإن يسوع قد ظهر مرات أخرى عديدة لم تدون، “وأثبت لهم أنهم حيً ببراهين كثيرة قاطعة. وحدثهم عن ملكوت الله”.[أعمال 1/3] وبعدها صعد إلى الجليل بحسب إنجيلي متى ومرقس وجبل الزيتون حسب أعمال الرسل وكان من آخر كلماته لهم: “ستنالون  قوة من الأعالي، متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقاصي الأرض”[أعمال 1/8] صعد في السحب 

أَربعة مجالات من براهين القيامة

  1. •القبرالفارغ. قاليسوع علناً إنه سوف يقوم من بين الأموات. عندما علم قادة الدين اليهود بهذا، خشوا أَنْ يحاول أَحدٌ أَنْ يسرق  جسده وينشر شائعة القيامة. فأَقنعوا الوالي بضبط القبر بجنودٍ حرّاس، وبوضع ختم رسميّ على القبر (متى 62:27-66). كان  جنود الوالي متحفّزين للغاية لحراسة القبر، لأَنهم عرفوا أَنهم إذا لم يمتثلوا للأوامر تكون عقوبتهم الموت. كما أَنّ كسر الختم  الحكومي عقوبته الموت، ومع ذلك كان القبر فارغاً!
  2. •شهودالعيان: يُسجّلالكتاب المقدس العديد من اللقاءات بين يسوع المقام وكثيرين من الناس (بمن في ذلك التلاميذ المقرّبين الذين كانوا أَفضل من يعرفونه) (متى 9:28-10، 16-20؛ مرقس 12:16-18؛ لوقا 13:24-43؛ يوحنا 14:20-18، 26-29؛ 15:21-23). وفي إحدى المرّات ظهر يسوع دفعةً واحدةً لأكثر من خمسمئة شخصٍ (1 كورنثوس 6:15).
  3. •ردّفعلالتلاميذ: كرًس تلاميذ حياتهم في حماسةٍ بعد القيامة. استُشهِد العديد من الذين تبعوا يسوع، بمن في ذلك تلاميذه الاثنا  عشر جميعاً إلا واحداً منهم، بسبب إيمانهم الراسخ به. فلو كانت القيامة مجرّد خدعةٍ، لاكتشف هؤلاء الرجال الأَمر أَكثر من أَي شخصٍ آخر. ومع ذلك، تعرّضوا لآلام الغلي في الزيت، والنشرّ بالمنشار، والصلب على صلبانٍ مقلوبة، والإلقاء أَمام الأُسود،  والطعن حتى الموت. بعض الأَشخاص على استعدادٍ للموت من أَجل ما يؤمنون أَنه حقّ، ولكن لا يموت من أَجل ما يعرف أَنه  أكذوبة إلا المجنون 
  4. •شهادةالخبراء.   تفحّصعددٌ لا يُعدّ ولا يُحصى من الدارسين براهينَ القيامة، وخلصوا إلى أَنها حقيقةٌ من حقائق التاريخ. وقد  كُتبتْ مجلّدات حول هذا الموضوع. كتب توماس أَرنولد أُستاذ التاريخ الحديث في جامعة أُكسفورد ومؤلف كتاب “تاريخ روما”: “تفرغتُ طوال سنواتٍ لدراسة تاريخ العصور الأُخرى، مع بحث وفحص البراهين التي قدّمها من كتبوا عنها. ولكنني لست أَعرف أَية حقيقةٍ في تاريخ البشرية مثبتةٍ ببراهينٍ أَفضل وأَكمل من جميع الجوانب، ويمكن أَنْ يقبلها المستعلم العادي أَكثر من  العلامة العظيمة التي أَعطانا الله إياها بأَنّ المسيح مات وقام من بين الأَموات.” 

Comments are closed.