الابناء وذنوب الأباء

نور الفاهمين




لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ إِلَهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ. خر 20: 5

  • معني ” يفتقد الله ذنوب الاباء في الابناء!”

أولاً: ينتهي النص بكلمة (من مُبغضيَّ) وتكررت أيضاً في (تث 9: 5.. من الذين يبغضوننيفلا يمكن أن يتابع الله حركة الخطية من الاباء إلي الأبناء دون أن يكون الأبناء يعيشون أيضاً نفس حياة الخطية وبُغض الله. إن عبارة (إلي الجيل الثالث والرابع) تُشير إلي معني الاستمرار وليس المقصود منها المعني الحسابي”. فافتقاد الله لخطايا الاباء لا يحدث إلا إذا استمرت الخطية وتحولت من فعل إلى عادة متأصلة في أجيال هذا النسل. هكذا تظهر طول أناة الله على البشريّة. إن الله لا يعاقب الإنسان في الحال على فكره الطارئ ولا على الجيل الأول حينما يتقبل الفكر إلى حين لكنه ينتظر إلى الجيل الثالث والرابع حينما تتحول الأفكار إلى أعمال وإلى عادات متأصلة ومستمرة، هذا يعني أن الله لا يعاقبنا في الحال على أفكارنا ونياتنا بل يرسل التأديب على أولادهم أي على الأفعال الشريرة والتي صارت عادات للخطيئة النابعة عنهم.

ثانياً: كلمة (يفتقد) هذه الكلمة لا تعني يُعاقب أو حتى يُدين، بل فقط تعني يزور، ففي العبرية جاءت الكلمة تعني يزور زيارة ودية. فالله يُباشر أو يتطلع من السماء ويتتبع خطايا البشر هل تحولت لعادة وترسخت في أجيال هذا النسل، وهو لا يُراقب فقط في صمت بل يحاول معهم بكل الطرق ويرسل لهم أشخاص ليعيدونهم عن طريق الشر، فنجده يقول: (كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! مت 23: 37)، «هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ارْجِعُوا إِلَيَّ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ.  لاَ تَكُونُوا كَآبَائِكُمُ الَّذِينَ نَادَاهُمُ الأَنْبِيَاءُ الأَوَّلُونَ: هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الشِّرِّيرَةِ وَعَنْ أَعْمَالِكُمُ الشِّرِّيرَةِ. فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُصْغُوا إِلَيَّ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ.  آبَاؤُكُمْ أَيْنَ هُمْ؟ وَالأَنْبِيَاءُ هَلْ أَبَداً يَحْيُونَ.  وَلَكِنْ كَلاَمِي وَفَرَائِضِي الَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا عَبِيدِي الأَنْبِيَاءَ أَفَلَمْ تُدْرِكْ آبَاءَكُمْ؟ فَرَجَعُوا وَقَالُوا: كَمَا قَصَدَ رَبُّ الْجُنُودِ أَنْ يَصْنَعَ بِنَا كَطُرُقِنَا وَكَأَعْمَالِنَا كَذَلِكَ فَعَلَ بِنَا». زك 1: 3- 6). وهذا يُذَّكرنا بما فعله الرب مع الشعوب السبعة الذين تركهم أكثر من 400 عام حتى يتوبوا ويرجعوا عن شرهم ولم يفعلوا (تك 15: 12- 21).

ثالثاً: لو كان هذا حكماً إلهياً على أن يحمل الأبناء أخطاء أباءهم لعملت به الشريعة الموسوية في الأنظمة التي وضعتها للقضاء، لكن على العكس فتؤكِّد الشريعة للقضاة ألاَّ يُعاقب عضو من الأسرة بسبب عضو آخر، إنَّما يلتزم كل واحد أن يتحمَّل مسئوليَّة نفسه، لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ (تث 24: 16).

وقد طبَّق أمصيا بن يواش ملك يهوذا هذا المبدأ، فقد “قتل عبيده الذين قتلوا الملك أباه، ولكنَّه لم يقتل أبناء القاتلين حسب ما هو مكتوب في سفر شريعة موسى حيث أمر الرب قائلاً: لا يُقتل الآباء من أجل البنين، والبنون لا يُقتلون من أجل الآباء” (2 مل 14: 6).

  • هل يحمل الابن مسؤولية خطايا الأب؟

يوضح الله يحمل أن كل شخص مسؤول عن خطيئته الخاصة.

1 وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً:    «مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟  3 حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ.    هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الابْنِ، كِلاَهُمَا لِي. اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ”. حز 18: 1: 4

ويقول، “إن كلمة الرب صارت لي:” ماذا يعني الناس باقتباس هذا المثل عن أرض إسرائيل: “إن الآباء أكلوا الحصرم، أسنان البنين ضرست”؟ تماما كما أعيش، يقول السيد الرب، سوف لا أقتبس هذا المثل في إسرائيل.   “وفي الوقت نفسه، سفر الخروج 20: 5-6 يقول:” لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ،”. لذلك، لا يتحمل الأبناء المسؤولية عن خطيئة والديهم.
حزقيال 18: 30 يقول: ” مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَقْضِي عَلَيْكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، كُلِّ وَاحِدٍ كَطُرُقِهِ”. ويقول يوحنا 316 أن “كل من يؤمن [يسوع] لا يهلك بل تكون له الحياة الأبدية”. الآية 18 يقول: “الذي يؤمن به لا يدان، ولكن الذي لا يؤمن به قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد.” من الواضح أنه يتم تقديم الخلاص للجميع

  • تأثيرتصرفات الوالدين.

من ناحية أخرى، فمن الواضح أن خطايا الآباء تؤثر على أطفالهم. مات نجل داود وبتشبع الأول بعد الولادة مباشرة بسبب الخطيئة

قد أثرت خطيئة آدم وحواء على كل واحد منا. وقد ولدنا جميعا مع الطبيعة الخاطئة لأن آدم اختار أن يعصي الله. فانتقل ذنبه إلينا.
لكن الله يغفر الذنب عندما نقبل ذبيحة يسوع لأن ” الله جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا لكي ما نصير نحن بر الله” (2 كو 05: 21).

 

 

Comments are closed.