الثقة بالله
“مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ.” (1 بط 5: 7).
ذات يوم، ذهب أب وطفله في رحلة إلى الجبال، لقضاء عطلة نهاية الأسبوع وتسلق الصبي احد المنحدرات، قال الصبي للاب وهو يقفز من اعلي “يا أبي! امسكني!” استدار الاب ليرى الابن يقفز بفرح من أعلي الصخرة مباشرة نحوه. لقد قفز وصرخ “يا أبي!” مثل عروض السيرك، حاول الاب الإمساك به. لكن كلاهما سقطا على الأرض. ولمدة لحظة بعد أن أمسك به لم يستطع الأب التحدث، شعر بالغضب: “هل يمكنك أن تعطيني سببًا وجيهًا واحدًا لماذا فعلت ذلك؟” أجاب الابن بهدوء لافت: “بالتأكيد.. لأنك أبي”. كان كل تأكيده مبنيًا على حقيقة أن والده جديرًا بالثقة. يمكنه أن يقفز من اعلي بفرح لأنه يثق بأبيه. أليس هذا أكثر من صحيحًا بالنسبة للمؤمن.
أين يذهب إيماننا في خضم الأحداث؟ وننسي عناية الله، ونبدأ في القول،” كيف نفعل هذا أو ذاك؟ ” نفقد الأرض؛ ليس لدينا ما نفعله؛ من واجبنا أن نسمح للقدير أن يمارس منصبه، ويقود دفته في حياتنا؛ لم يتبق لنا شيء، سوى أن نرى كيف يمكننا التسليم والثقة الكاملة. ضع ثقل أرواحنا الضعيفة في يد الله القادر على كل شيء.
لا يوجد تجربة يمكننا الدخول فيها ولا يستطيع الله إخراجنا منها. كتب أحد القساوسة: “عندما كنت طالبا في كلية الطيران، أخبرني مدربي أن أضع الطائرة في وضع شديد الانحدار. كانت هناك بحيرة صغيرة قريبة، تحركت بالطائرة في زاوية شديدة الانحدار ولكن لم أكن مستعدًا لما كان على وشك الحدوث. فجأة توقف المحرك، وأوشكت الطائرة على الغرق. سرعان ما أصبح واضحًا أن المدرب لن يستطيع مساعدتي على الإطلاق. مرت ثوانٍ، بدت وكأنها أبدية، بدأ عقلي في العمل مرة أخرى. صححت الموقف بسرعة. التفت على الفور إلى المدرب وبدأت في التقاط أنفاسي وتعبير عن إحباطاتي المخيفة. أجابني المدرب بهدوء شديد: ” ثق لا يوجد موقف يمكنك وضع هذه الطائرة فيه ولا يمكنني إخراجك منه. إذا كنت تريد أن تتعلم الطيران، فاذهب إلى اليابسة وافعل ذلك مرة أخرى.” في تلك اللحظة بدا أن الله يقول لي، “تذكر هذا. بينما تخدمني، لا يوجد موقف يمكنك أن تدخل فيه ولا يمكنني إخراجك منه. إذا كنت تثق بي، فستكون بخير. لقد ثبتت صحة هذا على مر السنين. ”
ثق في الله عندما تهاجمك الشكوك، ثق به عندما تكون قوتك خائرة، ثق به ببساطة عندما يبدو الامر مستحيل. ثق به، فهو أمين دائمًا، ثق به، لأن مشيئته أفضل، ثق به فهو مكان الراحة الوحيد.
