“ و يدعى أسمه عجيباً، مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام ” أش 9: 6
في وسط ظلام الجهل، وعواصف الشر، رعود الغضب الإلهي ، فساد الأخلاق وانعدام الطهارة والشرف من البشر إذ” الجميع زاغوا وفسدوا معا وأعوزهم مجد الله ” ، وقف أشعياء ليخترق قلب الزمان بمنظار النبوة ويبصر على مدى سبعمائة سنة مولوداً بشرياً حائزاً لكل الصفات العالية المعدومة من البشر فيهتف منشداً :
لأنه “يولد لنا ولد، و نعطى ابنا، و تكون الرئاسة على كتفه ، و يدعى اسمه عجيباً، مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام. لنمو رئاسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود و على مملكته يثبتها. و يعضدها بالحق و البر من الآن و الى الأبد . غيرة رب الجنود تصنع هذا. ( أش 9 : 6 و 7)
هل استطاع أي مخلوق بشرى أن يحمل هذه الألقاب مجتمعة أو حتى صفة واحدة منها لا تشوبها شائبة ؟
اجتمعت فيه هذه الصفات حق أن دعاه ملاخي النبىً تشرق شمس البر و الشفاء فى أجنحتها ” ( مل 4 : 2 )
لا يثير عجب الناس إلا الشخصيات ذات التأثير. فمن هو هذا الإنسان العجيب في شخصيته الجذابة؟
أمامنا شخص لم يخض غمار الحرب ولا نال لقباً عسكرياً . ساعة الولادة ـ وضعته أمه في مغارة في بيت لحم .
هزُ هذا الشاب الناصري العالم هزة جذبت انتباه مواطنيه وكل الشعوب في كل العصور منذ ذاك الوقت وأحدث ثورة في العواطف و المبادئ والنظم . كان إذا وطأت قدماه مدينة أو قرية اهتزت المدينة واكتظت الشوارع بالوافدين من القرى المجاورة
و إذا سار في طريقه الى البرية ترك الناس أشغالهم و هجروا بيوتهم . التصقوا به و ساروا وراءه ألوفاً ناسيين أنفسهم معرضين إياها لخطر الموت جوعاً في البرية يسقط عند قدميه قائد مئة ً مستغيثاً “أبنتي ماتت” فتعال وأحيها.
· يصرخ إليه أعمي “يا رب أريد أن أبصر“· تلهث نازفة دم قائلة “إن لمست هدب ثوبه شفيت“
· يرتمي الأطفال بين `ذراعيه ويسندون رؤوسهم على صدره
يمر بموكبه الوادع في البلاد لا على قطار خاص و لا عربات متهمة
لا يركب سيارات فاخرة بل يدخل الى اورشليم علي أتان فيخلع الناس ملابسهم و يفرشونها أمامه فى الطريق
-
عجيب في طبيعته:
كيف يكون أسدً تخضع الممالك عند قدميه حملاً وديعاً يصمت أمام ذابحيه.؟
كيف يولد الجالس على العرش في المذود الحقير وسط البهائم؟
كيف يهرب الى مصر عند ولادته بينما يثبت أمام الذين أتوا للقبض عليه؟ فتمتلئ قلوبهم بالرعب عندما قال لهم” من تريدون أنا هو” فيسقطوا على وجوههم كالأموات؟–كيف أسلم نفسه لموت الصليب وهو الذى أقام الأموات؟.
كيف سمح للناس أن يبصقوا على وجهه وهو الذى تزول الجبال هيبته
كيف ينام على الجبل و هو الذى له قصور الأبدية ؟كيف يقول على الصليب أنا عطشان وهو خالق المحيطات ؟
كيف يكون ولداً، عجيباً ، مشيراً، إلهاً قديراً و أباً أبدياً ؟
-
عجيب في تعاليمه
في زمن تزايد فيه الاهتمام بالنظريات أكثر من العمل و احترام القشور أكثر من اللب،
في عصر تحكمت فيه العوائد والتأثيرات الدينية الضيقة أكثر من الجوهر برز شاب من الناصرة ليقلب كل العالم ويغير طرق تفكيره بالحديث القوي في تعليمه الفريد ـ الذى كانت تحيط به هالة من المجد ـ تعليم أخذت تعبيراته من المشاهدات اليومية و مما ألفه الناس .لم يستعمل يسوع أساليب التعليم المتبعة فى عصره ، ولم يتكلم بالفلسفة ولا بالتهديد بل تركبت كلماته من الوداعة و التواضع الممزوجين بالبساطة ، فأسر الناس وأخضع قلوبهم لتعاليمه
صور من تعاليمه .
-
محبة الأعداء وَسَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ.. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، وَبَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَأَحْسِنُوا مُعَامَلَةَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَضْطَهِدُونَكُمْ ،(مت 5: 43-44)
-
عدم القلق
لاَ تَهْتَمُّوا بِأَمْرِ الْغَدِ، فَإِنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِأَمْرِ نَفْسِهِ. يَكْفِي كُلَّ يَوْمٍ مَا فِيهِ مِنْ سُوءٍ! (مت 6: 34)
-
القاعدة الذهبية في التعامل
كُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يُعَامِلَكُمُ النَّاسُ بِهِ، فَعَامِلُوهُمْ أَنْتُمْ بِهِ أَيْضا (مت 7: 12)
-
الوصية العظمي
أَحِبّ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَكُلِّ نَفْسِكَ وَكُلِّ فِكْرِكَ! (مت 22: 36)
-
الرفعة الروحية
مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ عَظِيماً بَيْنَكُمْ، فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً، (مر 10: 43 )
-
ربح العالم وخسارة النفس
فَمَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ (مر8: 34)
-
ملكوت السماوات ليست ملكوت أرضي
أَجَابَ يَسُوعُ: «لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. وَلَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ حُرَّاسِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. أَمَّا الآنَ فَمَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هُنَا» العالم.(يو18: 36)
-
محبة الله لجميع الناس
لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.(يو 3: 16)
-
اسألوا، أطلبوا ،اقرعوا
فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: اطْلُبُوا، تُعْطَوْا؛ اسْعَوْا، تَجِدُوا؛ اقْرَعُوا، يُفْتَحْ لَكُمْ:
(لو 11: 6)
-
الاعتراف بلا هوته
سْأَلُهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً إِنَّكُمْ مُنْذُ الآنَ سَوْفَ تَرَوْنَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُدْرَةِ ثُمَّ آتِياً عَلَى سُحُبِ السَّمَاءِ!»(مت 26: 63)
-
عجيب في غلبته .
1 ـ غلب قوات الطبيعة:
, وقف يسوع أمام ثورة غضب البحر و أشار إليه قائلاً اهدأ اسكت فانحنى البحر صاغراً عند قدميه و فى الحال حدث هدوء عظيم .
-
هو قاهر الكيمياء
تقدم علم الكيمياء تقدماً عظيماً و لكن أي كيميائي استطاع أن يحول الماء القراح الى خمر جيدة كما فعل يسوع في عرس قانا الجليل ؟
-
ـ غلب الشيطان:
مجنون يسكن القبور و يجرح نفسه بالحجارة و يقطع السلاسل ولم يقدر أحد أن يذلله . قطع الطريق على المارة يقابله يسوع في طريقه فيسقط على قدميه ساجداً و تصرخ الشياطين قائلة مالنا ولك يا يسوع الناصري أتيت قبل الوقت لتعذبنا ” ثم تخرج الشياطين منه فنراه جالسا، لابسا وعاقلاً .
-
ـ غلب الأمراض:
يد يابسة انقطعت عنها مجارى الحياة . يأمر يسوع صاحبها قائلاً مد يدك فتعود صحيحة كالأخرى .
أعمى مولود من بطن أمه يقول له يسوع أنفتح فتفتح عيناه ويندفع نور السماء داخل أبواب لم تفتح من قبل .
-
ـ غلب عالم النبات:
تموت الأشجار بالصقيع أو بالفأس أما يسوع فبكلمة أمات شجرة التين التي لم يجد فيها ثمرا في الحال .
-
ـ غلب عالم المياه:
يحس السمك بتموجات الصوت في الماء فيهرب. لما سمع صوت يسوع فقد تجمع السمك لدرجة أن شباك التلاميذ كادت تتخرق بسبب كثرته بعد أن كانوا قد تعبوا الليل كله ولم يصطادوا شيئا.
-
ـ ـ غلب الموت والقبر:
قال لابنة يايرس يا صبية قومي فقامت في الحال. نادى لعازر قائلاً “هلم خارجاً ” فخرج من القبر ملفوفاً بأكفانه بعد أربعة أيام . و قال لابن الأرملة ” أيها الشاب لك أقول قم ” فقام وجلس دخل الى أعماق
