الرجاء في الأوقات الصعبة

رجاء اليائسين




لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ اللهَ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، خَلاَصَ وَجْهِي وَإِلهِي . مز 42: 11 

كان الخوف يقصف بقلوب الشعب. أمامهم مياه البحر الأحمر التي لا تعبر، خلفهم مركبات جيوش فرعون تدوي نحوهم. صرخوا بالشكوى متهمين موسى: “هل بسبب عدم وجود قبور في مصر أتيت بنا لنموت في البرية؟” (خر 14:11). صاروا في يأس شديد. الشعب يواجه الخوف من العودة إلى العبودية في مصر أو الموت غرقا في البحر الأحمر.

الأوقات العصيبة

 نحن نعيش في أوقات عصيبة. وقد لا نكون محصورين من جيش قوي

ومصيبة انتحارية، لكننا نواجه التحديات التي تجعلنا نشعر وكأننا محاصرون. يواجه الجميع المتاعب. يشتد خطر التطرف والإرهاب في أجزاء كثيرة من العالم. تزداد وطأة الفقر في أجزاء أخرى. تلحق الكوارث الطبيعية المجتمعات بالخسائر وتتعرض مناطق بأكملها لمثل هذه الأوقات العصيبة. العلاج الوحيد هو الرجاء

وليس الرجاء رغبات فارغة وأفكار واهية. نحن بحاجة حقيقية إلي رجاء قوي يحمل الوعد الحقيقي والمضمون القوي. لا أحد بمنأى عن هذه الصراعات.

 نحن جميعا نواجه تهديد فقدان سبل العيش، الأمراض تهدد الحياة، ونناضل من أجل الاستقرار. كيف نتفاعل مع هذه الأوضاع؟ كيف يرانا غير المؤمنين؟ هل يرون فينا سببا للرجاء؟ أم أنهم يرونا في خوف ورعب نظيرهم؟

• فراغ الرجاء

تأثرت المجتمعات في جميع أنحاء العالم خلال فترة الركود الاقتصادي، من الأزمات المالية العالمية والمشاكل المستعصية. وحتي نحن أتباع المسيح، صارت مخاوفنا، عكس توقعات المجتمع من حولنا. حملت تعليقاتنا والمواقف نفس المخاوف. غاب كل دليل على الرجاء. لم يقتصر فراغ الرجاء على قضايا عدم الاستقرار الاقتصادي فقط، بل تآكلت آمالنا وأحلامنا بشكل خطير قد طغي الشك في المستقبل علي إيماننا.

إذا كنا قد وضعنا ثقتنا في المسيح، لماذا نشعر كما لو لم يكن لنا رجاء؟ لنا علاقة مع الله وعندنا الرجاء، لكننا نميل إلى النظر إلي الحياة في يأس

 • وجهات نظر متباينة:

قال نيتشه “الرجاء هو أسوأ الشرور، لأنه يطيل عذاب الإنسان.”

لكن إريك إريكسون، وهو طبيب نفساني دنماركي في القرن ال20، له وجهة نظر مختلفة . وقال إريك: “الرجاء هو الحياة والفضيلة التي لا غنى عنها طالما نحن على قيد الحياة. إذا كانت حياتنا تستمر، يجب أن يظل الرجاء حيًا، حتى عندما تضعف الثقة “.

الرجاء ضروري مثل الهواء الذي نتنفسه.

أكد فريدريك نيتشه، علي الحياة الحاضرة، واستبعد الحياة القادمة

بينما يعلم الكتاب المقدس أن “الأمور التي تري وقتية ولكن الأمور التي لا

 تري فأبدية” (2كو2 :4: 18 )

•    الناس يرجون:

1. وفرة المال

2 دوام الحب

3.  العمر الطويل.

 4.انجاب الاطفال

 5.السلام الدائم

6 الاستقلال عن الوالدين

 7.ربح اليانصيب

 8.الحظ السعيد

 9. الهدايا الثمينة

 10. الأصدقاء الأوفياء. وأي آمال وأحلام أخري.

•           بعث الحياة من جديد

ذكرت مجلة ” الموكب” قصة المليونير العصامي “يوجين لانج”، التي غيرت كثيرا من حياة تلاميذ الصف السادس في شرق “هارلم”.

 تحدث السيد لانج إلى 59 من الطلاب الذين اعتادوا التسرب من المدرسة تحدث إليهم من قلبه وقال ” إذا واظبتم علي الحضور إلي المدرسة سوف أدفع رسوم التعليم لكل واحد منكم.” في تلك اللحظة تغيرت حياة هؤلاء الطلاب. أشرق الأمل في قلوبهم.

قال أحد الطلاب: “كنت أتطلع إلى أمل ينتظرني. امتلكني شعور ذهبي”.

انتظم ما يقرب من 90 في المئة من تلك الفئة في الدراسة حتي التخرج من المرحلة الثانوية

 معنى الرجاء

“الرَّجَاءُ الْمُمَاطَلُ يُمْرِضُ الْقَلْبَ، أم 13 : 12

  ما هو الرجاء الحقيقي ؟، ما هو الرجاء الذي يعطينا المسيح إياه ؟ .

  الرجاء ليس التمني، أو هو مجرد التفاؤل.

 نسمع أحيانا عن الرجاء في عبارات مثل هذه:

 “نرجو أن يتحسن الطقس “

 “نرجو شفاء المريض سريعا”

تظهر هذه التصريحات المخاوف في قلب شخص ما. هذا النوع من الرجاء ليس خطأ، لكنه ليس الرجاء الذي يقدمه الكتاب المقدس. ليس الرجاء مجرد رغبات مثل فقاعات الصابون التي تبدو جميلة ولكن تختفي في لمسة..

قال الملك سليمان: “الرَّجَاءُ الْمُمَاطَلُ يُمْرِضُ الْقَلْبَ، وَالشَّهْوَةُ الْمُتَمَّمَةُ شَجَرَةُ حَيَاةٍ.” أم 13 : 12 وقال: “اَلشَّهْوَةُ الْحَاصِلَةُ تَلُذُّ النَّفْسَ13 : 19)

قاوم نيتشه مفهوم الرجاء. قال إنه “مجرد أحلام عذبة ورغبة خاصة في قلوبنا سرعان ما تأتي بخيبة الأمل ووجع القلب.”

ما هو الرجاء؟

•           الرجاء أكثر من مجرد التمني. يعرًف القاموس الرجاء بأنه “رغبة يرافقها التوقع بالوفاء في ما ننتظر”.

•           يتمتع أولاد الله، برجاء قوي في ما تعلمناه عن صلاح الله وإخلاصه الذي يعلن وجود روح الله في حياتنا. “وَلْيَمْلأْكُمْ إِلهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ، لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ.” (رو 15 13).

تكشف هذه الصلاة سببين كبيرين: للرجاء. .

—-أولا، الله هو “إله الرجاء.” توقعاتنا مؤسسة ليس علي نظرية أو فلسفة. بل علي شخص. نبني الرجاء علي الله ، وليس كشيء نعمله بقوتنا الشخصية.

—-ثانيا، يريدنا بولس أن ” نَزْدَادُ فِي الرَّجَاءِ. بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ “

منحنا الله روحه الذي يأتي منه الرجاء القوي. وينبغي أن يكون الرجاء سمة حياة أتباع يسوع لأن الله هو أساس الرجاء ولأنه أعطانا روحه.

الرجاء الحقيقي هو أعظم الخصائص المميزة للمؤمنين عن غير المؤمنين

وذكًر بولس المسيحيين في أفسس ماذا كانت حياتهم قبل أن ينالوا الخلاص. ” أَنَّكُمْ كُنْتُمْ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ بِدُونِ مَسِيحٍ، أَجْنَبِيِّينَ عَنْ رَعَوِيَّةِ إِسْرَائِيلَ، وَغُرَبَاءَ عَنْ عُهُودِ الْمَوْعِدِ، لاَ رَجَاءَ لَكُمْ، وَبِلاَ إِلهٍ فِي الْعَالَمِ ” (أف 2: 12).

 لم يكن عندهم “أي رجاء” لأنهم كانوا “بلا إله في العالم.” أما أولئك الذين وضعوا ثقتهم في الله هم الحائزون علي الرجاء المبارك. التحدي الذي يواجهنا هو أن نعيش مدركين هذا الرجاء. ليس الرجاء مجرد شيء نقوم به، التمنيات البهيجة بل هو توقع شيء نناله. اننا نملك الرجاء لأننا نعرف الله الذي هو مصدر الرجاء. الرجاء الحقيقي يملأنا بالتمسك بقوة في وعود وطبيعة الله

  الرجاء الحقيقي

•           الرجاء هو أحد الأركان مع الإيمان والمحبة، ” أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.. “1 كو 13:13

هذه الركائز الثلاثة الكبرى للحياة كلها بهيجة ، تتكيف الثلاثة معا في أوقات الوفرة، ويمكن التعبير عن الإيمان بالثقة في الله . يعبًر الإيمان عن نفسه بالثقة والطلبة. فإنه يمكن الاستناد علي الله الذي يقول: “كفًوا وأعلموا أنني أنا الله” مز46: 10: المحبة هي القابلية للتكيف. السعي للحصول على خير الآخرين.

•           يعتمد الرجاء على خير وأمانة الله: “فَإِذْ لَنَا رَجَاءٌ مِثْلُ هذَا نَسْتَعْمِلُ مُجَاهَرَةً كَثِيرَةً.” 2كو 03: 12).”مُتَذَكِّرِينَ بِلاَ انْقِطَاعٍ عَمَلَ إِيمَانِكُمْ، وَتَعَبَ مَحَبَّتِكُمْ، وَصَبْرَ رَجَائِكُمْ، رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ، أَمَامَ اللهِ وَأَبِينَا.”(1 تس 1: 3). “منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح، الذي بذل نفسه لأجلنا ليفدينا من كل إثم، ويطهر لنفسه شعبا غيورا لأعمال حسنة ” (تي 2: 13-14 ) .

•           الرجاء هو مصدر الاستقرار: هذا الرجاء مرتكز علي الروح القدس. الرجاء يطهرنا. “كل شخص لديه هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر” (1 يو3: 3). كان رئيس الكهنة هو الشخص الذي يستطيع الدخول إلى قدس الاقداس، في يوم الغفران. دخل يسوع ( رئيس الكهنة الوحيد الذي هو بلا خطيئة) داخل الحجاب. أتباع المسيح يمكنهم الدخول بثقة وحرية داخل الحجاب

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الله لا يقدر أن:

1.           الله لا يقدر أن يكذب ( تي 1 : 2 )

2.           الله لا يقدر أن يتغير( ملا 3 : 6 )

3.           الله لا يقدر أن يسمح للخطاة بدخول السماء(يو 3: 3 )

4.           الله لا يقدر أن ينكر نفسه—(يظل امينا) (2في 2 : 14

 

 

 

 

Comments are closed.