الرعاية الأبوية

طريق المفديين

 تتشكل الحياة من علاقات بعضها حسن وبعضها ردىء. لكنها كلها ضرورية. يكشف الكتاب المقدس الموحي به بخصوص هذه العلاقات – أن العامل الرئيس الهام في كل العلاقات هو علاقة الإنسان مع الله ، علاقة الأب/ الابن و علاقة الأب / الابن هذه هي التي جعلت تعامل أدم مع الله تعاملا فريدا . أنها علاقة الأب /الابن التي فقدت بالسقوط وتحولت حياة الإنسان إلي الفشل . يوضح لنا التاريخ أن البشر كانوا يبحثون عن الله منذ أول الحضارات فقد كان يوجد نظام عبادة كمحاولة أن يستعيد الإنسان علاقة الأب/الابن المفقودة . علي أن الإنسان ليس قادر علي استعادة هذه العلاقة المفقودة بنفسه . الله هو الذي قام بالعمل ، كانت نظرة الله إلي استعادة علاقة الأب/الابن نعود إلي معرفة الله أبينا. وهى مهمة جدا لدرجة أنه نزل من السماء في شخص يسوع المسيح ليبادر وينجز هذا

يوضح الكتاب المقدس أن كل ما عمله الرب يسوع ، كل ما قاله كان لهذا الغرض الوحيد في إعلان الله لنا كأبينا . فقد الإنسان في السقوط – علاقة الأب/الابن فصمم الله علي استعادت هذه العلاقة . في نفس الوقت كانت استعادة علاقة

 الأب/ الابن مصدر تهديد قوي للشيطان. بذل كل محاولة لأعاقه وتعطل عملية الاسترجاع (2كو4: 4) أن يعرف كل ابن الله –أم الله هو أبوه, لا بد أن يدخل إلي علاقة وثيقة معه ، ويدخل إلي عبادة الله وخدمته التي تهدد مملكة الشيطان و الشر .

وبسبب استراتيجية الشيطان في الأعاقة و التعطيل ، صار عند الغالبية العظمى من المؤمنين إما خطأ في الاعتقاد أو مفهوم ضعيف عن الله أبيهم

ويتسبب جهلنا في معرفة الله كالأب فى كثير من المشكلات المسيحية، الروحية والعاطفية . وعندما تدرس كيف أعلن المسيح الأب فسوف تجري ثورة في حياتك لأنك سوف تدخل إلي علاقة وثيقة مع الله أبيك – علاقة لم تختبرها من قبل .

    لماذا من المهم أن تعرف الله كالأب ؟

أولا : من المهم أن تعرف الله كأبينا لآن الكتاب المقدس يوصينا أن نعرفه

كي يعطيك إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة و الإعلان في معرفته ”   أف 1: 17

 ثم إن طلبت من هناك الرب إلهك تجده إذا التمسته يكل قلبك ويكل نفسك     تث 4: 29

 أنا أظهرت أسمك للناس الذين أعطيتني من العالم كانوا لك وأعطيتهم لي     يو17: 6

 لمعرفة الله معرفة وثيقة – وهو يرغب أن نعرفه كأبينا المحب. معرفة صفات الله أمر ومعرفة الله كالأب أمر أخر . معرفة الله من خلال صفاته ينتج عنها معرفة غير وثيقة بينما معرفته كالأب تخلق فينا علاقة وثيقة – علاقة خشوع وورع .

من المدهش أن تقرأ الكتاب المقدس وتتحقق أنه – الله المطلق السيادة في الكون الذى يرغب من أن تعرفه . وهو يبادر بإعلان شخصه لك . إنني أكرر أن غرض المسيح الأساسي من المجىء إلي كوكب الشر هو أن يعلن لنا الأب المحب.   وبعد أن نصير أولاده ، يمكننا أن نتمتع بالعلاقة الأب/ الابن التي كانت بين الله وأدم

 الله يوصينا ليس فقط أن نعرفه ، ولكن يعلن أن معرفته كالأب أمر مهم لإعطاء معني لهذه الحياة.

 ” الرعاية الأبوية  

   ” معرفة الله مهمة في حياتنا . كما أنه من القسوة أن نأخذ شخصا من الأمزون بالطائرة إلي لندن و تتركه فيها بدون أن تشرح له أنه فى “ميدان الأغر” . هل تترك شخص لا يتحدث الإنجليزية و لا يعرف شيئا عن بريطانيا ليكافح بنفسه هناك؟ يالها من قسوة علي أنفسنا إذا أرادنا أن نناضل في هذا العالم بدون معرفة الله الذي يملك العالم ويديره . يصير هذا العالم مكانا غربيا ، رهيبا ، أليما ، مخيبا للآمال ومصدر عدم مسرة لمن لا يعرفون الله . إذا أهملت الدارسة عن الله حكمت علي نفسك بالتعثر ـ ترنحت في الحياة كأعمى ليس له إحساس بالتوجيه لا يفهم ما يحيطه و بهذه الطريقة تفقد حياتك ونفسك ”

ُثالثا : من المهم أن يعرف المؤمن الله كأبيه من أجل كيانه الروحي والعاطفي . لا يمكن للشخص أن يثق في الغرباء أن كلن الله غريبا عنا . ولأي سبب لا يمكننا أن نثق فيه

( مز 9: 10) إن كنا لا نثق فيه فسوف نشك فيه . ونحن نحاول أن نحيا لله ستثمر شكوكنا في صراعات في الحياة و تخلق فينا ضيقا عاطفيا و روحيا كبيرا (يع 1: 6 ) لم أر شخصا يعاني ضيقا عاطفيا و آلاما وفي نفس الوقت يكون لديه مفهوم كتابي طيب عن الله كأبيه.

لا توجد علاقة أكثر أهمية للأبناء من علاقة الوالدين /الأبناء ولسوء الحظ صارت مجتمعاتنا تهمل أهمية هذه العلاقة الأب/الابن. لا يزيد المعدل عن 6 دقائق يقضيها الأب مع أولاده هذه الأيام . نحن نعيش في مجتمع يهمل بل يشجع غياب الأب أيضا

من هو الأب الحقيقي ؟

كتب وليم باركلي:

” الأبوة هي علاقة محبة مستمرة وثيقة ينمو فيها الأب والابن بالقرب أحدهما من الأخر كل يوم . هذه هي الأبوة وهذه هي علاقة الله بنا . هو الآب الحقيقي ” الأب الكامل الأب المعتني وهو الأب الذي له القدرة كما الرغبة في تلبية احتياجات أولاده العميقة .

لكننا لا نختبر الله بهذه الصورة لأننا طورنا تفكيرنا عن الأبوة من علاقتنا الاختبارية مع آباءنا الأرضيين. ولسوء الحظ لدينا مفاهيم خاطئة عن الله الأب الحقيقي، حيث لا يوجد أب بشري كامل علي الإطلاق يمكن أن نستخدمه نموذجا لنا .

ياله من فرق مدهش أن نتحقق أن الله هو أبونا وأنه لن يتغيب أبدا بل موجود دائما كل لحظة فى كل يوم . أبونا السماوي أب حقيقي أب كامل له القدرة و الرغبة لمقابلة أعمق الاحتياجات لنا.

Comments are closed.