الصلاة الربانية:

صلاة العابدين

“أبانا الذي في السموات…”

في كل مرة نقول أبانا، ينظر الله إلى يديه، حيث أسماؤنا محفورة. ‘لقد نقشتكم على كفيً (إش 49:16) وصف جميل يعبر عن محبة الله لكل واحد منا “- الأم تيريزا

تشكل هذه العبارة الافتتاحية كلمة واحدة لكنها ضرورية لفهم الصلاة الربانية. تحدد كلمةأباناطبيعة الصلاة كلها. ويمكن أن نصلي الصلاة الربانية مع الكنيسة أو منفردين، إنما الصلاة الربانية هي في جوهرها صلاة جماعية. كل الضمائر في الصلاة، بدءا من الكلمة الأولى، هي في الجمع. إنها الصلاة التي يرفعها المجتمع المسيحي كله، وليس فقط الأفراد. تخبرنا كلمة الأبعن دالة المودة والمحبة. ليس لدي كثير من الناس صورة إيجابية عن آبائهم، ويجدون بعض الصعوبات. كلمة أباناتجلب ذكريات معاملة الآباء الأرضيين لنا عمن يكون الآب السماوي.

كشف الله عن نفسه في الكتاب المقدس كأب لشعبه، وأبرز مثل لهذا ورد في قصة الابن الضال (لوقا 15: 11-32). ابن رفض الحياة مع أبيه، وطلب ميراثه (كأنه كان يتمنى موت أبيه)، بدد ثروته في الملذات والترف. عندما عاد في النهاية إلي المنزل، وجد الآب في وضع يتناقض مع ما كان متوقعا، جري أبوه لمقابلته وسكب عذوبة حبه له. أطلق أحد المفسرين علي الآب أنه أب مسرف، لأنه أسرف في حبه للابن الضال، ولم يتوقع شيئا في المقابل. هذا هو الأب الذي نناديه عندما نبدأ الصلاة الربانية( أبانا).

تمثل هذه الكلمة رغبتنا في أن نكون مثل الرب يسوع في العلاقة بينه وبين الآب. ردد الرب يسوع كلمة الأب، ليس لمجرد استخدام مصطلح يعبًر عن العلاقة الحميمة فقط بل أنه عمل جنبا إلى جنب مع الأب في عمله العظيم في بناء الملكوت. كانت مهمة الرب يسوع كبيرة في هذا العمل من المعاناة والموت على الصليب. نحن بحاجة إلى اتخاذ الطريق الذي أخذه الرب يسوع. في التواضع اللانهائي، في الخدمة الدؤوبة، في الدعوة لله أبينا، ونحن نحتاج أن نكون أكثر فأكثر تشبها بالرب يسوع المسيح.

الآب الصالح

1. الأب الصالح هو الذي يتحمل كل الآلام دون مخدر—احتمال شديد

2. الأب الصالح هو الذي لا يشعر أنه جدير تماما بالمحبة التي يراها في عيون اطفاله.= تواضع فريد

3. الأب الصالح هو الذي يعمل بجد لضمان سلامة الأماكن الوعرة للذين سوف يتبعونه= حب مجيد.

4. الأب الصالح هو الذي لن يكون سعيدا اذا لم يكن هناك عمل ينبغي القيام به.

5. الأب الصالح هو الذي يكون مشغولا في تحسين المسالك، وتمهيد الطرق.

6. الأب الصالح هو الذي يعلم أولاده اللطف والكرم بلطفه وكرمه.

7. الأب الصالح هو الذي يعلم الصبر من خلال كونه رقيقا متفهما أكثر وأكثر لكل موقف.

8. الأب الصالح هو الذي يعلم اولاده الصدق عن طريق الحفاظ على الوعود مهما كلفته.

9. الأب الصالح هو الذي يعلم الشجاعة للذين يعيشون معه لاستبساله وإيمانه، في جميع الظروف.

10.الأب الصالح هو الذي يعلم العدالة من خلال كونه عادلا والتعامل على قدم المساواة مع الجميع.

11.الأب الصالح هو الذي يعلم طاعة كلمة الله بالقدوة، درس المكتوب والصلاة يوميا مع عائلته.

12.الأب الصالح هو الذي يغرس في تابعيه محبة الله لأنه يرافق عائلته إلى كافة الخدمات

أبوة الله

كان أحد الآباء برفقة ابنه، يتسلقان بعض المنحدرات، سمع الآب صوتا من فوق يصيح، يا أبي! تلقاني!” التفت حوله ليرى ابنه يقفز بفرح من صخرة مباشرة في وجهه. وكان قد قفز ثم صاح يا أبي إنني أقفز كما في السيرك. سقط كلاهما على الأرض. لحظة أن أمسك الآب بالإبن لم يمكنه ان ينطق. عندما وجد نفسه لاهثا بشدة. قال: “هل يمكن ان تعطيني سببا واحدا وجيها لماذا فعلت ذلك؟

أجاب الابن بهدوء ملحوظ: “بالتأكيدلأنك بابا.” استند علي ضمان حقيقة أن والده جدير بالثقة.

أليس هذا أكثر صدقا مع أبينا السماوي؟

Comments are closed.