العالم يحترق

جزاء الصابرين




خلّصوا البعض بالخوف مختطفين من النار مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد“( يه 23

جوهر الانجيل

نسمع هذه الأيام اسئلة عديدة، بطرق مختلفة. تشمل موضوعات تتراوح عن زواج المثليين ، عن حقيقة وجود الجحيم إلى القضايا المحيطة عن العدالة والفقراء. … . وقبل أن نتمكن من الوصول إلى الإجابة عن هذه القضايا، علينا أن نبدأ بما علًمنا المسيح وأتباعه من البداية في الإنجيل (الأخبار السارة). هذه التعاليم هي الركائز الأساسية للإيمان، والثمار الروحية للنمو. هي مصدر أخلاقنا والحقيقة الأساسية في العقيدة المسيحية. بدون ذلك، نحن نتبع نظاما أخلاقيا أجوفا كأي منظمة دينية أخري. لم يعد لدينا الإيمان المسيحي كما كان مفهوما من الرب يسوع، من أتباعه في المسيحية التاريخية منذ 2000 سنة.

قال الرب يسوع أنا هوالطريق والحق والحياةكان العالم في ذلك الحين يضع ثقته في طريقين رئيسيين للحياة، إما الرضا الذاتي (مذهب المتعة والالحاد) أو البر الذاتي (الدين الشكلي)، ولكن الرب يسوع وضع طريقا ثالثا، هو الإنجيل(الأخبار السارة)..

ينادي طريق الرضا عن النفس (بالمتعة) بأن الحياة هي كل شيء تحصل عليه. عليك أن تتمتع به إلي أقصى ما يمكن، لأن كل ما لدينا هو هذه الحياة، ومن ثم لا يوجد شيء بعدها. “تمتع بالأكل، بالشرب، بالنوم، ، بالقيام بكل ما يجعلك سعيدا. الحياة في هذا الرأي هي، قطعة قماش بيضاء، ترسم عليها الصورة التي تريدها، لأنه في نهاية المطاف، ليس هناك معنى آخر غير المعنى الذي تعطيه لنفسك. لكن الرب يسوع رسم صورة أخري لهذه الحياة في قصة الابن الضال، الذي أخذ ميراثه من أبيه ومضي إلي كورة بعيدة، وهناك بذًر ماله في النبيذ والنساء والغناء وأنتهى به الأمر إلي الاحتياج (لو15)

والطريقة الثانية هي البر الذاتي، التي تقول أن الحياة تعطى معنى الانضباط الذاتي، وطاعة الأوامر، والحفاظ على القانون. إنها حياة ترى الكون ليس قطعة قماش بيضاء، ولكنها تهتم بالأخلاق الظاهرية. في نفس القصة في انجيل لوقا 15، يعطينا الرب يسوع صورة عن هذه الحياة في الأخ الأكبر، الذي عمل بإخلاص مع والده. كانت حياته تبدو جيدة على السطح، وفي النهاية، تبين أنه كان يريد ثروة والده، تماما مثل شقيقه الأصغر. ولكن بدلا من طلب ذلك، كانت استراتيجيته هي أن يكون الابن الصالح المطيع، وفي النهاية، سيرث أرض والده وممتلكاته. من الواضح أن لابن الاكبر كان لا يحب والده. كان مثل شقيقه يخدم مصالحه الذاتية، وفي النهاية، اصيب بالإحباط.

الإنجيل هو الطريق الثالث، طريق النعمة. الذي يقول ان الكون ليس فارغا، ولكن الآب السماوي خلقنا لحياة جيدة وكريمة. الكون مليء بالأشياء الجيدة للاستمتاع والهدف الرئيسي من الحياة هو معرفة الله الخالق الذي خلق الكون، يشمل طريق النعمة التمتع بكل عطايا الخالق وهباته محانا بالنعمة.

عندما نحاول ملء حياتنا بالأشياء المخلوقة وليس بالخالق، تصير حياتنا في نهاية المطاف فارغة عديمة القيمة.

ومن ناحية أخرى، عندما نحاول أن نعيش حياتنا عن طريق اطاعة قائمة من القواعد، مهما كانت، سنصاب بالإحباط وخيبة الأمل بسبب عجزنا عن الاستمرار في الطاعة.

الوضع الحالي

من مهابة القداس الحبري السامي في سانت بيتر إلي بساطة هدوء اجتماع الكويكرز، من تطور فكر القديس توما الأكويني إلي بساطة التأمل الروحي، من سانت بول في لندن، وكنيسة بريطانيا العظمى، إلى الأم تيريزا في الأحياء الفقيرة في كلكتا كل هذه فرق مسيحية.” هيوستن سميث

على مر القرون، ظهر العديد من الطوائف المسيحية. كل طائفة لديها معتقداتها الخاصة المميزة وممارساتها، وتعتبر أحد فروع التيار المسيحي إذا أقرت المعتقدات الأساسية مثل لاهوت يسوع المسيح وسلطة الكتاب المقدس

خلال لقاء مسكوني في الآونة الأخيرة، هرعت السكرتيرة وصرخت حريق ! حريق!”

اجتمع اعضاء إحدى الطوائف في زاوية يصلًون.

صاح أعضاء أخري أين هو الماء؟” “أين هو الماء؟

اعلن أعضاء أخري ان الحريق شر عظيم.

وضعت طائفة رابعة رمزا على الباب أملين أن يمر الحريق بدون خسائر.

صاح أخرون، كل شخص مسئول عن نفسه.”

أعلن غيرهم انه انتقام من الله.”

شكلت إحدى الطوائف موكبا وخرجت من الاجتماع.

خلص العلم المسيحي إلي أنه لم يكن هناك أي حريق.

شكلت أخري لجنة للنظر وتقديم تقرير مكتوب عن سبب الحريق.

اعلنت أخري أنه روح الاحتراق

هكذا سار الأمر في مناقشات عقيمة. لم يتحرك أحد من الطوائف لإطفاء الحريق

أمسكت السكرتيرة طفاية الحريق واخمدت النار.

من المسئول؟

اغتيلت الشابة كيتي جنوة التي كانت تقطن في القسم السكني بنيويورك. شاهد الحادث أكثر من 38 شخص من الجيران. تم الهجوم عليها وقتلها في مدي 30 دقيقة. لم يحاول أحد أن يتصل هاتفيا بالشرطة. كشفت الدراسة بعض الحقائق المدهشة عن هؤلاء الناس. السبب الرئيسي هو أن كل شخص كان يعتقد أن شخصا آخرا عليه أخذ زمام المبادرة للاتصال بالشرطة وليس بالضرورة هو.

يحاربون وهم نيام

كان جنود نابليون ينامون وهم سائرون في ميدان القتال ، يتحركون وهم نيام في حالة من اللامبالاة فيما يجري حولهم. الالاف من المسيحيين يشبهون جنود نابليون في لامبالاة روحية ، مغيًبون تماما في رحلة حياتهم، ليس لديهم أدني اهتمام بالنفوس الثمينة التي مات المسيح من أجلها.

فجاء اليه( إلي يونان) رئيس النوتية وقال له ما لك نائما. قم اصرخ الى الهك عسى ان يفتكر الاله فينا فلا نهلك

(يونان 1 : 6)

…………………………………………………………………….

أخي

ما هو موقفك من العالم الذي يحترق من حولك؟ انها مسئوليتك الشخصية لإنقاذه من الاحتراق وليست عمل الطائفة وحدها!

هل تسعي لربح الممدودين للقتل؟

صوت الله يناديك

: “خلّص البعض بالخوف مختطفا من النار مبغضا حتى الثوب المدنس من الجسد“( يه 23).

Comments are closed.