“أَيَأْخُذُ إِنْسَانٌ نَارًا فِي حِضْنِهِ وَلاَ تَحْتَرِقُ ثِيَابُهُ؟ أَوَ يَمْشِي إِنْسَانٌ عَلَى الْجَمْرِ وَلاَ تَكْتَوِي رِجْلاَهُ؟ ( أم 6 : 27—28)
• بطل جبًار
هو شمشون بن منوح من شخصيات العهد القديم، هو بطل شعبي من إسرائيل اشتهر بقوته الهائلة وورد ذكره في سفر القضاة ص 13 إلى ص16، وفي الرسالة إلى العبرانيين ص 11
•نذير بار
بشًر بولادة شمشون ملاك ظهر أمام والده وزوجته العاقر وقال إن الولد سيخلص الإسرائيليين من الفلسطينيين وطلب الملاك من أمه أن تمتنع عن المشروبات الكحولية وأن لا يحلق أو يقص شعره أبد. ” فها أنك تحبلين وتلدين ابنا ولا يعل موسى رأسه لأن الصبي يكون نذيرا لله من البطن وهو يبدأ يخلص إسرائيل من يد الفلسطينيين” قض 13 : 5
• بدء الانحدار
وقد تربي شمشون حسب هذه الوصية. وعندما أصبح شابا ترك بلاده ليرى مدن الفلسطينيين وهناك أحب امرأة فلسطينية وتزوجها، وكان الزواج ضمن الخطة الإلهية لضرب الفلسطينيين. وفي طريقه لطلب يد الفتاة هاجمه شبل أسد فشقه وقتله شمشون بيده بقوة الرب وبدون سلاح.
وفي طريقة للعرس لاحظ شمشون أن النحل عشش في جثة الأسد وصنع عسلا فأكل منه وأعطى أيضا والديه. وفي حفل الزواج أخبر شمشون ثلاثين رجلا فلسطينيا أحجية ووعدهم بثلاثين قميصا وثلاثين قطعة ثياب. الأحجية: “من الآكل خرج أكل، ومن الجافي خرجت حلاوة” تشير لتجربته مع الأسد. غضب الفلسطينيون من الأحجية وأخبروا زوجته أنهم سيحرقونها مع عائلة أبيها إن لم تكتشف الحل وتخبرهم. وبعد رجاء الزوجة أخبرها شمشون فأخبرتهم، وقبل غروب اليوم السابع أخبروه: ” أي شيء أحلى من العسل وما هو أقوى من الأسد؟” فرد عليهم: لولم تحرثوا على عجلتي لما عرفتم أحجيتي” وغضب وقتل ثلاثين رجلا فلسطينيا وأخذ لباسهم وأعطاها للثلاثين فلسطينيا الذين حضروا الحفل.
وعند رجوعه لبيت والدها اكتشف أن زوجته أعطيت لصديقه كزوجة، ورفض والدها السماح له برؤيتها وعرض عليه أختها الصغيرة فقام شمشون بوضع مشاعل على أذناب ثلاثمئة ثعلب لتركض خائفة في حقول الفلسطينيين وتحرقها كلها، عرف الفلسطينيون سبب حرق شمشون لمزارعهم فحرقوا زوجته ووالدها حتى الموت، وانتقاما منهم قام شمشون بذبح عدد أكبر من الفلسطينيين. و ظل شمشون يقضي لإسرائيل عشرين سنة
• قمة الانحدار
وتعتبر حياة شمشون واحدة من التناقضات. أولا، كان “نذيرا مفرزا لله، منذ ولادته” (قضاة 13: 5)،. حل روح الله عليه ووهبه قوة كبيرة لمحاربة الفلسطينيين. في الوقت نفسه، كان شمشون زير نساء، ممتلئا بالشهوة. وتوضح حياة شمشون أن الاستسلام للإغراء يؤدي إلى الخطيئة . انتهك قانون الله. أراد أن يتزوج من امرأة فلسطينية على الرغم من احتجاجات والديه بالزواج من الوثنيين. ذهب مع والدته ووالده إلي كروم تمنة (قض 14: 5) أحب بعدها امرأة في وادي سورق اسمها دليلة، فطلب منها الفلسطينيون أن تحاول كشف سر قوة شمشون .
• اللعب بالنار
توسلت دليلة إليه معرفة سر قوته وهو علي ركبتيها فأخبرها أخيرا أنه يفقد قوته إذا فقد شعره، وَأَنَامَتْهُ عَلَى رُكْبَتَيْهَا وَدَعَتْ رَجُلاً وَحَلَقَتْ سَبْعَ خُصَلِ رَأْسِهِ، وَقَالَتِ: «الْفِلِسْطِينِيُّونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ». فَانْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ وكان لا يزال يتوقع أن يكون الله معه وَقَالَ: «أَخْرُجُ حَسَبَ كُلِّ مَرَّةٍ وَأَنْتَفِضُ». وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ فَارَقَهُ. (قض 16 : 20). وَابْتَدَأَتْ بِإِذْلاَلِهِ، وَفَارَقَتْهُ قُوَّتُهُ.، وقبض عليه الفلسطينيون وقلعوا عينيه اللتين كانتا تشتهيان الفلسطينيات – أخذه الفلسطينيين إلى غزة ليعمل في طحن الشعير
• ذل وعار.
وفي أحد الأيام اجتمع الفلسطينيون في معبد ليضحوا للإله داجون كشكر على مسكهم شمشون، وأحضروا شمشون ليسليهم، وَكَانَ لَمَّا طَابَتْ قُلُوبُهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا: «ادْعُوا شَمْشُونَ لِيَلْعَبَ لَنَا». فَدَعَوْا شَمْشُونَ مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ، فَلَعِبَ أَمَامَهُمْ.
• قتل ودمار
“فدعا شمشون الرب، وَقَالَ: «يَا سَيِّدِي الرَّبَّ، اذْكُرْنِي وَشَدِّدْنِي يَا اَللهُ هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ، فَأَنْتَقِمَ نَقْمَةً وَاحِدَةً عَنْ عَيْنَيَّ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».
وَقَبَضَ شَمْشُونُ عَلَى الْعَمُودَيْنِ الْمُتَوَسِّطَيْنِ اللَّذَيْنِ كَانَ الْبَيْتُ قَائِمًا عَلَيْهِمَا، وَاسْتَنَدَ عَلَيْهِمَا الْوَاحِدِ بِيَمِينِهِ وَالآخَرِ بِيَسَارِهِ. وَقَالَ شَمْشُونُ: «لِتَمُتْ نَفْسِي مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». وَانْحَنَى بِقُوَّةٍ فَسَقَطَ الْبَيْتُ عَلَى الأَقْطَابِ وَعَلَى كُلِّ الشَّعْبِ الَّذِي فِيهِ، فَكَانَ الْمَوْتَى الَّذِينَ أَمَاتَهُمْ فِي مَوْتِهِ، أَكْثَرَ مِنَ الَّذِينَ أَمَاتَهُمْ فِي حَيَاتِهِ.
