القيمة الحقيقية

طريق المفديين

الروح يهبنا القدرة علي أن نعبد الله العبادة الحقيقة و أن نضعه في مكانته اللائقة ، نكرمه ونعود إلي الاتكال الكلي عليه في كل مجال في حياتنا بمعني أخر نصير في علاقة وثيقة صحيحة مع أبينا .

في عصر يعتبر “القيمة الذاتية ” هي حاجة الإنسان الأساسية ، نحتاج أن نتحقق أن القيمة الحقيقية – الفهم الحقيقي لمن نحن – يمكن أن تأت من خلال العبادة الحقيقية، العبادة التي تأسست علي فهم من هو الله.   في الحقيقة هي الجدارة المطلقة الوحيدة .

الحاجة أن نكون محبوبين .

الحاجة إلي أن نكون محبوبين هي حاجة أساسية عميقة. نحن نحتاج إلي المحبة المؤسسة علي ما نملك أو ما يمكن أن نحققه . نحن نشتاق إلي محبة غير مشروطة مبنية علي من نحن وعلي قدرتنا أن نحب وأن نكون محبوبين. تتصل مباشرة مع الله كأبينا ويوضح الكتاب المقدس لنا هذا الأمر.

” نحن نحبه لأنه أحبنا أولا ” 1يو 4: 19

محبة الله لنا مؤسسة دائما علي –من نحن- طبيعته المقدسة غير المتغيرة ومحبته التي تسد الاحتياج بروح التضحية و ليست محبته محدودة بقرار أبدي ليعمل لنا الخير . لقد أختار الله أن يسر بنا فيمن نحن كأولاده.

كان ابني في مرحلة ما قبل المدرسة _ يفتن بأي فتاة في الهيئة معتمدا في ذلك علي من هي أكثرهن أناقة و تجاوبا معه. ذات يوم بعد ظهر الأحد، كنا نستضيف فريقا للشاي و نحن نقدم الأعضاء الجدد في الهيئة كانت إحدى الشابات ترتدي أفخر الثياب البيضاء الأنيقة .

وبينما نحن مستغرقون في الحديث دخل “دان ” ابني في مظهر قذر كما لو كان قد أبتكر 12طريقة في جمع الأتربة والطين علي ملابسه .كان عمره 4 سنوات و نظر بركن عينيه ولمح الفتاة المحبوبة ذات الرداء الأبيض، و في لحظات كان في حجرها محتضنا إياها..

كدت اصعق مما رأيت.   طفل صغير قذر يلطخ أنصع ثوب في الحجرة .. لكن ما رأته ” أرليس ” هو طفل صغير يحتاج إلي المحبة . عانقته وأحبته كما لو كان هو الطفل الوحيد في العالم .

علمني الله أمرا في تلك اللحظة . نميل أن ننظر إلي أنفسنا كما لو كنا خطاة قذرين . لكن الله أبونا لا يرانا إلا كأولاده الصغار المحتاجين إلي محبته الكثيرة، لهذا السبب محبته كثيرة وبلا حدود.

الانتماء إلي الله يساعدنا علي أن نحقق الجانب المقابل من هذا الاحتياج وهو الاحتياج إلي الانتماء إلي الآخرين. في تك 2 قال الله” ليس جيدا أن يكون أدم وحده ” كلمة وحده في العبرية معناها ” منفصل ” إن كنا ننتمي حقيقة إلي الله ونتمتع بعلاقة العبادة الصحيحة له عندئذ يصير هو المحرك الأول الذي يأتي بالآخرين إلي حياتنا لإشباع الحاجة إلى الانتماء..

كيف؟   يعمل هذا من خلال الكنيسة – الأسرة . من شعب له الفكر المشترك، المولودين من الروح القدس الذين يتعلمون أن يعتنوا بعضهم ببعض وهنا نشبع حاجاتنا إلي الانتماء.

الحاجة إلي الخير ( الحياة )

أوضح الرب هذا في مت 6 أن الإحساس بالكيان الصحيح لا يأتي مما نمتلك أو ما يمكن أن نحصل عليه، بل ممن هو أبونا السماوي .

… لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون أو تشربون و لا لأجسادكم مما تلبسون انظروا إلي طيور السماء إنها لا تزرع ولا تحصد و لا تجمع إلي مخازن و أبوكم السماوي يقوتها . ألستم أنتم بالحري أفضل منها . …. فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس فإن هذه كلها تطلبها الأمم لآن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلي هذه كلها . اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم.  مت6: 25-26 ، 31-33

 لقد وعد أبونا أن يقابل كل احتياجاتنا . ونحن ننتمي إلى أبينا. يفتح عيوننا لكي نري غناه الفائق الذي يعرف أننا نحتاج إلي الخير و أنه يرغب بشدة في إشباعنا .

Comments are closed.