الحاجة إلي الأمان

طريق المفديين

يقدم أبونا السماوي ويضمن لنا الأمن الشخص بتأكيد هذا الحساس الشخصي به ويقوي من تعبير ” بابا الأب ” في الكتاب المقدس ( مر14: 36،رو8: 15 ، غلا4: 6)  كلمة أبا” كلمة آرامية وهي أول كلمة ينطقها الطفل الصغير و هو ينادي أباه – أفضل ترجمة لكلمة أبا هي ” دادي ” ” الله أبونا ” عندما نعرف الله أبا الآب يكون الإحساس الراسخ هو الأمن الشخصي والرضي.   لا يهم ما نواجهه من معضلات تعترض طريقنا قى صراعات الحياة . أبونا هناك لن يتركنا و لن يتخل عنا. عب13: 5

الحاجة أن نكون مقبولين و لنا مغزى

يأتي القبول في أشكال كثيرة. ونحن جميعا نرغب فيه . يسعى كل شخص جاهدا في نوال رضى الوالدين. نقص الإحساس به يخلق مشكلات حقيقية . الدافع إلي نواله يكون قويا لدرجة أن يهمل الناس عائلاتهم ، صحتهم و كل ما لهم لتحقيق ذلك.

لماذا يعتبر المعني قويا لنا؟                                                                                                     لأننا نرغب بعمق أن نكون ” شخصا ما” نبعد عن الجماهير ونترك أثار لا تمحي في التاريخ، أن يوافق علينا ويقبلنا الناس. ،إذا يمنحنا هذا المعني ؟ يمنحنا تبني القيمة و الجدارة في عصرنا علي ما نعمله ، ما نحققه ، ما نتملكه وماذا يقول الناس عنا. و نلاحظ أن المغزى مؤسس علي عوامل خارجية وليس عوامل داخلية.

كيف نحصل كمؤمنين علي إحساس برضى الله و قيمتنا؟

هل من خلال الأعمال والإنجازات؟ 

هل من خلال الممتلكات أو أي وسائل أخري ؟

من الملحوظ أن هذا يتم من خلال وسائل إلهية و ليس بوسائل بشرية . يوضح لنا الكتاب المقدس أن الله يقبلنا بدون أي شروط في المسيح يسوع   (كو1: 22) فأبونا مهتم أكثر بمركزنا “من نحن” وليس بما نعمل . بمعني أخر يتعلق القبول والرضى الإلهي بكياننا وليس بأعمالنا . يأتي القبول الحقيقي النهائى من علاقتنا مع الأب الذي يؤكد أننا أولاده .

خلق الله الإنسان ليكون محبوبا مفهوما ومقبولا بدون شروط .  يوجد في داخل كل منا حاجة وتوقع أن نكون مقبولين بدون شروط، لكننا ولدنا في عالم لا يقبل أحد بدون شروط . يقبلنا العالم بشروط معينة مبنية علي ما يعمله الشخص أو ما يمتلكه . يدرك كل شخص مولود في هذا العالم أنه يوجد تعارض بين القبول بدون شروط ورفض العالم لمقابلة الاحتياج . ينتج عن هذا أن التعارض ضغط شديد  في ضوء الرغبة الشديدة للقبول لكل منا .

بعد السقوط فسد مفهوم الإنسان عن الله وحلت محاه عقلانية فاسدة. لم يعد للإنسان أي قيمة، أي أساس مطلق للقيمة و فسدت طبيعته الخاصة . لأنه لم يعد للإنسان أي قيمة مطلقة كان عليه أن يقوم بعمل تعويض، وتبني نظام تعويض. وضع مستويات ذاتية تسمح له أن ينال بشروط ما حرم منه بدون شروط. حاول أن يكتسب الجدارة والقيمة عن طريق أعماله وليس عن طريق ما يقوله الله عنه. كانت هذه هى خطة الله السابقة الأصلية قبل أن تدخل الخطية في الصورة . لهذا صار الشخص لا يعتبر نفسه جديرا بنوال أي شئ غير مشروط . نحاول بكل جهد أن نكون أفضل و نعمل أكثر لنكون مقبولين . لكنه لا يمكننا أن نعمل ما هو كاف أو يكون لنا ما هو كاف لإشباع شوقنا أن نكون مقبولين .

الأخبار السارة هي أن أبانا الذي خلقنا لنكون مقبولين بلا شروط ، يقبلنا بلا شروط. قبوله مؤسس علي من هم الذين خلقهم و مكانتهم في المسيح، وليس علي أساس ما نعمل . انه يحبنا ويقبلنا ويرضى علينا كأولاده.

الحاجة إلي القبول :

الرضى والقبول متصلان عن قرب . إذا نلنا الرضي نشعر بالقبول ولسوء الحظ لا يشعر كثير من المسيحيين بالرضي أو القبول من الله . نؤمن بأن الله لا يحبنا لكنه يحب المسيح فينا فقط.

Comments are closed.