العلاقة مع المسيح

راحة المتعبين

بسبب علاقتي مع المسيح صار كل ما وعدني به هو ملك لي , ولا أجاهد من أجل هذا الأمر بل هو شئ أمتلكه . ليس ما أعمل بل من أنا في المسيح هذا هو الأهم . وهذا مختلف عن حق المنزلة الذي يجعلنا مزدوجي الطبيعة ولكن تعليم ” حق العلاقة ” يجعلنا شركاء في الطبيعة الإلهية الآن.

يطرأ إلي الذهن سؤال فوري ” إذا كان لي طبيعة بارة لماذا لا أزال أعمل الشر ؟” أليس هذا دليلا علي أنه لي طبيعة خاطئة؟ كان بولس يواجه نفس المشكلة ونفس السؤال فكانت إجابته :

لأني لست أعرف ما أنا أفعله إذ لست أفعل ما أريده بل ما أبغض فإياه أفعل فإن كنت أعرف ما لست أريده فإني أصادق الناموس أنه حسن . فالآن لست بعد أفعل ذلك أن بل الخطية الساكنة في .” رو7: 15-17

لم يقل بولس “طبيعة الخطية” لكنه قال الخطية. فبولس لا ينادى هنا أن الإنسان له “طبيعة الخطية”بل أن الخطية تسكن في كيانه. يتحدث عن مبدأ الشر – عنصر الشر الذي غزا الإنسان في السقوط وتخلل كيانه. نشأت المشكلة من سوء فهم و ارتباك يتعلق بالخطية الساكنة.

الخطية الساكنة شئ غريب علي المؤمن . لم يكن يقصد أبدا أن تسكن الخطية الإنسان. لكن عند السقوط رغب الإنسان في الاستقلال عن الله ، سادت الخطية علي كل كيانه : الروح ، النفس والجسد . الخطية الموجودة في الإنسان تجعله يخطئ .

تسود الخطية غير المؤمنين وهي كالحاكم المطلق ولها كامل الحرية في أعضاء جسد الخاطئ . و الإنسان في الخطية يسميه الكتاب المقدس “الإنسان العتيق” و المؤمن في المسيح يسميه الكتاب ” الإنسان الجديد”

يوضح بولس الأمر في النص فى رو 5: 12، 8: 17 أن الإنسان العتيق صلب مع المسيح. أن ما كان فيه أدم ” الإنسان العتيق ” انتهي إلي الأبد . وما أنا فيه في المسيح مضمون إلي الأبد. حيث أننا متنا عن الخطية وصرنا أحياء لله في المسيح. لا يجب أن تحيا الخطية في أجسادنا . وبالإيمان نحسب أنفسنا أمواتا عن الخطية لحظة بلحظة وعلي أن نفهم أن خطاياي لم تعد هي المشكلة لأنهها قد ماتت لحظة قبولي المسيح.

القضية هي الخطية وليست خطاياي ولقد تعامل المسيح مع الخطية ومع خطاياي علي الصليب(1بط 2: 24) والروح القدس يتعامل الآن مع مشكلة الخطية و أنا أسلك بالإيمان في المسيح، .يحتاج مبدأ الخطية إلي أمرين ليعمل أولا : يحتاج إلي أعضاء الجسد للعمل والتعبير. و يوصينا الرسول بولس أن نقدم أجسادنا كآلات بر( رو6: 13 )

 ثانيا : يحصل مبدأ الخطية علي قوته من الناموس، يوضح بولس الرسول في رو7: 8-9 أن قوة الخطية هي الناموس و الحل الذي عمله الله هو أن نموت عن الناموس ونحيا ونسلك بالروح (رو7: 6 &8 :4 ) هل معني هذا أنني أستطيع أن أحيا حياة القداسة و أسلك سلوكا طيبا؟ لا . أننى لا أتكلم عن كمال بلا خطية . أنني أتحدث عن الحياة المسيحية المنتصرة في المسيح . يمكنني أن أتمتع بكل مزايا الحياة الجديدة لأننى في المسيح تغيرت طبيعيتي القديمة بأخرى جديدة وأنها ملكي الآن في الوقت الحاضر .

“ا أن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا كل شئ قد صار جديدا”2كو5: 17

لكن كل هذا يضيع إذا كان نصف كياني عرضة دائما للخطية . تعليم ازدواجية الطبيعة يسلبنى البركة الإلهية . لآن كل ما تحدثت به يصير بلا قيمة و يمكن التمتع به في السماء فقط . أنه من غير المعقول أن الله يقصد أمرا ويجعل هذا الأمر ممكنا في السماء فقط. انه يقصد أن يحيا كل منا طبيعتنا الجديدة في المسيح ونختبر الحياة الأفضل الآن .

من الأفضل أن ندرس رو5: 12،  8 : 17 يتناول بولس هنا ثلاثة قضايا أساسية

 نحن أموات عن الخطية.، قد متنا عن الناموس/ نحن أحياء للروح

يقدم بولس الحل لقضية الخطية كمبدأ فيما يلي:

” إذا لا شئ من الدينونة الآن علي الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح . لآن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت”     رو8: 1-2  


 

Comments are closed.