المسيحية في العالم الجديد

ضياء الفاهمين -2

المسيحية في العالم الجديد

دَاعٍ مِنَ الْمَشْرِقِ الْكَاسِرَ، مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ رَجُلَ مَشُورَتِي. قَدْ تَكَلَّمْتُ فَأُجْرِيهِ. قَضَيْتُ فَأَفْعَلُهُ.” (إش 46: 11).

عندما عثر  كولمبوس على نصف الكرة الأرضية الجديد، أعتبر رحلته على أنها مهمة دينية، وأطلق حملة جديدة من شأنها أن تعيد وحدة العالم المسيحي. كان يعتقد أن لديه دورًا نبويًا يلعبه، وهو دور تنبأ به النبي إشعياء منذ زمن طويل “دَاعٍ مِنَ الْمَشْرِقِ الْكَاسِرَ، مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ رَجُلَ مَشُورَتِي. قَدْ تَكَلَّمْتُ فَأُجْرِيهِ. قَضَيْتُ فَأَفْعَلُهُ.” (إش 46: 11).

على الرغم من وفاة كولمبوس فقيرًا، إلا أن أحلامه لم تتحقق، إلا أن الاكتشاف الأوروبي للعالم الجديد فتح فصلًا جديدًا في تاريخ المسيحية. لم تمثل أوروبا للمهاجرين الماضي فقط، الذي طالما حاولوا نسيانه، بل مثلت الماضي الفاسد الذي أرادوا الهروب من تلوثه.

في أمريكا، يمكنهم بناء مجمعات جديدة مقدسة. يمكنهم إجراء “تجربة حية”، كما قال أحدهم أنهم هاجروا ليبنوا مدينة تقع على تل، تشع نور الإنجيل إلى أقصى أطراف الأرض. كما تنبأ الشاعر ويليام بليك الذي لم تطأ قدميه العالم الجديد أبدًا، “وُلِد على ضفاف نهر التايمز، داعبت مياهه أقدامه كطفل، لكن غسل نهر أوهايو البقع منه، لقد ولد عبدًا، لكنه أصبح حرا.”

تاريخ المسيحية في أمريكا – بدأ من مستوطنات جيمس تاون، إلي النهضة واليقظة الكبري، من  صدمة الحرب الأهلية وإلي إعادة الإعمار، إلى انبثاق الحركة الكاريزمية والكنائس الضخمة للباحثين عن الحق في العقود الأخيرة. إنها مهمة تحقيق قصد الله في العالم الجديد بطريقة جديدة

Comments are closed.