النظارة الوردية

طريق المفديين

يضع البعض نظارة في لون الورد لحياتهم . هذا الأمر بعيد جدا عن الحق . الحق هو أن الله  يحب المسيح فينا ويحبنا نحن أيضا . يقبلنا بلا شروط لسبب ما عمله المسيح علي الصليب. ولأننا مقبولون من الله يسكن روحه فينا و يجعلنا أبرارا . الله أبونا يقبلنا رغم كل عجزنا وكل خطايانا ضعفاتنا، شخصيا وبدون شروط . يسدد الأب كل احتياجات الأبناء . ويوجد وجه أخر في الأبوة، العلاقة هامة جدا لكل من الأب والابن و تشمل العلاقة 3 عوامل هى :

علاقة ملائمة ، علاقة نامية و علاقة وثيقة .

العلاقة الحقيقية بين الأب والابن هي علاقة مستمرة . نري ذلك في مثل الابن الضال (لو15: 11-32) لم يؤثر في العلاقة شيء من اتجاهات أو أعمال الابن . يعلمنا المثل أنه لا يوجد شئ يؤثر في علاقة الأب المستمرة معنا . هذا مهم بسبب حاجة الابن إلي الوالد حتى لو تغير الابن. كوالدين علينا أن نتجاوب مع نكوص أولادنا أو عدم كفاية سلوكهم.

ولا نتغير في محبتنا لكننا لسوء الحظ نقصر في ذلك بينما يستمر أبونا السماوي في حبه لنا . علينا أن نتذكر أنه لا يوجد شئ يؤثر علي علاقتنا بالله . الخطية فقط تؤثر في علاقتنا نحو الله .

ومع أن محبة آبائنا الأرضيين تتغير أحيانا، فإن محبة أبينا السماوي مستمرة. إن كنا نحن غير أمناء فأنه يبقي أمينا(2تي 2: 13) أن كان يستحيل التعامل معنا فإنه يظل عطوفا . إن كنا نغضب منه يبقي صبورا . نحن في حاجة إلي أمن الأب وإلي محبته وعطفه وقبوله الدائم . إلى قبول ليس عرضة للتغير العاطفى وإن حدث هذا مع آبائنا الأرضيين.

ليست علاقتنا مع أبينا السماوى مستمرة فقط ولكنها نامية أيضا. تختلف علاقتنا مع أولادنا عندما يدخلون مرحلة الشباب أو الرجولة

ومع أن استمرار علاقتنا مع أبينا السماوي تعتمد بالكامل عليه هو فإن نمو هذه العلاقة يعتمد إلي حد كبير علينا .   يصف أزولد سميث ساندرز في ” التمتع بعلاقة وثيقة مع الله “المواقف المختلفة من تلاميذ المسيح:

” كان كل تلميذ وثيق الصلة بالمسيح  ابن الله الذى ليس عنده تفضيل أحد عن الآخرين “

 علينا نحن أيضا أن تكون لنا هذه العلاقة الوثيقة الحقيقية معه .

تزداد هذه العلاقة وثوقا في نموها مع الله . ليست هذه العلاقة الوثيقة مع الله اختيارية بل هي ضرورية لصالحنا . كلما عرفنا حقيقة أبينا السماوي ومن هو كلما تعمقت محبتنا له، وكلما تحولنا إلي شبهه . هذه هي الدائرة الإيجابية فى تحولنا إلي شبه المسيح.

وإن كان الله أبونا هو الذي بادر بالعلاقة معنا وهو يغذيها الآن ، فإن علينا أن نتجاوب معه.   يوضج.ا. بار كر بصورة جيدة دور الله في هذا الأمر :

“الذي يهم ليس هو حقيقة أنني أعرف الله لكن الحقيقة الأكبر تكمن في أنه هو يعرفني . أنني أعرفه لأنه هو عرفني أولا . لقد نقشت علي كفيه و لن ينساني علي الإطلاق وهو مستمر في أن يعرفني ”

يطلق الكتاب المقدس علي دور الله في العلاقة ” النعمة ” و دورنا ” الإيمان ” ويطلق علي النعمة ” الكفاية الإلهية “وعلى الإيمان” التجاوب البشري لكفاية الله”. ونحن ننمو في إدراكنا لكفايته، ننمو في اختباراتنا لمحبته ورعايته والسلام مع الأب .

من إذا هو الأب ؟ هو الذي ينجب ، يربي, يغذي ، يسدد احتياجات و يشجع نمو العلاقة الوثيقة . الأب هو الشخص الذي يحب أولاده محبة فائقة وبكل رفق يلاحظهم. يعتني بهم و يغديهم           و يتحدث معهم ويصغي إليهم – ينشغل بهم بصورة حية . هذا هو أبونا السماوي .

كيف ننمو نحن في العلاقة مع الأب الذي هو روح ( يو 4: 24) ؟ لا يمكننا نحن الجسد والدم أن نتعرف علي الله الروح 

لقد أعلن الأب عن نفسه في جسد و دم شخص ابنه يسوع المسيح . قال الرب يسوع ” الذي رآني فقد رأي الأب ” . يمكننا أن نرى الله الأب من خلال الرب يسوع الذي يعلنه لنا.

ونحن نري حياة الرب يسوع في الأناجيل ندرك محبة الله أبينا –فى قبوله للخطاة ، مكسوري القلوب . المرضي و المتدينين. يمكننا أن نعرف محبته المضحية ونحن نري الرب يسوع يتحمل الموت علي الصليب. أعلن لنا وهو فوق الصليب عن قلبه المحب ” يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ما يفعلون ” لو23: 24

لا يوجد شئ أكثر كفاية من اختبار معرفة الله كالأب . ومن دراسة حياة المسيح، يمكننا أن نري الأب يعمل علي الأرض . في المسيح. نستطيع أن نري كل صفات أبينا الكامل . في محبة الرب يسوع نري محبة الله الأب . في رعايته نري الأب الراعي . وفي قبول المسيح لنا . نري قبول الأب . وفي عطف المسيح نري أبا عطوفا و في لطف المسيح نري أبا لطيفا لنا ، نري قبول الأب لنا . وفي صبر المسيح نري أبا صبورا . في المسيح وحده يمكن أن تكمل معرفتنا بالأب  


 

Comments are closed.