النعمة الغنية

نعمة الخالدين




لأنه قد ظهرت نعمة الله……تي 2 : 11

· رسول النعمة

 تمتلكنا الدهشة عندما يقابل الحب بالشر. النعمة هي منح جوهرة لشخص لم يطلبها- انبثاق النور في حجرة عندما ينسي الجميع أنهم في ظلام دامس.

تقلب النعمة السياسة البشرية رأسا علي عقب وهي تدحض كل قواعد الحكمة في السلوك الاجتماعي،

تقترح النعمة أن يكون البشر أكثر من مجرد إكرام الآخرين

  يشبه اكتشاف النعمة عند الكثيرين اكتشاف فتحة في أبواب السماء . لا يمكنهم التخلي عن ذواتهم في التحديق فيها. يسكر النور كيانهم ويتعجبون من سمو وعظمة النعمة وهي الاختيار المتاح لنا

 كان الرسول بولس فيما مضي واحدا من المضطهدين.

سرق المسيحيون لعبته وكان يحاول استردادها بالقوة. لقد لمسوا إيمان أبائه ولوثوه. لا بد أن ينتقم منهم بقوة – مجتهدا الوصول إلي كل مكان ليعذبهم. وفجأة صدمته النعمة – وحطمت غطرسته وسلبته البصر حتي صار يتطلع إلي ما كان يرفضه فيما مضى. .

قد تغير إسم بولس وشخصيته – صار يكتب الرسالة بعد الأخرى إلي أصدقائه في الكنائس ، إلى شخصيات لم يراها – ذكر الكثيرين في رسائله، لكنه كان يعود إلي ذات الفكر الرئيسي : إلي تلك اللحظة، إلي النعمة التي أفقدته البصر في طريق دمشق- عندما أضاء حوله النور الساطع .

  كتب بولس مائة وثلاثين شاهدا عن النعمة، صارت كلمة نعمة تستهل، تتضمن، تختم كل رسائله التي كتبها. إنها محور تعاليمه وأعظم أماله والنعمة هي النموذج العظيم الذي يقيس حياته. لقد صار سوط الشهداء رسول النعمة.

 كتب بولس عن النعمة بمعني الإحسان لكن الكلمة تطورت إلي معني هبة فعلية وشفقة. شرح بولس أن النعمة تأتينا مجانا “لكن ليس كالخطية هكذا أيضا الهبة لأنه إن كان بخطية واحد مات الكثيرون فبالأولي كثيرا نعمة الله التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين” رو 5: 15

– مصدر النعمة الوحيد هو الله. إنها هبة لمن لم يبحث عنها ولم يكن جديرا بها ، وتأتي بلا حدود ولا يهمّ ماذا ارتكبنا ولا مدي عمق معاصينا و ظلام قلوبنا. النعمة تستر الجميع والله يبحث باستمرار وبدون توقف حتى يستأسرنا بالنعمة.

 النعمة أكثر توهج من أي شيء أخر وأكثر سطوعا لأنها مزوّده بقوة قلب الله ومحاولة إدراكها يشبه التحملق في ألوف الشموس

النعمة غير محدودة وتسمو كسمو الله الذي هو ” إله كل نعمة” (1بط 5: 10) وكثير الرحمة لمن لا رحمة له. العون لمن لا عون له. تشمل أي إنسان وكل إنسان. لا يوجد حدود لحشود المدعوين للعشاء علي مائدة الملك العظيم. النعمة هي الجسر لعبور هوّة عميقة بلا حدود من فسادنا إلي قداسته وهذا الجسر رحب راسخ ،يدعونا أن نعبر فوقه إلي حياة لا يمكن أن ينطق بها ومجيدة”

  النعمة والرحمة

الكلمتان كأنهما مترادفتين والواحدة كالأخرى. ذكر هناك فرق بين الكلمتين:

· يذكر العهد القديم الرحمة بينما العهد الجديد يتحدث عن النعمة.

· الرحمة هي أن الله يرفع عنا العقاب الذي نستحقه عن جدارة

· والنعمة ترفع العقاب وتقدم العلاج كالهبة الثمينة.

· تمسك الرحمة بالسكين قبل أن يغمد في قلب اسحق الابن،

· تقدم النعمة الخروف البديل الممسك بالقرنين.

· تسرع الرحمة إلي مسامحة الابن الضال،

· تعدّ النعمة الوليمة العظيمة بكل ما فيها.

· تضمد الرحمة جروح الشخص الذي وقع بين اللصوص ،

· تغطي النعمة كل تكليفات العلاج حتي الشفاء الكامل.

· تسمع الرحمة صراخ اللص علي الصليب،

· تمنحه النعمة الفردوس في نفس اليوم.

· تدفع الرحمة ثمن خطايانا علي الصليب،

· تكسينا النعمة رداء بر المسيح بدلا عن فسدنا.

· تجدد الرحمة بولس في الطريق إلي دمشق،

· تدعوه النعمة ليصبح رسولا.

· تخلّص الرحمة جون نيوتن من الفساد والتمرد،

· تجعل النعمة نيوتن راعيا ومؤلفا لترنيمة خالدة.

· تغلق الرحمة بابا للجحيم، تفتح النعمة باب السماء.

·تحفظ الرحمة لنا إنجازاتنا، تهبنا النعمة ما لا نستحقه.

Comments are closed.