تحقيق المستقبل العظيم

نور الفاهمين




“لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ.” رو 8 : 2

‏يكون الأمر مختلفا عند أشخاص لديهم متاعب حقيقية. يحاول  الشخص المتعب أن يجد أى مستقبل له. ويعتقد كثيرون أن مستقبلهم بسيط أو أنه لا مستقبل ‏لهم في العالم.

تغذى هؤلاء الناس على مفهوم تشاؤمي اليوم بعد اليوم، الأسبوع بعد الأسبوع والسنة بعد الأخرى بواسطة التليفزيون، الإذاعة والصحافة. لا يعلمون أن هذه الوسائل متعهدة لترويج الاخبار السيئة. ومن المحزن وجود عدد غير قليل من وسائل الإعلام السلبية التي لها طابع انهزامي تصبغه على الأحداث العامة.

‏توجد طبعا مواقف كثيرة تقود الناس الى السلبية، اليأس والقنوط – فيهما مأساة – ويتساءلون كيف تحول المأساة الى مستقبل مزدهر؟

‏أما أولئك الذين ينظرون إلي الموقف في إيمان ورجاء وليس في خوف ويأس، يجدون حتي في أصعب المواقف المخرج الحقيقي.

إيمان في الطريق السريع:  

‏كان ثلاثة أشخاص في سيارة في الطريق السريع فى منطقة شيكاغو . كانت ( دايلى جراتز ماتشو ) وزوجها ( إمبر ) فى السيارة (إستيشن واجن ) مع ابنتهما ( سو ) . كان المرور مزدحما والطريق منزلقا من المطر.‏انحدر ( إمبر ) إلى المعطف خلف صف من المركبات . نظر فى المرآة الجانبية فشاهد أكثر المشاهد رعبا في حياته . رأى سيارة نقل ضخمة تنحدر على ‏الطريق دون سيطرة أعلى سيارته.

‏في ثانية واحدة هبطت العربة بطريقة لولبية فوق سيارتهم مباشرة محطمة اياها . زجاج يتهشم – معدن يسحق – فقاعات من البنزين ثم صمت. . وجدت الام نفسها وقد التوت ركبتها حول صدرها، و غير قادرة علي التنفس. بصعوبة بالغة كانت تحرك ‏رأسها ويديها. كان سطح العربة المهشم يضغط بشدة على رأسها  وكان الزوج فى التواء جسدي ، ساقاه  مثنيتين كما فى مصيدة ، إحدى ساقيه تحته والأخرى بارزة من الزجاج المهشم ومحشورة جانب سيارة النقل الضخمة . أما ( سو ) فقد كانت ملقاة على ظهرها دون حركة

‏لكن أحدا منهم لم يقاسي ألأما شديد ة ، لم تكسر أى عظام لهم ولم ينزف أى منهم  ولم يستطع أحد منهم أن يقوم بأي عمل للمعاونة . كانت العربة الكبيرة المقلوبة ‏تحيط وتغطى سيارتهم المسحوقة. . .

قابل الأشخاص الثلاثة هذا الموقف المرعب بتقديم الشكر لله لأنهم مازالوا أحياء. شعروا بعمق ان الله معهم هناك فى السيارة ‏‏المحطمة التى كان من الممكن أن تصير نعشا لهم .

عندئذ ظهر لهم وجه ودود يركب الموتوسيكل وتطلع في دهشة إن كان احدا منهم علي قيد الحياة. واكد لهم أن النجدة في الطريق. استمروا في الصلاة بينما وقود الديزل يختلط ببنزين خزان سيارتهم. شرارة واحدة تكفي لإشعال كل هذا. تحققوا أن سقف السيارة يهبط ‏عليهم ببطء. كان ثقل الناقلة الهائل ينتزع كل ذرة للمقاومة من سيارتهم المفتتة.

‏مًرت ساعة ، ساعتان ثم ظهر رجلا يحمل خرطوما، موصلا انبوبة  أوكسجين ليساعدهم على التنفس المريح . ماذا فعلوا ؟ بدأوا فى التسبيح بترانيم الايمان.  أكد كل ‏منهم للأخرين ، الله يعلم كم من الوقت سنستغرق. ‏جاءت الحظة الحاسمة عندما رفع الونش الناقلة . لو انزلقت من الونش لتحطم باقي السيارة تماما. لضمان الأمان كانوا يدعمونها بعوارض . بعد ٣ ‏ساعات فك أسرهم ونقلوا إلى المستشفى بطريقة معجزية ثم اطلق سراحهم . تساءل الناس ، كيف كان لكم هذا الثبات؟ كان جوابهم: إننا في هذا العالم في يدي الله وسنكون في يديه هناك وهم يؤكدون، مهما حدث، طالما نحن في يدي الله لنا مستقبل.

عندما منحنا الله القدير الميلاد وهبنا مستقبلا علي الأرض و مستقبلا في السماء بعد ذلك. عندما نتذكر إن  كان أحد- رجلا أو أمراة- مرتبط بالمسيح فهو خليقة جديدة. لقد مضي العتيق وصار الكل جديدا. لهذا اكرر ثانية – لك مستقبل.

هل يتعلق المستقبل بهذه الحياة الفانية فقط؟ وهل هذا المستقبل محدد؟ ليس علي الاطلاق- المستقبل غير محدود و يمتد في الابدية نفسها- لا يستطيع الزمن ان يحد هذا المستقبل، لا العمر ولا الظروف. إن كان لك مستقبل مع المسيح متعمق في باطنك فهو مستقبل ابدي.

يكتشف البعض هذا العمق في المرض والألم احيانا. كما انهم يخلقون نوعا ممتازا من المستقبل يختلف عن النتائج الحالية المرتبطين بها في الحياة العادية.

 

Comments are closed.