جون هس (1370 – 1415)

ضياء الفاهمين

جون هس (1370 – 1415)

كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ” (رؤ2: 10)

 

ولد جون هس في عام 1370، في بوهيميا – الجمهورية التشيكية وتوفي في   1415في المانيا. هو مصلح ديني تشيكي في القرن الخامس عشر، ظهر في الفترة الانتقالية بين العصور الوسطى وفترات الإصلاح ومهد للإصلاح اللوثري بعد قرن كامل. بدأ حركة دينية تقوم على أفكار جون ويكليف. لم تتسامح الكنيسة الكاثوليكية مع مثل هذه الانتفاضات.

ولد هس من والدين فقيرين. التحق بجامعة براغ، وبعد عامين من تخرجه في عام 1394 حصل على درجة الماجستير وبدأ التدريس في الجامعة. وأصبح عميدا لكلية الآداب والفلسفة في عام 1401. في هذا الوقت كانت جامعة براغ تمر بفترة من الصراع ضد النفوذ الأجنبي، وعلى رأسها الألمانية. انتشرت الكتابات اللاهوتية لجون ويكليف على نطاق واسع في بوهيميا.  تأثر هس بتعاليم ويكليف، وأعجب بشكل خاص بمقترحات ويكليف لإصلاح رجال الدين الكاثوليك. كان رجال الدين يمتلكون الثروات الكبيرة، مما اثار استياء الفقراء. كما استاء الفلاحون من الضرائب الثقيلة التي فرضتها الكنيسة عليهم. وهكذا كانت هناك قاعدة كبيرة تدعم أي حركة إصلاح، في نفس الوقت فقدت السلطة البابوية مصداقيتها. وقد حاول الملك التشيكي تشارلز الرابع بأجراء بعض الإصلاحات، وكانت أعمال ويكليف الدافع لحركة الإصلاح التي أسسها يان ميليتش من كروميزو الذي توفي عام 1374.

في عام 1391 أسس تلاميذ ميليتش كنيسة بيت لحم في براغ، حيث مورست العبادة باللغة التشيكية وليس باللغة اللاتينية. في عام 1402 رسم هس قسا للكنيسة، التي أصبحت مركزا لحركة الإصلاح الوطني. أصبح هس واعظا بارزا وزعيما شعبيا. وعلى الرغم من مهامه الواسعة في الكنيسة، واصل هس التدريس في كلية الآداب وأصبح مرشحا للحصول على درجة الدكتوراه في اللاهوت.

عرض رئيس أساقفة بوهيما شكاواه إلى البابا متهما الويكليفيين بأنهم المحرضون على جميع اضطرابات الكنسية في بوهيميا. ولهذا أصدر البابا قرارا بحرق كل كتابات ويكليف وإلغاء مذهبه، وأوقف الوعظ الحر.  ناشد هس البابا، بالرجوع عن هذا ولكن عبثا. ووضع هس وأتباعه تحت الحظر. تسبب هذا الإجراء في ضجة بين طبقات الشعب; وصلت إلى الاضطرابات الشديدة. ومع استمرار الانشقاق الكنسي، رأى البابا ضرورة الاتصال بمجلس كونستانس لإيجاد حل نهائي للانشقاق ووضع حد لجميع الهرطقات. لذلك، أ ستدعي هس لحضور المجلس لشرح وجهة نظره تردد هس مترددا في قبولها. ولكنه وافق أخيرا. وبعد وقت قصير من وصوله إلى كونستانس، ألقي القبض عليه، ووضع في الحبس المغلق، ولم يخرج منه قط. نجح أعداء هس في محاكمته كزنديق ويكليفيي. لكن بعد تدخل النبلاء البوهيميين، سمح له بثلاث جلسات استماع علنية، للدفاع عن نفسه ونجح في دحض بعض التهم الموجهة إليه. وحث هس المجلس على التراجع من أجل إنقاذ حياته، اعتبره غالبية أعضائه زنديقا خطيرا يستحق عقوبة الموت. وعندما رفض التراجع، وحكم عليه ليو 1415، وأحرق على قائم خشبي.

 لا شك أنه دعم عقيدة سيادة السلطة الكتابية على سلطة الكنيسة الكاثوليكية يمكن تفسيرا راء هس على أنها تتويج لحركة الإصلاح الوطني التشيكي.

في فترة نفيه لم يستطع هس، ان يلقي عظات شعبية في براغ وعكف على كتابة سلسلة من الكتب باللغة التشيكية، ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه الكتابات كلاسيكية في الأدب التشيكي لا تقل أهمية في تاريخ اللغة التشيكية. ومن أكثر هذه الأعمال شعبية   “من الوصايا العشر”، و”الصلاة الربانية “.  تتضمن كتابات هس باللغتين التشيكية واللاتينية تعاليم دينية وأطروحات ومحاضرات ورسائل شخصية. ، وتم نفي هس في عام 1411وأدين بالهرطقة وأحرق.

ومن أقواله:

  • “تعرف الشجرة من الثمار التي تحملها”
  • “في الحياة الأبدية، يوجد فرح ونور كاملين، بدون ألم أو عذاب، وهناك الشركة مع الله نفسه وملائكته”.

 

 

Comments are closed.