كريستوفر كولمبوس

ضياء الفاهمين

كريستوفر كولمبوس (1451 ـ 1506)

أول أوروبي يكتشف طريقًا بحريًا إلى أمريكا

ولد كريستوفر كولمبوس عام 1451 في جنوة بإيطاليا. أمضى سنوات في العمل مع والده حائك الصوف، قرر أن يصبح بحارًا. أبحر في أنحاء أوروبا عدة سنوات وانتهى به المطاف في إسبانيا.

 لم يكن يدرك كولمبوس حجم المحيط الأطلسي، كان لايزال الاعتقاد بأن الأرض مسطحة وأن إسبانيا أقرب بكثير إلى جزر الهند حيث الذهب والحرير والتوابل. قام كولمبوس برحله عبر المحيط الأطلسي بحثًا عن جزر الهند. بعد حوالي أربعة أسابيع، وجدوا أرضا ولم يجدوا ثروات

على الرغم من أن كولمبوس لم يجد طريقًا بحريًا غربيًا قصيرًا إلى آسيا، إلا أنه كان أول أوروبي يكتشف طريقًا بحريًا إلى أمريكا، وهو معروف أيضًا باكتشاف نصف الكرة الغربي. رغم حمل كولمبوس للقب “مكتشف أمريكا” في العرف في الشعبي، إلّا أن هذا كان خطأ تاريخياً فأول من وصل القارة الأمريكية من البشر هم شعوبها الأصليين الذين هاجروا إليها واستوطنوها. ووفقاً للأدلة الأثرية والوراثية فإن أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية كانت آخر قارتين يسكنهما البشر. وتشير الدراسات الوراثية للشعوب الأصلية أن السكان الأصليين للأميركيتين يتشاركون سلفاً متمثلاً بمجموعة سكانية واحدة تطورت من خلال الانعزال الحاصل في بيرنجيا تبعاً لما تشير إليه الأدلة واستمر انعزال الشعوب الأصلية في بيرنجيا لمدة تتراوح الآف السنين وليس كولمبوس حتى أول من اكتشف الأمريكيتين من الأوروبيين؛ فقد عُثر على أدلة أثرية وثقت وصول الفايكنج إلى كندا حوالي عام 1000 ميلادي بحسب تقديرات التاريخ. ولا يوجد غير ذلك أي أدلة تاريخية مؤكدة تؤكد وصول شعوب أخرى للأمريكيتين ودون ذلك يوجد كثير من النظريات والمزاعم والروايات التاريخية حول وصول شعوب أخرى على غرار نظريات اتصال الشعوب البولنيزية أو مزاعم وصول إمبراطورية مالي الأفريقية قبل كولمبوس عام 1311 ميلادي كما توجد ادعاءات تاريخية حول وصول الصينيين واليابانيين والهنود والعرب والفينيقيين وغيرهم إلى الأمريكيتين.

وفاته

في 20 مايو 1506م في إسبانيا تدهورت صحته وبدأ يصارع الموت بعد أن تعارك طوال حياته مع أمواج البحار. وقد تم دفنه دون القيام بمراسم جنائزية التي عهدها علماء ومكتشفو ذلك الزمان.

توفي كولمبوس في 1506 في البيت الذي هو الآن متحف مكرس له. أعلن في 2006 عن نتائج بحث قام به فريق من جامعة غرناطة حول عظام الشخص المدفون في كاتدرائية إشبيلية، أثبت فيه انها تعود إلى كريستوفر كولمبوس. احتل كولمبوس المركز الثالث في استفتاء أجرته قناة الإسبانية عام 2007، ـ كأعظم شخصية إسبانية في التاريخ، ذلك رغم أن كولمبوس كان إيطالياً.

تسمية القارات الجديدة: لكن رغم أن كريستوفر كولمبوس هو أول من اكتشف العالم الجديد إلا أنها سميت على شخص آخر هو أمريكو فيسبوتشي الذي أكد أن كريستوفر كولمبوس لم يصل إلى الهند لكنه وصل إلى العالم الجديد في عام 1507 

  تقول كتابات بعض المؤرخين إن كولمبوس زار الجزر المحيطة بالأراضي الجديدة، أما أمريكو كان أول من وطأت قدمه أرض القارة. كتب رسام الخرائط الألماني مارتن فالدسميلر مقدمة في الكوزموغرافيا يعرض فيها وصفًا للكون، واختار اسم أمريكو ليُطلق على القارتين الجديدين، غير أنها صارت «أمريكا» ليكون الاسم مؤنثًا مثل آسيا وأفريقيا وأوروبا.

يجادل بأن المستكشفين كريستوفر كولمبوس وفاسكو دا غاما كانوا أشبه بالمرتزقة الجشعين أو المغامرين الفضوليين. ومع ذلك، لا يزال مؤرخون آخرون يشككون في تلك الدوافع. جادلوا إلى اعتبار كولمبوس شخصية بطولية شرعت في “مغامرة غير مغرضة”، وبأن كولمبوس أراد العثور على الذهب لتمويل حملات دينية جديدة.

أعتبر كولومبوس رحلته على أنها مهمة دينية، وأطلق حملة جديدة من شأنها أن تعيد وحدة وروعة العالم المسيحي في العصور الوسطى. كان يعتقد أن لديه دورًا نبويًا يلعبه، وهو دور تنبأ به النبي إشعياء منذ زمن طويل “دَاعٍ مِنَ الْمَشْرِقِ الْكَاسِرَ، مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ رَجُلَ مَشُورَتِي. قَدْ تَكَلَّمْتُ فَأُجْرِيهِ. قَضَيْتُ فَأَفْعَلُهُ.” (إش 46: 11).

على الرغم من وفاة كولومبوس فقيرًا، إلا أن أحلامه لم تتحقق، إلا أن الاكتشاف الأوروبي للعالم الجديد فتح حقًا فصلًا جديدًا في تاريخ اكتشاف الأوروبيين لأرض البدايات الجديدة. لم تمثل أوروبا للأميركيين الماضي فقط (الذي كانوا حريصين على نسيانه)، بل مثلت الماضي الفاسد الذي أرادوا الهروب من تلوثه.

الإصلاح قادم

إصلاح الكنيسة سيأتي لكن أكبر بكثير من توقعات أوغسطينوس. مع سقوط روما في 410، يمكن أن يقال إلى حد ما أن يكون قد اختتم مع استسلام مدينة القسطنطينية في 1453. صمدت القسطنطينية لألف سنة. ولكن عشية الإصلاح، هذا الضوء العظيم في الشرق، آخر بؤرة أمامية للمسيحية في العصور القديمة، استسلمت لقوات العثمانيين. هرب مئات من العلماء اليونانيين إلى الغرب، حاملين معهم مخطوطات ثمينة، وآثارا من القديسين الشرقيين، ومعرفة جديدة للغة العهد الجديد.

 

Comments are closed.